معرض أبوظبي الدولي للكتاب يطلق دورته الثلاثين "الهجينة"

يشكل معرض أبوظبي الدولي للكتاب إحدى أهم الفعاليات التي تُعنى بقطاع النشر في منطقة الشرق الأوسط ويستضيف سنويا طيفا واسعا من دور النشر العربية والعالمية ويوفر منصة للناشرين وأصحاب الفكر والأدباء والمكتبات والوكلاء والهيئات الثقافية والحكومية والقراء من حول العالم لتبادل الأفكار والاطلاع على أهم الإصدارات. وبعد تأجيل دورته الماضية يقدم دورة جديدة هذا العام بشكل يجمع الافتراضي بالواقعي.
أبوظبي - انطلقت الأحد 23 مايو فعاليات الدورة الثلاثين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة، وتستمر إلى 29 مايو الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
ويشهد المعرض مشاركة نحو 889 عارضا بواقع 662 عارضا دوليا و227 عارضا محليا من أكثر من 46 دولة من حول العالم في نسخة “هجينة” تجمع بين فعاليات افتراضية وأخرى بالحضور الشخصي وذلك بسبب جائحة فايروس كورونا.
فعاليات متنوعة
يشمل برنامج المعرض، نحو 230 جلسة واقعية وافتراضية تناقش أبرز قضايا وتحديات صناعة النشر. وتوفر الدورة الحالية من المعرض لجمهورها نصف مليون كتاب في مختلف المجالات إذ تعد هذه الدورة الأكبر في مجال دعم الناشرين منذ تأسيس المعرض حيث شهدت تقديم 300 منحة موزعة على الكتب الورقية والرقمية والصوتية كجزء من برنامج “أضواء على حقوق النشر”.
ويتضمن جدول اليوم الأول 18 جلسة من أبرزها “النشر في العالم العربي.. تسليط الضوء على احترام صناعة النشر” يقدمها محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب و”النقد الافتراضي بين النظرية والتطبيق” بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.

المعرض يقدم برنامجا ثقافيا ثريا يتضمن 230 جلسة واقعية وافتراضية تناقش أبرز قضايا الثقافة والنشر
ومساء الاثنين يقيم المعرض حفل تكريم للفائزين بالدورة الخامسة عشرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب فيما يُنظم في اليوم التالي حوارا مع الفائزين يديره الناقد والمترجم الأردني خليل الشيخ.
يشارك في فعاليات المعرض 315 ضيفا ومتحدثا واقعيا وافتراضيا من أبرزهم الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي من الإمارات، رئيسة اتحاد الناشرين الدوليين، والقاص الكويتي طالب الرفاعي والكاتبة المصرية ريم البسيوني والشاعر الفلسطيني سامح كعوش والكاتب الفرنسي جيلبير سينويه.
وتحل ألمانيا ضيف شرف المعرض في الدورتين الثلاثين والحادية والثلاثين “احتفاء بالروابط الثقافية والحضارية ولتسليط الضوء على الإرث الثقافي الغني لألمانيا وإسهاماتها في قطاع المعرفة والتبادل الثقافي. وتقديرا لدورها الرائد في الطباعة، ولاهتمامها بالثقافة العربية عموما، وتعزيزا لفكرة التبادل المعرفي والتعرف عن كثب على الثقافة الألمانية”.
ولا يكتفي المعرض بمشاركات الناشرين إذ نجد مشاركة فاعلة للعديد من المؤسسات والهيئات على غرار أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، عبر تنظيمها لأنشطة متنوعة وطرحها لمجموعة من الإصدارات الجديدة ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
وأشارت ميرا الطنيجي رئيسة وحدة الأرشيف والوسائط في أكاديمية الشعر إلى أن أنشطة الأكاديمية تشمل تواقيع كتب وإصدارات عبر منصة التواقيع في المعرض وذلك الخميس الموافق لـ27 مايو، ومنها كتاب “أعلام الشعر الشعبي” ثلاثة أجزاء لمؤلفه الدكتور راشد المزروعي الذي يوقع كتابه في تمام الساعة الواحدة مساء، وكتاب “مختصر تاريخ الظفرة” لمؤلفه علي الكندي في تمام الساعة الثانية مساء، و”الصاديات” للكاتبة سليمة المزروعي في تمام الساعة الثالثة مساء، إلى جانب عدد آخر من الكتب التي صدرت بالتعاون مع مؤسسات ثقافية وأدبية منها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الذي سيشهد جناحه توقيع المجموعة الشعرية “لا على التعيين” وهي من إصدارات أكاديمية الشعر للمؤلف محمد عبدالرحيم العمادي.
كما ستعرض الأكاديمية في جناحها مجموعة من العناوين الصادرة مؤخرا، منها “معجم الغاف في دولة الإمارات/ طبعة ثانية” لمؤلفه سلطان العميمي، “الموسوعة العلمية للشعر النبطي” الأجزاء من 8_13، لمؤلفها الدكتور غسان الحسن، “الأغنية الإماراتية نشأتها وتطورها مرحلة ما بعد التأسيس/ الجزء الثاني” لمؤلفه مؤيد الشيباني، “أبيات شعبية من مرويات الذاكرة النسائية في الإمارات” لفاطمة الهاشمي، “ديوان ابن سليمان للشاعر سيف بن حمد الشامسي” وغيرها.
وستقدم الأكاديمية في جناحها خلال أيام المعرض فكرة شاملة عن برامجها الدراسية للمهتمين بالتسجيل في الدراسة الأكاديمية للدورة القادمة التي تبدأ في الرابع من أكتوبر المقبل.
إجراءات استثنائية

كانت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي قد أعلنت في وقت سابق إعفاء جميع دور النشر المشاركة في المعرض من دفع رسوم الأجنحة وذلك بهدف “دعم دور النشر بعد التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد – 19 وتخفيف العبء عنها”.
وقال محمد المبارك رئيس الدائرة إن هذه المبادرة تهدف لدعم صناعة النشر خصوصا في ظل ما تشهده حركة النشر من تحديات جراء جائحة كورونا.
وأضاف “المعرض يعد إحدى أهم مبادراتنا التي تعنى بقطاع النشر بما يتماشى مع استراتيجيتنا لتعزيز مكانة أبوظبي باعتبارها مركزا عالميا للحوار بين الثقافات والتبادل المعرفي”.
وتابع المبارك قائلا “نعمل مع دور النشر التي أدت مساهماتها القيّمة إلى تعزيز قطاع الثقافة ووضع العاصمة أبوظبي على الخارطة الثقافية العالمية”.
من جهته قال سعود الحوسني، وكيل الدائرة “تسهم هذه المبادرة في تخفيف الأعباء التي تتحملها دور النشر في ظل الظروف الحالية وذلك إيمانا بدور قطاع النشر الفاعل الحقيقي في بناء أجيال مثقفة مهتمة بالقراءة ومتطلعة إلى العلم والمعرفة، وهذا الدعم سيزيد من عطاء دور النشر وإصداراتها، وتمكننا من الاستمرار في ترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة ثقافية للناشرين والكتاب”.
وشهدت الدورة الحالية من المعرض تولي موزة الشامسي، المديرة التنفيذية لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، منصب مديرة معرض أبوظبي الدولي للكتاب، لتكون أول امرأة تدير معرضا دوليا للكتاب في المشرق العربي.
وقامت شركة أبوظبي الوطنية للمعارض “أدنيك” بوضع بروتوكولات توضح التدابير والإجراءات الخاصة بالحفاظ على صحة جميع المشاركين إضافة إلى توفير أجهزة المسح الحراري وإجراءات التعقيم المتطورة وفق أعلى مستوى من التقنيات المعتمدة في هذا الإطار وسيتوجب على جميع الزوار والمشاركين إبراز نتيجة سلبية لفحص “بي.سي.آر” إضافة إلى تطبيق معايير التباعد الاجتماعي في جميع مرافق “أدنيك”.
ويتوجب على جميع الزوار التسجيل بشكل مسبق قبل زيارة المعرض للحصول على بطاقة الدخول الإلكترونية وذلك من خلال الموقع الإلكتروني للمعرض أو تطبيق الهاتف الجوال إضافة إلى إبراز نتيجة سلبية لفحص مسحة الأنف تمت خلال الـ48 ساعة الماضية.
كما تم توفير نقطتي فحص في المعرض بشكل مجاني مع توفير عيادة صحية وسيارة إسعاف وفريق مدرب للتعامل مع حالات الطوارئ كما تتوفر فرق طبية في أماكن إقامة الضيوف بينما يقتصر دخول الزوار للمعرض المسموح لهم على فئة الحاصلين على تطعيم كوفيد – 19 حيث يسمح بحضور من هم في سن الـ17 عاما فقط فما فوق.