ما أهمية اللحوم المصنعة؟ لا شيء

حظي خبر لحم الدجاج المصنع في المختبر، باحتفاء إخباري من قبل وكالات الأنباء، وهي على صواب لأنه خبر بامتياز عندما يتعلق بالفكرة التاريخية لمفهوم الأخبار، لكن ما أهميته الغذائية؟ برأيي لا شيء.
فإذا كان لحم الدجاج المصنع وسيلة للتخلص من أضرار اللحوم على الصحة، يمكننا ببساطة تناول المزيد من الخضروات. وينتهي الأمر قبل أن ندخل المختبرات.
وإلا يمكن تفسير السباق التجاري الجماعي لصناعة لحوم خالية من اللحوم! بأن البشر مجرّد كائنات نهمة، جشعة لا تبالي بأمراض النقرس بالتهامها المستمر للحوم، وغير قادرين على التغيير.
ذهاب كل كيميائيي ومطوري وخبراء الطعام إلى المختبرات، لاستزراع نوع من الدجاج، ليس من أجل صحتنا أبدا، بل من أجل مصلحة تجارية تقود إلى المزيد من الأرباح، يمكننا أيضا وصفها بالخدعة التي يجب ألا تمر علينا.
يكفي القول إن ماكدونالدز التي يأكل 65 مليون زبون يوميا في مطاعمها شطائر لحم البقر. وأكبر مشتر للحوم البقر في العالم، تطور شطائر خالية من اللحم!
المثير للشفقة أن المزاعم المشجعة على تناول هذه اللحوم المصنعة تتذرع بأننا سنأكل طعامنا بضمير مرتاح لأننا سنوقف إهدار دم الحيوانات المسكينة، وتتناسى عن عمد أن الخضروات كبدائل صحية لا نهدر في تناولها قطرة دم. بينما يجمع كل من جربوا لحم الدجاج المصنع على أنه مجرد قطع ناشفة عصية على البلع، وإن كانت تحمل نكهة الدجاج.
ما يدعو إلى التفاؤل أن الخدعة التصنيعية الجديدة لن تمر بسهولة لأن غالبية المستهلكين اليوم يهتمون بمصدر الطعام أكثر من أي وقت مضى، وأي منتج لطعام جديد يجب أن ينظر إليه على أنه يأخذ المعايير التنظيمية على محمل الجد.
لذلك لا يزال أمام هذا المنتج الكثير ليقطعه عندما يتعلق الأمر بالفوز بقبول المستهلك، مع كل هذا التأثير الإعلاني والإخباري عن اللحوم المصنعة.
لا أقلل هنا من أهمية التجربة العلمية اللافتة لتقنية اللحوم المستزرعة. لكنها أيضا طريقة مبالغ فيها عندما تكون الهندسة الوراثية حلا لمشكلة أنظمتنا الغذائية، بينما متاح أمامنا ببساطة التوقف أو التقليل من تناول اللحوم واستبدالها بالخضروات.
قد يكون الدافع وراء الشركات الناشئة التي تزرع اللحوم في المختبرات نوايا نبيلة للحفاظ على الكوكب، بيد أن المنطق السوي يشكك بها، ويطلق الأسئلة عن الشركات التي تخطط للسيطرة على سوق اللحوم بالعالم، إذا عرفنا صلاتها التجارية مع شركات التكنولوجيا الكبرى.
عندما اعتبرت أن لا أهمية غذائية للحم الدجاج المصنع لأنني أومن مثل الكثيرين غيري بأن قوة الإنسان الحقيقية تكمن في إرادته، لنقلل من أكل اللحوم بتغيير سلوكنا ونتسلى بقراءة أخبار صناعة اللحوم في المختبرات إن راجت أو فشلت.