مقتدى الصدر يعاود النفخ في جمرة "الاجتثاث"

النجف (العراق) - توعّد رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر بالتصدّي لعودة حزب البعث الذي حكم العراق إلى سنة 2003 تاريخ الغزو الأميركي للبلد.
وقال الصدر الذي يخوض حملة انتخابية مبكّرة استعدادا للانتخابات النيابية المقرّرة لشهر أكتوبر القادم والذي يطمح لأن ترفعه مشاركة تياره فيها إلى سدّة الحكم في البلاد من خلال حصوله على أغلبية برلمانية تخوّل له تشكيل الحكومة القادمة “لا مكان للبعث في عراقنا الحبيب ولو بثوب آخر، فنحن لهم بالمرصاد”.
وأضاف في تغريدة على تويتر أنّه يشعر بـ”الغضب والحزن” بسبب “تعالي أصوات البعث الصدّامي”.
ويحاول الصدر في نطاق تكثيف حضوره السياسي والإعلامي ضمن الحملة الانتخابية السابقة لأوانها استدعاء ملفّات مثيرة لحماس الشارع الشيعي من قبيل التجييش ضدّ من تسميهم القوى الشيعية العراقية “فلول حزب البعث”.
غير أن متابعين للشأن العراقي يقولون إنّ اهتمامات الشارع العراقي، بما في ذلك الشارع الشيعي، تغيّرت كثيرا وانصرفت نحو الهمّ اليومي بفعل سوء الأوضاع المعيشية.
كما أنّ مفهوم الاجتثاث بحدّ ذاته أصبح مرتبطا في أذهان شرائح واسعة من العراقيين بمعاني سلبية تحيل على الظلم الذي لحق بالكثيرين لمجرّد مشاركتهم في تجربة الحكم السابقة، التي لم يعد كثيرون يتردّدون في المقارنة بينها وبين التجربة التي تلتها وقادت العراق إلى أوضاع بالغة السوء على مختلف المستويات.
ودعا الصدر الذي كان يعلّق ضمنا على ظهور ابنة الرئيس العراقي الأسبق رغد صدّام حسين في حوار على إحدى الفضائيات العربية، إلى تفعيل دور هيئة اجتثاث البعث “كخطوة أولى”، مهددا بالقيام بما يمليه عليه ضميره وحبه للوطن، وفق تعبيره.
وأضاف معترفا بفساد تجربة الحكم الحالية “وإن كنا ممن يرون أن أغلب الطبقة السياسية الحالية ليست بعيدة عن الفساد، إلاّ أن ذلك لا يعني عودة العفالقة” (نسبة إلى منظّر حزب البعث الأوّل ميشال عفلق).