نتائج عكسية للعبة إلكترونية إيرانية تستغل جورج فلويد

لعبة إلكترونية إيرانية تواجه استياء متزايدا حول العالم بسبب ما اعتبره العديد محاولات مفضوحة من طهران عبر الحرس الثوري للاستفادة من مآسٍ إنسانية.
السبت 2021/11/27
خلط سليماني بفلويد

طهران- شغلت لعبة إلكترونية طوّرتها منظمة الباسيج شبه العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني عن جورج فلويد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. ويسعى اللاعب من خلالها لـ”إنقاذ حياة جورج فلويد”، وفق تقرير نشره موقع “ذا صن”.

وفي الخامس والعشرين من مايو 2020 في مدينة مينيابوليس، أراد الشرطي ديريك شوفين توقيف جورج فلويد (46 عاما) على خلفية الاشتباه في استعماله ورقة من فئة 20 دولارا مزيفة لشراء سجائر، فثبّته مع ثلاثة من زملائه على الأرض بينما كان مقيد اليدين، قبل أن يجثو على رقبته. وبقي الشرطي على تلك الحال نحو عشر دقائق غير مبال بأنين فلويد وبمناشدات المارة المذهولين، حتى بعد أن فقد الوعي.

ويطلق على اللعبة اسم “أنقذوا الحرية”، وجرى تطويرها في 2020 بأمر من قائد للباسيج في مؤتمر رقمي للمنظمة عقد في سبتمبر من العام نفسه.

وآنذاك اقترح القائد الإيراني إنشاء لعبة تقوم على ما قال إنه “إنقاذ هذا المواطن من أصول أفريقية من الشرطة الأميركية”، مع ما يستبطنه كل ذلك من بعد قائم على استغلال سياسي للحادثة لضرب واشنطن، عدوّ طهران اللدود.

وبحسب الصحيفة، فإنه على اللاعبين أن يشقوا طريقهم عبر 30 مستوى من الصعوبة المتصاعدة، ويواجهون “أعداء” يفترض أنهم يحاولون قتل جورج فلويد.

وأثارت اللعبة الغضب عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وقال أحدهم “لا بد أنها مزحة، هل يمكن لأحدهم التأكيد؟”.

وقال شخص آخر “لماذا يجعلون من مقتله لعبة من أجل جني المال؟ هذا مقرف”.
واستنكر آخرون محاولات طهران المفضوحة عبر ذراعها العسكرية المسمومة (الحرس الثوري) للاستفادة من مآسٍ إنسانية لتحقيق نقاط سياسية وتأليب الرأي العام ضد الولايات المتحدة والغرب بشكل عام، مستفيدة من الأصول الأفريقية لفلويد.

وذكر معلقون بحادثة مقتل الشاب مهرداد سبهري بعد تعذيبه على أيدي قوات الشرطة، واعتبروه رمزا لضحايا ممارسات الشرطة بحق المواطنين وأنه “جورج فلويد إيران”.

◄ اللعبة تواجه استياء متزايدا في نتائج خيبت آمال الحرس الثوري الذي كان ينتظر أن تجدد اللعبة الغضب ضد أميركا

وأظهر مقطع الفيديو الذي نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي رجل شرطة يستخدم رذاذ الفلفل والصاعق الكهربائي على وجه وجسد رجل مكبل اليدين.

وقارن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين حالة جورج فلويد المواطن الأميركي من أصول أفريقية ومهرداد سبهري، وأكدوا وجود “ازدواجية” واضحة في تعامل المسؤولين الإيرانيين مع أحداث مشابهة، حيث أنهم توقفوا كثيرا عند حادثة مقتل جورج فلويد على أيدي الشرطة الأميركية، لكنهم تجاهلوا حادثة مقتل الشاب الإيراني مهرداد سبهري.

وبعكس توقعاتها تواجه اللعبة الإيرانية استياء متزايدا حول العالم في نتائج خيبت آمال الحرس الثوري الذي كان ينتظر أن تجدد اللعبة الغضب ضد الولايات المتحدة، لكن يبدو أن كل ما فعلته هو أنها فاقمت الاستياء ضد طهران.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها شخص ما الاستفادة من حادثة مقتل فلويد، حيث اضطرت أمازون إلى سحب إعلان لملابس أطفال كانت تحمل صورة الشرطي جاثما فوق رقبة فلويد في يونيو 2020.

16