ما الذي يخيف الميليشيات من #لبؤات_العراق

تحاول الميليشيات في العراق بشتّى الطّرق النيل من الاحتجاجات عبر حملات ممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعي، تستهدف العراقيات المشاركات في الاحتجاجات بصفة خاصة عبر وصمِهن بتهمة “الانحلال الأخلاقي”.
بغداد - تخشى الطبقة السياسية الفاسدة في العراق، ممثلة في السياسيين ورجال الدين والميليشيات خاصة، من الحضور اللافت للعراقيات في ساحات الاحتجاج، فيما بدا واضحا إطلاق يد الجيوش الإلكترونية الثلاثاء لاقتحام هاشتاغات الثورة وتحريف مسارها.
ولفتت العراقيات اللاتي أعلن قبل أيام مشاركتهن في الاحتجاجات أنظار مستخدمي مواقع التوصل الاجتماعي في وقت تصدرت عدة هاشتاغات مشيدة بهن على غرار #لبؤات_العراق_مع_25 أيار الذي احتل الترنّد العراقي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحوّلت مشاركة النساء الواسِعة، من الطالبات الشابات إلى المسنّات، الانتفاضة العراقية إلى “ثورة شعب”.
وأظهرت مقاطع الفيديو والصور المنتشرة بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن العراقيات استعدن المساحات العامة في الاحتجاجات، حيث أصبحن مرئيات ويُسمِعنَ أصواتهنّ المرتفعة، سواء في الخطوط الأمامية التي تواجه قوات الأمن العراقية والميليشيات أو من خلال أعمالهن الفنية التي تزيّن ساحات الاحتجاجات، إذ تحتل صورهن إحدى الجداريات على حائط ضخم في نفق السعدون المؤدي إلى ساحة التحرير، أو من خلال الاعتناء بالمحتجين الجرحى والقيام بأعمال الطبخ والتنظيف.
"ثورة تشرين" الشبابية تعد نتيجة للتراكم الكمّي للسخط عبر سنوات المعاناة المريرة، وهي من أشجع وأشرس حركات الاحتجاج في تاريخ العراق الحديث
وتأثرت النساء العراقيات بالعنف الذي ساد في البلاد بعد العام 2003، حيث تراجعت حقوقهن بشكل لافت وتركن في مهب الريح. وكان العراق يوما ما في صدارة الدول التي تحترم حقوق النساء في المنطقة. وفاقت نسبة مشاركة المرأة العراقية في الاحتجاجات 40 في المئة من إجمالي عدد المشاركين في احتجاجات “ثورة تشرين” في محاولة مستميتة من العراقيات لإنجاح الثورة تمهيدا لاستعادة حقوقهن المسلوبة.
وتعد “ثورة تشرين” الشبابية نتيجة للتراكم الكمّي للسخط عبر سنوات المعاناة المريرة، وهي من أشجع وأشرس حركات الاحتجاج في تاريخ العراق الحديث، ولاسيما بعد عام 2003، بسبب كسرها قواعد الخوف التي تحتكرها المؤسسات الموازية للدولة الممثلة في الميليشيات المرتهنة لإيران.
وتحوّل العراقيون إلى إعلاميين اعتبروا أن مسؤوليتهم مضاعفة بإيصال رسائل شعبهم إلى العالم. وبات تعامل الناشطين العراقيين مع مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل محل إعجاب ومتابعة عالمية، حيث استطاعوا خلق رأي عام مساند لهم في مطالبهم السلمية.
وتداول مغردون مقاطع فيديو ظهر في أحدهما فتيات عراقيات يقدمن نصائح للمحتجين فيما أظهر فيديو آخر إحدى الأمهات “ترحب بثوار المحافظات الأحرار القادمين للعاصمة بغداد”.
ونشرت الناشطة العراقية نور القيسي صورا لعراقيات وغردت:
nooraqaissi@
مشاركة #العراقيات على الرغم من التهديدات المليشياوية.
وكتب مغرد:
hasanain_qays@
في الساحات حضور المرأة العراقية ثورة.. والمحرضون ناقصو الشرف هم العورة! #لبؤات_العراق_مع_25 أيار #العدلين_راجعين #العراق_ينتفض.
وقال حساب:
BIGBOSS47299810@
الماجدات العراقيات متميزات بين الجَمال جمالهن وجمالهن فوق الجَمال جميلا. رغم ذلك ينتقد مغردون التعتيم الإعلامي على احتجاجاتهم.
وغرد الكاتب العراقي عوض العبدان:
مشكلة ثورتنا في العراق ان النساء فيها لايفتحن شعورهن ويلبسن بنطلونات الجينز ويتحرشن بالجنود حتى يتم اعتقالهن فيتم تصويرهن . هذه التمثيلييات لاتعرف البنات العراقيات كيف يقومن بها لذلك لن تجد اهتمام او دعم اعلامي.
واعتبر حساب:
Inana Sumer
#عراقيات الثورة.. وقفنا وقفة عز إلى جانب الرجال نساند.. ونضمد.. ونطالب بوطن.. خرجنا رغم هجمة التدنيس والتدليس.. إلا أننا بقينا باسقات كنخل #العراق.#لبؤات_العراق_مع_25 أيار.
وتتحدى العراقيات الأعراف المجتمعية السائدة، بما في ذلك التقسيمات على أساس الطبقة أو نوع الجنس.
ويذكر أن العراقيات نلن نصيبهن من الاغتيالات والاعتقالات بسبب مشاركتهن في الانتفاضة التي بدأت في أكتوبر عام 2019 وأجبر تفشي فايروس كورنا العراقيين على إيقافها.
وذكر حساب بالمحتجات اللاتي قتلن على أيدي الميليشيات وغرّد:
mustafa10_8@
كل امرأة عراقية حرّة عليها أن تفتخر بأنها تنتمي إلى تلك النسوة اللاتي سقطن في ثورة تشرين وعليهن أن يمسكن بتلك الراية التي سقطت من أيديهن ويواصلن الثورة ولا بد أن أذكر #الشهيدات سارة طالب الدكتورة ريهام جنات الشحماني هدى خضير زهراء القرة لوسي مريم كامل.
واختطفت عراقيات أخريات وأجبرن على تسجيل مقاطع فيديو على غرار مقطع فيديو منسوب لماري محمد وهي شابة من الأنبار لمع نجمها خلال الاحتجاجات واختطفت في ساحة التحرير قبل إطلاق سراحها وتسريب مقطع فيديو بعنوان “فضيحة عبدالله الخربيط وماري محمد الدليمي”.
وسبق أن اعترفت الصحافية العراقية أفراح شوقي القيسي على حسابها على فيسبوك، بأنها تعرضت إلى نفس الأسلوب عند اختطافها.
وأكد حساب:
X6Sezar@
ننتصر أو نموت! #لبؤات_العراق_مع_25 أيار.
وكسّرت العراقيات بمشاركتهن الواسعة في الاحتجاجات الاعتقاد السائد بأن العراقيات “ضعيفات”.
ومنذ بداية الانتفاضة في أكتوبر 2019، عملت السلطة الحاكمة من خلال منصات لقادة بارزين، ومدونين مناهضين للحراك الاحتجاجي، وجيوش إلكترونية، على بث الإشاعات. وتتمحور الإشاعات حول سيناريوهات عديدة لا يمكن حصرها، كمصادر تمويل الاحتجاجات من جهات أجنبية ونشر مصطلح “أبناء السفارات” للإشارة إلى اتهام بعض الناشطين بأن لهم علاقات بسفارات غربية كما روجت الإشاعات إلى “انتشار ممارسات لا أخلاقية بين المحتجين”.
وتعرضت الناشطات في ساحات التظاهر إلى حملات تسقيط أخلاقية تحت ستار ديني.
وكتبت مغردة:
T_h_aa19@
الطريقة الوحيدة للتعامل مع مجتمع غير حر هي أن تصبح حرّا جدا لدرجة أن يصبح وجودك عبارة عن قانون تمرد #لبؤات_العراق_مع_25 أيار
وأصرت أخرى:
zahraa_alhasan1@
كامرأة حرة سأدعم الثورة حتى آخر نفس في حياتي ولن أحيد عن طريق الثورة ولن أجعل الهمّج الجاهلين يسكتون صوتي لأن صوتي ليس عورة ورغم أنوفهم سأثور #العدلين_راجعين #لبؤات_العراق_مع_25 أيار.