مصر تراهن على خبرة كيروش في كأس العرب

القاهرة - يستعد المنتخب المصري بقيادة كارلوس كيروش للمشاركة في بطولة كأس العرب التي تقام في قطر في نسختها العاشرة والتي تقام للمرة الأولى تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

ويلعب منتخب الفراعنة في المجموعة الرابعة مع منتخبات لبنان والسودان والجزائر، حيث يستهل مشواره يوم الأول من ديسمبر أمام منتخب لبنان ثم يواجه السودان يوم الرابع منه ويختتم دور المجموعات بمواجهة قوية ومثيرة أمام الجزائر يوم السابع من نفس الشهر.

وأعلن الجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة كارلوس كيروش القائمة النهائية للفراعنة التي ستخوض منافسات البطولة. وشهدت القائمة استدعاء وجوه جديدة أبرزها مروان داوود الظهير الأيسر لإنبي، وعمر كمال عبدالواحد وأحمد رفعت ومحمد عبدالمنعم من فيوتشر، وحسين فيصل لاعب سموحة وأسامة فيصل لاعب البنك الأهلي، إلى جانب محمد عبدالمنعم من فاركو.

واستبعد كيروش محمد أبوجبل حارس الزمالك، وزميليه في الفريق طارق حامد ومحمود علاء، وأحمد حجازي المحترف في اتحاد جدة السعودي بعد رفض ناديه مشاركته في البطولة، ورباعي الأهلي حسين الشحات وحسام حسن وصلاح محسن وياسر إبراهيم، وأحمد سمير مهاجم طلائع الجيش. كما تم استبعاد لاعبي بيراميدز لارتباط ناديهم بمباراتي دور الـ32 في كأس الاتحاد الأفريقي أمام "إي.إس" مانياما بطل الكونغو الديمقراطية.

وقال كيروش إن "الاختيارات تمت بعد متابعة مباريات الجولة الرابعة لبطولة الدوري المصري، وروعي فيها استثمار ظروف الاختيار في تفعيل سياسة تقديم وجوه وأجيال جديدة استعدادا للارتباطات المستقبلية وإسهاما في اتساع قاعدة المنتخب".

ظروف الاختيار

بدأت مشاركات منتخب مصر في بطولة كأس العرب في النسخة الخامسة عام 1988 بالأردن والتي شاركت فيها 10 منتخبات تم تقسيمها على مجموعتين. وأوقعت القرعة الفراعنة في المجموعة الثانية مع العراق وتونس ولبنان والسعودية، واحتل منتخب مصر صدارة المجموعة برصيد 5 نقاط بعد التعادل السلبي مع العراق والسعودية والفوز على لبنان بثلاثية ثم الفوز الصعب على منتخب تونس بهدف لطارق سليمان.

وفي نصف النهائي تلقى الفراعنة هزيمة من منتخب سوريا بركلات الترجيح 4 – 3 بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي، وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع فاز منتخب مصر على الأردن بهدفين نظيفين أحرزهما علاء ميهوب وحسام حسن.

وفى 1992 عاد منتخب مصر للمشاركة في كأس العرب في سوريا وشاركت في هذه النسخة 6 منتخبات فقط. ووقع منتخب مصر في المجموعة الثانية مع منتخبي الأردن والكويت، وبدأ مشواره في البطولة بالتعادل مع الأردن وفاز في المواجهة الثانية على الكويت بهدف.

وفي نصف النهائي فاز منتخب مصر على سوريا بركلات الترجيح 4 – 3 بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي، وفي النهائي ضرب منتخب مصر موعدا مثيرا مع السعودية وتقدم الفراعنة بهدف عن طريق سامي الشيشني وأدرك الأخضر التعادل من عبدالرحمن الرومى، وعاد منتخب مصر إلى المقدمة بهدف أحمد الكاس، لكن المنتخب السعودي تعادل عن طريق سعيد العويران وكانت المباراة تسير نحو التعادل واللجوء إلى ركلات الترجيح، لكن العميد حسام حسن فاجأ الجميع وسجل هدف الفوز بطريقة رائعة “مقصية” ليمنح منتخب مصر الفوز في الدقيقة 85 ويحقق اللقب العربي الوحيد.

وفى عام 1998 أقيمت البطولة في الدوحة بمشاركة منتخب مصر واكتفى الفراعنة بالخروج من الدور الأول، كما شارك الفراعنة في نسخة كأس العرب التي أقيمت بالسعودية عام 2012 وودع الفراعنة البطولة من دور المجموعات.

ومن ناحيته أعلن منتخب الجزائر منذ أشهر توجهه إلى الدوحة بمنتخب المحليين وبقيادة مدربه مجيد بوقرة، ومن ثم كشف المدرب عن ضم بعض الأسماء من المنتخب الأول الناشطة في الملاعب العربية للاستفادة منها.

طموحات وأهداف

كانت المفاجأة عند إعلان قائمة الجزائر أن المنتخب لم يضم سوى 5 أو6 لاعبين من المحليين، بجانب 4 إلى 5 أسماء من المنتخب الأول، ومن ثم كانت البقية من لاعبين ينشطون في الدوريات العربية وخرجوا من حسابات جمال بلماضي. السعودية والجزائر فضلا إبعاد المنتخب الأول عن البطولة، لكن من الواضح جدًا من قائمة لاعبي الفريقين أن الهدف والطموح مختلف في كأس العرب.

بالنسبة إلى الجزائر ومجيد بوقرة فإن قائمة المنتخب تؤكد أن النتائج والطموح إلى مواصلة سلسلة اللاهزيمة وتحطيم رقم إيطاليا القياسي والوصول إلى أبعد نقطة في البطولة والفوز باللقب هو الهدف الأكيد والأول. 

منتخب محاربي الصحراء كانت لديه الفرصة لمنح الوجوه الشابة الناشطة في الدوري المحلي الفرصة لإظهار أنفسها جيدًا لجمال بلماضي، لكن بوقرة فضل الاعتماد على اللاعبين أصحاب الخبرة الذين انتهت فترة وجودهم مع الفريق الأول، أمثال هلال سوداني وياسين براهيمي وسفيان بن دبكة وأمير سعيود.

الأخضر السعودي يرى البطولة مرحلة لإعداد جيل المستقبل، ولذلك كان اختيار لاعبين شباب بدأوا في الظهور مع أنديتهم في الدوري المحلي أمثال تركي العمار وفراس البريكان وسعود عبدالحميد، بجانب لاعبين لم يحصلوا على تلك الفرصة بعد مثل خليفة الدوسري ونايف الماس وزياد الجهني، وكانت هناك أيضا أسماء ما زالت ناشطة في الفئات السنية مثل محمد القحطاني لاعب الهلال.

وستكون البطولة العربية فرصة لأولئك اللاعبين للتعبير عن أنفسهم وقدراتهم ولفت الأنظار إليهم، وكذلك منحهم تجربة مثيرة للاهتمام ستُساهم في زيادة خبراتهم وتكوين شخصيتهم، وهو ما سيصب في النهاية في صالح كرة القدم السعودية، لكنه ربما لن يكون لصالح المنتخب السعودي في كأس العرب، إذ قد يدفع الفريق ثمن تلك الاختيارات بتحقيق نتائج سلبية والخروج المبكر، وهو شيء في ما يبدو ليس في حسابات المدرب الفرنسي واتحاد كرة القدم السعودي، إذ يبدو واضحًا أن النتائج آخر ما فكروا به عند اتخاذ هذا القرار.