مهرجان مسقط يراهن على الهوية

عروض موسيقية ولوحات راقصة ومعارض تختزل البيئة الزراعية والبحرية والحرفية للسلطنة تقدم يوما بمنتزه العامرات.
الثلاثاء 2019/01/29
تراث يقاوم النسيان

مسقط – تسعى سلطنة عمان، لاسيما في السنوات الأخيرة، إلى الانفتاح أكثر على العالم بطرق مختلفة تصبّ في مجملها عند تركيز البلاد كوجهة استثمارية وسياحية جميلة وآمنة، ولأجل هذا الهدف تنظم جملة من البرامج التي تسوق بقوة للسلطنة، وخاصة منها التظاهرات الثقافية على غرار مهرجان مسقط الذي تجري فعالياته هذه الأيام.

انطلقت فعاليات مهرجان مسقط في دورته الــ21 في العاشر من يناير الحالي وتستمر حتى التاسع من فبراير القادم، تحت شعار “تواصل وفرح”، أي على مدار ما يعادل 31 يوما.

وتم وضع برمجة متنوعة لتأثيث هذه الأيام تجمع بين العروض الموسيقية المحلية والأجنبية، إلى جانب المعارض التي تركز بشكل كبير على الحفاظ على التراث والأصالة وتقديمهما ضمن التظاهرات كمحطة رئيسية ويومية في أكثر من فضاء.

ويتم، يوميا، تقديم جملة من العروض التراثية في منتزه العامرات بحضور جماهيري محلي وأجنبي واسع، وتتنوع الأنشطة في هذا الفضاء بين العروض الموسيقية التراثية الأصيلة للبلاد بكل ثراءها وتنوعها من  غناء ورقص، جامعة ثلاثة أجيال مختلفة نساء ورجالا في ذات الوقت.

وقد تم توزيع هذه العروض بين مجموعات؛ الأولى تضم رجالا ونساء من عمر الآباء والأجداد، والثانية يؤثثها شباب من الجنسين، والثالثة يؤثثها أطفال في عمر صغير جدا، في خطوة تعكس مسعى السلطنة لتجذير التراث والهوية العمانية لدى مختلف الأجيال.

يقول ماجد بن سعيد بن هلال المحروقي، مدير عام الإعلام الخارجي “إن أحد أهداف المهرجان الكبرى هي تعريف وتوعية الجيل الجديد الذي لم يعايش تفاصيل التراث العماني بأهمية هذا المخزون الثري المتنوع ودفعه إلى الحفاظ عليه والتمسك بأصالة وهوية البلاد”.

المهرجان يسعى لاستقطاب جماهير عمانية بدرجة أولى ثم المنطقة الخليجية بدرجة ثانية، فضلا عن السياح الأجانب

وفضلا عن الموسيقى والرقص، يقدم المهرجان في المنتزه ذاته عددا من المعارض اختزلت البيئة الحضارية والبدوية والزراعية والبحرية لسلطنة عمان، إضافة إلى المأكولات الشعبية التي كانت حاضرة هي الأخرى.

واستقطب المنتزه حضورا جماهيريا لافتا ومتنوعا تفاعل بشكل كبير مع ما قدم، لاسيما مع عروض الموسيقى والرقص التي كانت في مجملها عبارة عن أغان تقليدية ولوحات تراثية راقصة.

ويستهدف المهرجان استقطاب مليون زائر من داخل السلطنة وخارجها، ويقول المنظمون إن الحضور بلغ إلى حدّ الأحد أكثر من 400 ألف زائر.

ويسعى المهرجان لاستقطاب جماهير عمانية بدرجة أولى ثم المنطقة الخليجية بدرجة ثانية، فضلا عن السياح الأجانب، لاسيما وأنه يتزامن مع ذروة الموسم السياحي.

ويقول مساعد رئيس بلدية مسقط، خالد محمد بهرام “تتم برمجة المهرجان بالتزامن مع العطل المدرسية في السلطنة ودول الخليج حتى يكون هناك حيز من الوقت لمواكبة مختلف تظاهراته، وهو ما تم بالفعل بالنظر إلى الحضور الكبير سواء بالنسبة للعمانيين أو الخليجيين وحتى الأجانب الذين ينظمون مواقيتهم لتتزامن مع المهرجان”.

وتتعمد إدارة مهرجان مسقط تنظيمه بين شهري يناير وفبراير من كل عام، واللذين يصادفان ذروة الموسم السياحي في البلاد حتى يتم استغلال المهرجان في التسويق للسلطنة والترويج لتراثها وثقافتها، ومع بلوغه الدورة الـ21 أصبح المهرجان إحدى الواجهات السياحية الهامة للبلاد بما يقدمه من تظاهرات تعكس التنوع الفني والثقافي والحرفي في أبهى صوره.

ويقول ماجد بن سعيد بن هلال المحروقي إن المهرجان فرصة لإثراء الموسم السياحي والتعريف أكثر بسلطنة عمان في الخارج، مؤكدا أن تنظيمه ساهم في تحريك القطاع السياحي والثقافي عبر ترويجه لتراث وحضارة البلاد.

16