مخاوف ترافق محاكمة نادرة للجهاديين في مالي

الجماعات الجهادية نفذت عمليات خطف واستهدفت مؤسسات كانوا يرتادونها مثل الفنادق والمطاعم وذلك بغية استهداف الغربيين.
الثلاثاء 2020/10/27
انطلاق محاكمة المتهمين بتنفيذ الهجمات على فندق راديسون بلو

باماكو – تبدأ الثلاثاء في العاصمة المالية محاكمة المتهمين بتنفيذ الهجمات على فندق راديسون بلو ومطعم لا تيراس في باماكو في عام 2015، بينهم جهادي بارز في منطقة الساحل، وهو حدث نادر في منطقة تعاني منذ سنوات أعمال عنف تقوم بها الجماعات الإسلامية المتطرفة.

وتعد مثل هذه المحاكمات في باماكو نادرة في منطقة مدمرة، حيث تشوب الحدود ثغرات كبرى ولا تتمكن الدول من السيطرة على مساحات شاسعة من أراضيها، ما يفاقم المخاوف من هجمات ترافق جلسات المحاكمة.

لكن المتهم الرئيسي الموريتاني فواز ولد أحمد (أو أحميدة) الملقب بـ”إبراهيم 10″، المقرب من الزعيم الجهادي الجزائري مختار بلمختار، قد لا يحضر المحاكمة.

وهذه الشخصية البارزة من جهاديي الساحل، الذي تم استدعاؤه للمثول أمام محكمة مكافحة الإرهاب في باماكو، هو أحد المعتقلين الـ200 الذين أُطلق سراحهم في أوائل أكتوبر مقابل أربعة رهائن، بينهم الفرنسية صوفي بترونين والسياسي المالي سوميلا سيسي.

وورد اسمه ضمن المفرج عنهم، بعد أربع سنوات من اعتقاله في باماكو، في إطار عملية مثيرة للجدل، ولكن لم يتم تأكيد ذلك رسميًا. وفي كل الأحول يجب إجراء المحاكمة، سواء كان حاضراً أم لا.

المتهم الرئيسي الموريتاني فواز ولد أحمد (أو أحميدة) الملقب بـ"إبراهيم 10"
المتهم الرئيسي الموريتاني فواز ولد أحمد (أو أحميدة) الملقب بـ"إبراهيم 10"

و”إبراهيم” متهم لأنه “انتقم للنبي” في أعقاب الهجمات التي استهدفت صحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية ومطعم لا تيراس في باماكو في 6 أبريل 2015، مما أدى إلى مقتل بلجيكي وفرنسي وثلاثة ماليين بحسب ملف التحقيق.

وفي 20 نوفمبر من العام نفسه، من المحتمل أنه “خطط ونفذ” الهجوم على فندق راديسون بلو الفاخر في وسط العاصمة المالية.

و”إبراهيم 10” ، هو تاجر سابق ذو بنية جسدية ضخمة ونشط في صفوف الجهاديين منذ عام 2006، كان مسؤولا عن الخدمات اللوجستية، من استئجار منزل وشراء دراجة نارية والاستطلاع في باماكو “لرصد الهدف”.ثم قام رجلان “بإطلاق النار على أي شيء يتحرك”، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا، بينهم 14 أجنبيًا.

كما يمثل أمام القضاء ماليان في العشرينات من العمر خلال محاكمة لم يتم تحديد مدتها.والأول هو سادو شاكا (الملقب موسى – أو أسامة – معيقة)، والذي، بحسب المحققين، “كان مكلفا بتوصيل الأسلحة إلى البلدات المستهدفة”. كان حينها يبلغ من العمر 16 عاما. وهو متهم بالتواطؤ في الهجوم على راديسون بلو.

كما يشتبه في أن شاكا لعب دورًا في الهجوم على فندق بيبلوس في سيفاري (وسط مالي)، والذي أسفر عن مقتل 13 شخصًا في أغسطس 2015، وعلى فندق الشمال والجنوب في باماكو، في مارس 2016، والذي لم يسفر عن وقوع ضحايا. ولم يتم إدراج هذين الهجومين في القضية التي يتم النظر فيها الثلاثاء.

ويواجه فواز ولد أحمد وشاكا تهم “حيازة أسلحة على صلة بمنظمة إرهابية” و”تكوين عصابات إجرامية” و”تمويل الإرهاب” و”التواطؤ في القتل”.

ويشتبه بأن المتهم الثالث، عبدالباقي عبدالرحمن مايغا (الملقب أبومحمدون) “التحق بتدريب شبه عسكري”، لكنه غير متورط في هجمات راديسون بلو ولا تيراس. وهو متهم بـ”تكوين عصابات إجرامية” و”تمويل الإرهاب”.

ومنذ انتشار الجماعات الجهادية في منطقة الساحل، تتضاعف الاعتداءات على رموز الدولة – من القوات المسلحة والمسؤولين الإداريين والأعيان – وضد مصالح الدول المشاركة في القتال ضد الجهاديين، وخاصة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، مما أسفر عن مقتل المئات.

وبغاية استهداف الغربيين، نفذت الجماعات الجهادية عمليات خطف واستهدفت رمزيا مؤسسات كانوا يرتادونها، مثل الفنادق أو المطاعم أو المنتجعات الساحلية.

ومن بين الهجمات الأكثر دموية، الهجوم الذي استهدف في 15 يناير 2016 مطعم ومقهى كابتشينو، الذي تبناه فرع تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” ومجموعة “المرابطون” التابعة لمختار بلمختار، والذي أسفر عن مقتل 30 شخصًا معظمهم من الغربيين.

5