ليو وزين الدين

عندما يسأل الناس ما هي رياضتي المفضلة، لا شك أنها كرة القدم.. لطالما كنت لاعبة كرة قدم ممتازة في طفولتي ولاعبة متمرسة في الصالات الرياضية المغلقة منذ سنوات قليلة. لم أفكر مطلقًا في هوية لاعب كرة القدم المفضل لدي حتى رأيت ليونيل ميسي للمرة الأولى.. إنه بحق يلعب لأجل مدى روعة كرة القدم.

شاهدت فيلما وثائقيا ظهر فيه اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي، حين كان صغيرا، يقول بأن أسطورة فرنسا زين الدين زيدان هو قدوة له في كرة القدم آملا أن يكون مثله عندما يكبر، واصفا إياه بالبطل.

انظروا الآن، ألا تعتقدون أن ميسي قد تفوق على زيدان كلاعب كرة قدم بأشواط؟

توّج ليو من قبل محبّيه عبر العالم كأفضل لاعب في التاريخ بعدما فاز كقائد لمنتخب بلاده بكوبا أميركا على أرض الغريم التقليدي البرازيل آخر المتوجين بلقب كوبا أميركا في 2019.

اشتعلت بعدها معضلة الأفضل ومن يكون قدوة في التاريخ بين ميسي ودييغو مارادونا. وبالنسبة إلى عشاق مارادونا ومن عاصروه سيجدون أن الفوز بكأس العالم أكبر من أي لقب وبطولة، ومن لم يشاهد دييغو فاته مشاهدة التجسيد الكامل للعبة كرة القدم في هيئة لاعب.

وكما كان زين الدين قدوة لليو وربما دييغو قدوة لزين الدين فإن ليو، بلا شك، قدوة للملايين من الأطفال حول العالم الذين يحلمون بأن يصلوا يوما إلى المجد مثله وقد يكون من بينهم من يتفوق على ليو نفسه.

يشترك جميع القادة العظماء والرياضيين وأصحاب الإنجازات العالية في شيء واحد؛ لديهم جميعًا قدوة إيجابية سعوا جاهدين لتقليدها بطريقة ما، وفي نهاية المطاف يقومون بعمل أفضل من قدوتهم.

لذلك فإن الوقت دائما مناسب لاختيار قدوتنا.. فالقدوة تتغير باستمرار مع تقدمنا في العمر، وفقًا لتغييرات أذواقنا واحتياجاتنا.

وعلى كل حال، يجب علينا اختيار أولئك الذين هم في قمة اللعبة، والأفضل في مجالهم، لكن في نفس الوقت يتمتعون بمكانة أخلاقية قوية وشخصية مستقيمة. وعلى الرغم من أنهم قد يكون لديهم عيوبهم – فمن منا بلا عيوب – فالشرط الأهم أن تكون نقاط ضعفهم ملهمة. إن وجود نماذج يحتذى بها في حياتنا أمر مهم للغاية، وامتلاك نماذج جيدة هو أكثر أهمية، لأنها تؤثر على ما نقوم به وكيف ننتهي في نهاية المطاف.

تؤثر القدوة الإيجابية على أفعالنا وتحفزنا على السعي لكشف إمكاناتنا الحقيقية والتغلب على ضعفنا. وجودها يدفعنا إلى تحقيق أقصى استفادة من حياتنا.

إن نماذج الأدوار ضرورية لتحسين الذات لأنه يجب أن يكون لدينا معيار نعيش من أجله أو نقارن أنفسنا به. يجب أن يكون هناك “عظمة” أو “نجومية” نرغب في تحقيقها إذا أردنا حتى تحقيق قدر ضئيل من النجاح في أي جانب من جوانب الحياة. لذلك، من المهم أن يكون لديك الإلهام الصحيح لاكتشاف من تكون.