لهو الأطفال بالطعام يساعدهم على تطوير عادات صحية

لندن – يحرص العديد من الآباء على تقديم أغذية صحية لأطفالهم، إلا أنهم يلاحظون أنهم على الأغلب يرفضون تناول بعض الأنواع، حتى بعد محاولات كثيرة ومتكررة لترغيبهم في تناولها. 

ويحذر خبراء من مبالغة الآباء في الإلحاح على أبنائهم لتناول أنواع معينة من الأطعمة، وبدلا من ذلك ينصحون بترك المجال لهم للتفاعل الشخصي والحر مع هذه الأطعمة.

وتقول دراسة أشرف عليها باحثون من جامعة أوكسفورد إن أفضل وسيلة لتطوير العادات الغذائية الصحية من سن مبكرة، هي ترك الأطفال يتفاعلون مع أطعمتهم بأنفسهم ويتمتعون بها، من دون سياسة الترغيب والترهيب التي يمارسها بعض الآباء عليهم لإجبارهم على تناول طعامهم.

وقال البروفيسو رتشارلز سبينس من جامعة أوكسفورد إن السماح للأطفال بتناول الطعام بمفردهم من سن مبكرة يجعلهم أكثر ميلا لتناول الفواكه والخضروات وتجنب الخوف من الغذاء.

وحذرت بعض الأبحاث من أسلوب الإصرار الذي قد يمارسه الآباء على الطفل حتى يتناول كمية الطعام، ودور ذلك في جعله يعتقد أن ذلك الطعام ليس جيّدا مهما حاولوا إقناعه.

ويمكن أن يقع الآباء والأمهات الذين يرفض أطفالهم تناول الخضروات عندما يكافئونهم بالحلوى لترغيبهم ذلك، في مشكلة جديدة، فبهذه الطريقة تترسخ لدى أبنائهم فكرة أن الخضروات وجبة منبوذة والحلوى هدية غذائية مرغوبة.

وأكد خبراء أن ترك مساحة للطفل في بعض الأحيان للتعبير عن رغباته والقرار بشأن ما يريد أن يتناوله بنفسه من الطرق الفعالة في تجاوز مشكلة إحجامه عن تناول الطعام الصحي.

وأكدت دراسة أجراها باحثون في جامعة دي مونت فورت البريطانية أن لعب الأطفال بالطعام يساعدهم على الأكل ويفتح شهيتهم تجاهه.

ونصحت الدراسة الآباء بترك أطفالهم يعبثون بطبق الطعام كما يشاؤون، وذلك لأن الأطفال الذين تترك لهم الحرية عند التهام الطعام هم الأكثر قابلية لتناوله فعليا.

وأرجعت الدراسة السبب في ذلك إلى وجود دور مهم ومحوري لحواس اللمس والإحساس في تحفيز شهية الطفل وترغيبه في تناول الطعام، مشددة على أن تناول الطعام لا يعتمد على حاسة الذوق فحسب، بل على عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن حاسة اللمس هي صاحبة الدور الأكبر في تحفيز شهية الطفل.