لماذا نحلم وكيف تحمي الأحلام الدماغ

دراسة أميركية: دائرة الأحلام مهمة للغاية لمن يعانون من قصور في وظائف الجسم.
الاثنين 2021/01/04
الأحلام تسبب "مرونة الدماغ"

واشنطن - توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن الأحلام تمنح الدماغ قدرة هائلة على التطور والتكيف، بالإضافة إلى أنها تمنح الإنسان قدرة مذهلة على فهم البيئة المحيطة به.

وكشفت الدراسة عن سر الأحلام التي تراود الإنسان، وكيف تحمي هذه الأحلام الدماغ من الإصابة بأمراض عديدة قد يكون بعضها قاتلا. وأشارت إلى أنه عندما يتعلم الإنسان شيئا جديدا، أو يكتسب مهارة جديدة، أو يغير عاداته، يتغير الهيكل المادي لدماغه، مبينة أن الخلايا العصبية المسؤولة عن معالجة المعلومات بسرعة في الدماغ، مترابطة بالآلاف، ولكن مثل الصداقات في المجتمع، فإن الروابط بينها تتغير باستمرار؛ تقوية، وإضعاف، وإيجاد شركاء جدد.

وأوضح تقرير لمجلة “تايم” الأميركية حول سر الأحلام، وكيف أنها تحمي العقول، أن الأحلام تسبب ما يطلق عليه في مجال علم الأعصاب “مرونة الدماغ”، في إشارة إلى قدرة الدماغ، مثل البلاستيك، على اتخاذ أشكال جديدة والاحتفاظ بها.

وقالت الدراسة “اعتاد علم الأعصاب على الاعتقاد بأن أجزاء مختلفة من الدماغ محددة سلفا لأداء وظائف محددة، لكن الاكتشافات الأخيرة قلبت النموذج القديم رأسا على عقب”.

وأوضحت أنه قد يتم في البداية تكليف جزء واحد من الدماغ بمهمة محددة؛ على سبيل المثال، يسمى الجزء الخلفي من الدماغ “القشرة البصرية” لأنها عادة ما تتعامل مع البصر، لكن يمكن إعادة تخصيص هذه المنطقة لمهمة مختلفة، ومن يتكلف بأداء تلك المهمة في الجسم هي الأحلام.

وأشارت إلى أنه لا يوجد شيء مميز حول الخلايا العصبية في القشرة البصرية، إنها ببساطة خلايا عصبية تصادف أنها تشارك في معالجة الأشكال أو الألوان لدى الأشخاص الذين لديهم عيون عاملة، ولكن في حالة انعدام البصر مثلا، يمكن لهذه الخلايا العصبية نفسها إعادة ربط نفسها لمعالجة أنواع أخرى من المعلومات.

وأكدت الدراسة أن “الطبيعة الأم شبعت أدمغتنا بالمرونة للتكيف مع الظروف. كما أن الأسنان الحادة والأرجل السريعة مفيدة للبقاء على قيد الحياة، كذلك فإن قدرة الدماغ على إعادة تكوينه تسمح للتوصيل الحي للدماغ بالتعلم والذاكرة والقدرة على تطوير مهارات جديدة”.

وأوضحت “في البشر، يتخلل النوم نوم حركة العين السريعة كل 90 دقيقة. هذا عندما تحدث معظم الأحلام. وعلى الرغم من أن بعض أشكال الأحلام يمكن أن تحدث أثناء النوم بخلاف حركة العين السريعة، إلا أن هذه الأحلام مجردة وتفتقر إلى الوضوح البصري لأحلام حركة العين السريعة”.

كما أضافت “يتم تحفيز نوم حركة العين السريعة بواسطة مجموعة متخصصة من الخلايا العصبية التي تضخ النشاط مباشرة في القشرة البصرية للدماغ، مما يجعلنا نشعر بالرؤية على الرغم من إغلاق أعيننا. ومن المفترض أن هذا النشاط في القشرة البصرية هو سبب كون الأحلام تصويرية وفيلمية”.

وقالت “كما أن الدوائر التي تثير الأحلام تشل عضلاتك أثناء نوم الريم حتى يتمكن عقلك من محاكاة تجربة بصرية دون تحريك الجسم في نفس الوقت. وتشير الدقة التشريحية لهذه الدوائر إلى أن نوم الأحلام مهم من الناحية البيولوجية، مثل الدقة والشاملة نادرا ما تتطور الدوائر دون وظيفة مهمة وراءها”.

وتابعت “تقدم نظرية التنشيط الدفاعي بعض التنبؤات الواضحة حول الحلم. على سبيل المثال، نظرا لأن مرونة الدماغ تتضاءل مع تقدم العمر، يجب أيضا أن تنخفض فترة النوم التي يتم قضاؤها في حركة العين السريعة طوال العمر. وهذا بالضبط ما يحدث عند البشر، تمثل حركة العين السريعة نصف وقت نوم الرضيع، لكن النسبة تنخفض بثبات إلى حوالي 18 في المئة لدى كبار السن. ويبدو أن نوم حركة العين السريعة أصبح أقل أهمية لأن الدماغ يصبح أقل مرونة”.

ووجدت الدراسة أن أنواع الأدمغة الأكثر مرونة تقضي فترات أطول في نوم حركة العين السريعة كل ليلة، وهو ما يمنح الإنسان مرونة وتكيفا أكبر على مواجهة مختلف المشاكل التي يواجهها.

وأكدت أن دائرة الأحلام مهمة للغاية، خاصة لمن يعانون من قصور في وظائف الجسم، لأن هذا يمنح الدماغ مرونة أكبر في تقديم وظائف مختلفة غير المعتادة عليها، ما يحمي الجسم من مخاطر جسيمة قد يواجهها ومشاكل مرضية واسعة النطاق في وقت وجيز.

21