كبرنا كثيرا يا صديقي، كبرنا أكثر ممّا يجب، ولم تعد الأشياء كما كانت عليه في الماضي، وها نحن نقف باستسلام كإشارات مرور فاشلة في شارع مزدحم بالموتى.

نابليون لم يأخذ قيلولته المعتادة فبقيت الأفكار الغثة تتصارع في مخيلته المتعبة وبدلاً من التخلص منها قدمها سارية شفافة لتتقدم صفوف جيشه، فصنعت بذلك أجمل هزيمة في التاريخ.

الحروب تعلمك بألا يكون لك تاريخ حتى في مقتنيات منزلك؛ فالمهاجر يكتفي بأبسط وأقل قطع الأثاث، ممنوع من الاحتفاظ بالكنوز الثمينة حتى إذا كانت صورة مؤطرة لأم راحلة.

المواطن المغلوب على قهره لا يملك خلاصا لنفسه أو لغيرها، يقبع في كهف مظلم من الاستسلام منتظرا حدوث المعجزات أو بلوغ آخر الطريق المظلم.

لم تعد القرارات الخطيرة في حياتنا تقتصر على الخيارات المصيرية في الحياة والعمل والأسرة، بل أصبحت تتعلق بصورة خاصة بهاتفنا الجوّال.

العاطلون عن العمل والحياة كُثر، وفي العالم العربي، مثلا، بلغت نسبة البطالة أرقاما هائلة ومخيفة لتدخل ميدان المنافسة العالمية فتفوز بمعظم المراكز الأولى.

تطاردني حكايات أم كاظم كلما رأيت ملامح وجه وليامز، لكني أحاول مداراة حزني بابتسامة كاذبة فتكشفني عيون صديقتي الجامايكية التي تحاول أن تنقّض على صمتي بكلمات تأنيب وتحذير.

لم يجد علماء النفس لظاهرة "ستوكهولم" أي تبرير حتى اللحظة، لكن البعض يحاول الآن ركوب طريق المغامرة ليتأكد من صدق النوايا.

في صيف أوروبا القصير يجد البعوض ألف عذر وعذر للتسرب إلى المنازل والقيام بمهمة إزعاج ساكنيها لكن البعوض هنا شأنه شأن المخلوقات المترفة كبير الحجم ممتلئ صحة وعافية.