ماكرون قلق إزاء أزمة لبنان

باريس – عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن قلقه من الأزمة التي تواجه لبنان حاليا، في رسالة وجهها الخميس إلى الرئيس ميشال عون بمناسبة الذكرى الـ78 لاستقلال لبنان.

وأكد ماكرون وقوف فرنسا إلى جانب لبنان، مشددا على أنه يولي أهمية قصوى لاستقرار هذا البلد واستقلاله وأمنه وسيادته.

وشدد على أنه من دون إجراءات قوية ضرورية من قبل المسؤولين اللبنانيين بهدف استعادة الثقة، فإن لبنان يخشى مضاعفة عزلته الإقليمية، مؤكدا أن فرنسا ترغب في مساعدته على الخروج منها.

وجددت باريس استعداداها لدعم لبنان، لكنها قالت إن “المحطات العنيفة الأخيرة تظهر بوضوح حجم المخاطر المرتبطة بمواصلة شلّ السلطات الرسمية تجاه التحديات التي يواجهها لبنان”.

ولمحت باريس ضمنيا إلى تعطل انعقاد مجلس الوزراء منذ أكثر من شهر، بسبب المزايدات السياسية بشأن المحقق العدلي لانفجار مرفأ بيروت طارق البيطار.

ويعاني اللبنانيون من أجل توفير أبسط مقومات الحياة من ملبس وأكل وأدوية، في وقت لا يكترث الساسة اللبنانيون بمعاناة مواطنيهم ويواصلون المناكفات السياسية.

ولا يراهن اللبنانيون على الانتخابات التشريعية المزمع عقدها في مارس القادم لتغيير أوضاعهم الاجتماعية وتجاوز الأزمة الاقتصادية، في ظل سيطرة الأحزاب التقليدية على مفاصل الدولة وارتهان القرار السيادي اللبناني لجهات خارجية.

ويسيطر حزب الله في الحكومات اللبنانية المتعاقبة على سلطة القرار الداخلي والسياسة الخارجية بما يتماهى مع الأجندات الإيرانية، وهو ما أبعد لبنان عن محيطها العربي والخليجي.

وتسعى بيروت إلى تجاوز أزمة دبلوماسية مع السعودية ودول الخليج على إثر تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، التي هاجم فيها الرياض واعتبر أن المتمردين الحوثيين يدافعون عن أنفسهم.

وسحبت الرياض ودول خليجية أخرى سفراءها من بيروت احتجاجا على هذه التصريحات المسيئة، ما يعمق أزمات البلاد التي تحتاج إلى دعم دولي وخليجي لحلحلة مشكلاتها.

ويتسعد الرئيس الفرنسي لبدء جولة خليجية في ديسمبر المقبل يستهلها من الرياض، قالت مصادر سياسية إن التوسط لتجاوز الخلافات مع بيروت سيكون أهم الملفات التي سيناقشها ماكرون مع القادة السعوديين.