ما جنته حماس على غزة.. حيرة وإحباط وسط شكوك في إعادة الإعمار

غزة- وجد المئات من سكان غزة أنفسهم بلا مأوى بعد أن دمرت منازلهم في جولة القتال الأخيرة التي فرضتها عليهم حركة حماس، وسط شكوك كبيرة في التعهدات الدولية بالمسارعة في إعادة إعمار القطاع.
ويشعر الغزيون بحالة إحباط شديدة ويأس جراء الوضع الذي آلوا إليه، وسط حيرة في كيفية لملمة هذه الفوضى.
وقالت المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينجز الأحد إن التصعيد الأخير في غزة “فاقم الوضع الإنساني المفجع أصلا” لسكان القطاع.
وأوضحت هاستينجز في مؤتمر صحافي في غزة “التقيت بعدة أسر تكبدت أضرارًا فادحة في الجولة الأخيرة من الأعمال القتالية، والتقيت أيضا أبا فقد زوجته وأربعة من أطفاله الخمسة، وشهدتُ بأم عيني الأسر المهجرة التي دُمرت منازلها عن بكرة أبيها”.

لين هاستينجز: التصعيد الأخير في غزة فاقم الوضع الإنساني المفجع أصلا لسكان القطاع
وأضافت “لقد دُمرت عدة أماكن كانت لا يُستغنى عنها فيما مضى لتقديم الخدمات الأساسية أو لحقت بها الأضرار، بما فيها مختبر طبي كان يؤمّن فحوصات الإصابة بفايروس كورونا. وتضررت خطوط مياه الصرف الصحي، ما يهدد بانتشار الأمراض”.
وأحدثت هجمات إسرائيل المكثفة على قطاع غزة دمارا هائلا طال المباني والأبراج والعمارات السكنية والمرافِق المدنية المستهدفة، وغيرت ملامح الشوارع ومفترقات الطرق الرئيسية.
وحولت هجمات إسرائيل مناطق بأكملها إلى أكوام من الركام، ووصف الكثير من السكان ما جرى في مناطق سكنهم بأنه أقرب إلى زلزال مدمر.
ولدى سكان قطاع غزة تجارب مريرة مع عمليات إعادة الإعمار بالنظر إلى تكرار جولات العنف مع إسرائيل وما يرافقها من تدمير.
وشنت إسرائيل ثلاث حروب على قطاع غزة في الفترة من 2008 إلى 2014 فضلا عن العشرات من جولات التوتر التي رافقها دائما تدمير واسع النطاق في المرافق السكنية والعامة.
وبعد رابع أعنف جولة توتر مع إسرائيل منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007، يواجه القطاع الآن مهمة معقدة بشأن إعادة الإعمار.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن إسرائيل لم تلتزم بأي ضمانات بشأن تسهيل عمليات إعادة الإعمار بالنظر إلى حصارها المشدد المفروض على القطاع بما في ذلك التحكم الكامل بتوريد البضائع.
وأشار المسؤولون إلى تعقيدات أخرى تتعلق بحجم ما يمكن جمعه من تعهدات دولية في ظل تداعيات جائحة كورونا والاعتبارات السياسية المرتبطة بالانقسام الفلسطيني والخلافات بين حماس والسلطة الفلسطينية.
وأعلنت المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة أنها ستطلق هذا الأسبوع مناشدة بتوفير 18 مليون دولار من صندوق التبرع الإنساني للأراضي الفلسطينية المحتلة، وسيطلق منسق الإغاثة في حالات الطوارئ في نيويورك مبلغا إضافيا قدره أربعة ملايين دولار لاستعادة قدرة الناس على الحصول على الخدمات الأساسية، كالرعاية الصحية والمياه.
وصرحت بأنه سيتم في الأيام المقبلة إطلاق مناشدة مالية مشتركة بين الوكالات الإنسانية لدعم الجهود على صعيد معالجة الاحتياجات الإنسانية الجديدة.