مانشستر سيتي يقهر أستون فيلا بثلاثية ويضاعف الضغط على ليفربول

يتجه الدوري الإنكليزي إلى سيناريو مغاير تماما تتقلص بموجبه نقاط المتصدر ليفربول شيئا فشيئا فيما يعمل ملاحقه المباشر مانشستر سيتي على استغلال هذه الفرصة على أكمل وجه لتذليل الفارق معه، إلى خمس نقاط في الجولة التاسعة ثم إلى نقطتين في هذه الجولة العاشرة، بعد انتصار ثمين بثلاثية نظيفة على أستون فيلا السبت.
لندن – تمكن مانشستر سيتي حامل لقب الموسمين الماضيين من تقليص الفارق مع المتصدر ليفربول إلى نقطتين، بعد فوزه السبت 0-3 على ضيفه أستون فيلا ضمن الجولة العاشرة من الدوري الإنكليزي، وهو يمني النفس بتعثر جديد لليفربول في لقائه أمام توتنهام الأحد.
وفي بقية المباريات ضمن هذه الجولة العاشرة انتهى لقاء واتفورد مع بورنموث بالتعادل السلبي، فيما حسم برايتون لقاءه مع إيفرتون بالانتصار عليه 2-3 وانتهى لقاء وست هام يونايتد وشيفيلد يونايتد بالتعادل 1-1.
وانتظر فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا حتى الشوط الثاني لهز شباك ضيفه، وذلك بأهداف رحيم ستيرلينغ والبلجيكي كيفن دي بروين والألماني إيلكاي غوندوغان.
ورفع الفريق الشمالي رصيده إلى 23 نقطة في المركز الثاني، بفارق نقطتين خلف ليفربول الذي يخوض الأحد مباراة مرتقبة ضد ضيفه توتنهام رابع الموسم الماضي، والذي خسر في نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي بثنائية نظيفة أمام الفريق الأحمر.
ولم يقدم أستون فيلا أي خدمة مجانية على ملعب “الاتحاد ستاديوم” في مانشستر، إذ حافظ على نظافة شباكه طوال الشوط الأول بفضل دفاع متماسك شكل سدا منيعا أمام حارس المرمى طوم هيتون، رغم المحاولات المتكررة للاعبي سيتي والتحركات الخطرة لستيرلينغ.
لكن أداء الضيوف تراجع بشكل كبير في الشوط الثاني الذي شهدت دقائقه الأخيرة طرد مدافع سيتي البرازيلي فرناندينو بالإنذار الثاني.
سيتي يعزز مركزه في الوصافة وعينه على لقاء ليفربول وتوتنهام الأحد ضمن قمة لا يمكن التكهن بنتيجتها، خصوصا أن الضغط سيكون مسلطا على كلا الفريقين
ولم يحُل النقص العددي عائقا أمام الفريق الأزرق الذي دخل الشوط الثاني بمقاربة مختلفة مكنته من تحويل الفرص إلى أهداف. واهتزت شباك فيلا للمرة الأولى عندما حوّل جيزوس برأسه كرة بعيدة المدى من حارس مرماه، إلى ستيرلينغ الذي تقدم سريعا على الجهة اليسرى واخترق منطقة الجزاء، قبل أن يضع الكرة ببراعة بين ساقي هيتون.
وكاد جيزوس يسجل سريعا الهدف الثاني، عندما استغل ستيرلينغ خطأ دفاعيا وحول الكرة إلى زميله البرازيلي الذي سدد بقوة.
وعلى الرغم من تمكن هيتون من لمس الكرة، تابعت طريقها نحو الشباك، لكن المدافع تايرون مينغز تدخل وتمكن من إبعادها عن خط المرمى.
ولم يتحسر سيتي طويلا على ضياع الفرصة، إذ أتى الهدف الثاني بقدم دي بروين الذي سدد كرة من خارج المنطقة بدت أقرب إلى محاولة عرضية من الجهة اليسرى، لكنها واصلت طريقها إلى الشباك. واحتسب الهدف لصالح الدولي البلجيكي بعدما ساد اعتقاد أن زميله الإسباني دافيد سيلفا لمس الكرة بقدمه وهي متجهة نحو المرمى.
وعزز سيتي بهذا الفوز مركزه في الوصافة وعينه على لقاء ليفربول وتوتنهام الذي يلعب الأحد ضمن قمة يرى محللون أنه لا يمكن التكهن بنتيجتها خصوصا وأن الضغط سيكون مسلطا على كلا الفريقين، الأول معني بالنتيجة وحسم الثلاث نقاط والثاني يحاول الثأر واستعادة توازنه على مستوى الانتصارات.
ويدخل توتنهام مباراته على ملعب أنفيلد ساعيا إلى اختبار قدرته على استعادة النتائج الإيجابية بعد البداية المتعثرة لموسمه.
ويدخل توتنهام مباراة الأحد في شمال إنكلترا على خلفية فوزه بخماسية نظيفة على ضيفه النجم الأحمر بلغراد الصربي في دوري الأبطال هذا الأسبوع، ويأمل في استعادة نغمة الانتصارات محليا بعد خسارة وتعادل في المرحلتين الأخيرتين (0-3 أمام برايتون و1-1 مع واتفور تواليا).
لكن فريق بوكيتينو سيكون أمام اختبار صعب في مواجهة فريق يقدم أداء لافتا، ويخوض الموسم بشهية إحراز لقب بطولة إنكلترا للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، وكسر احتكار مانشستر سيتي للقب الموسمين الماضيين.
وسيكون على فريق شمال لندن في حال أراد الخروج بالنقاط الثلاث في مباراة الأحد، التفوق على إحصاءات تصب بالكامل في صالح النادي الأحمر الذي خسر مرة واحدة فقط في آخر 48 مباراة في الدوري الممتاز (أمام مانشستر سيتي في يناير 2019)، وتعود خسارته الأخيرة في الدوري على أرضه إلى أبريل 2017 (أمام كريستال بالاس).
وقال بوكيتينو في تصريحات قبل الانتقال إلى المدينة الشمالية “بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا عنى الكثير بالنسبة إلى الفريق، لكنّ الجهاز الفني واللاعبين شعروا بالفراغ بعد المباراة” النهائية التي أقيمت في مدريد.
وأضاف “الآن نحظى بطاقة كاملة وتعافينا من ذاك الوضع، وحان وقت بناء ثقتنا مجددا وأن نبدأ بإظهار موهبتنا الحقيقية وما نحن قادرون عليه”.
ومن جهته توقع مدرب ليفربول يورغن كلوب أن تكون المواجهة “صعبة، ولا يجب أن يكون ذلك مفاجئا”، متابعا “لا يمكنني أن أحكم على الوضع في توتنهام (…) كرة القدم هي على هذا المنوال، من حين لآخر بعض الأمور لا تسير على ما يرام”. وضمن منافسات هذه الجولة كان فريق ليستر سيتي قد احتفى بفوزه التاريخي على مضيفه ساوثهامبتون عندما سحقه بتسعة أهداف نظيفة. وعادل ليستر، بطل الدوري الإنكليزي لعام 2016 بهذا الانتصار، أكبر فوز في تاريخ الدوري الممتاز، والذي حققه مانشستر يونايتد على حساب ضيفه إيبسويتش تاون عام 1995. كما حقق أكبر فوز لفريق خارج ملعبه منذ انطلاق الدوري الممتاز موسم 1993-1992.
وقال مدرب ليستر الأيرلندي الشمالي براندن رودجرز “كنا بلا رحمة. أنا فخور جدا بكوني مدربا لهذا الفريق (…) إحدى إشارات الفرق الجيدة هي عدم الاستسلام. أردنا أن نظهر أننا فريق جيد وحققنا ذلك بالتأكيد في الشوط الثاني” من المباراة التي أقيمت تحت الأمطار الغزيرة.
وفرض الإسباني أيوزي بيريز والقائد جايمي فاردي نفسيهما نجمين في المباراة بتسجيل كل منهما لـ”هاتريك”.
وأضاف رودجرز “كنا ببساطة بلا رحمة في أدائنا. عندما تسجل هذا الكم من الأهداف يمكنك ببساطة أن تبطئ من إيقاعك، لكننا حافظنا على تركيزنا. نريد أن نكون من فرق المقدمة”.
وكانت نقطة التحول في المباراة طرد مدافع ساوثهامبتون راين برتراند بعد نحو عشر دقائق من البداية، ما سهل مهمة الضيوف في تحقيق الفوز الكاسح الذي رفعوا به رصيدهم إلى 20 نقطة. وفي المقابل تجمد رصيد ساوثهامبتون عند ثماني نقاط في المركز الثامن عشر (من أصل 20).
وقال مدرب الأخير النمساوي رالف هازنهوتل إن أداء فريقه كان “كارثيا وعلي أن أعتذر وأتحمل المسؤولية 100 بالمئة”. وأضاف في تشديد على عدم جاهزية فريقه للقاء “لم يسبق لي أن رأيت فريقا يتصرف بهذه الطريقة، لم نقاتل من أجل أي شيء”.