لاكروازيت ممر النجوم إلى كان يفتقد سياحه العرب

الأحداث الإرهابية التي شهدتها مدينة نيس وتزامن المهرجان مع شهر رمضان من بين أسباب التراجع غير مسبوق في عدد المارين على جادتي الشارع ورصيفيه.
الأحد 2019/05/26
شارع لاكروازيت يفقد حيويته

بعيدا عن الأجواء الاحتفالية التي تعيشها السجادة الحمراء كل يوم بمهرجان كان، عرف لاكروازيت القلب النابض للمهرجان، فتورا أرجعه بعض من التقتهم “العرب” إلى تزامن المهرجان هذا العام مع شهر رمضان.

كان (فرنسا) - يعد شارع لاكروازيت على الساحل الجنوبي لفرنسا مركز ثقل مهرجان كان السينمائي الدولي، وهو الذي شهد على امتداد سنواته الـ72 مرور ألمع نجوم السينما العالمية على طريقه الممتد لكيلومتر ونصف الكيلومتر وصولا إلى قاعات العروض الحاضنة للأيام، الأمر الذي جعله يتحول مع تعاقب الدورات إلى رمز المهرجان وعنوان هوية الريفييرا المتوسطية، إلا أن الشارع الشهير عرف هذا العام تراجعا غير مسبوق في عدد المارين على جادتيه ورصيفيه سواء من المترجلين أو الراكبين، الأمر الذي شد انتباه “العرب” لتبحث في الأسباب؟

“تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، إقبال جماهيري ضعيف مقارنة بالسنوات القليلة الماضية”، هكذا قال فلو صاحب محل لبيع البطاقات البريدية والتحف التذكارية على الرصيف الأيسر لشارع لاكروازيت بالساحل اللازاوردي للجنوب الفرنسي.

وأضاف الفرنسي الثلاثيني في تصريحه لـ”العرب” أن من أهم أسباب التراجع الأحداث الإرهابية التي شهدتها مدينة نيس المجاورة في عام 2016، والتي جعلت سكان المنطقة يتغاضون من يومها وإلى اليوم عن مواكبة المهرجان كما جرت عليه العادة، كما أثّر غياب الاحتفالية في الطرقات الفرعية للشارع الرئيسي بسبب الدواعي الأمنية على أجواء المهرجان من حيث الكم والنوع، خاصة في ظل غياب السياح الخليجيين الذين أقعدهم تزامن حلول شهر رمضان هذا العام مع انطلاق فعاليات المهرجان، وإلى ذلك كسدت بضاعته.

وأشار فرونك نادل بمطعم من فئة الثلاث شوكات أن الطقس الغائم على امتداد أسبوعي المهرجان أثّر في الجانب السياحي للمدينة الساحلية. وأضاف مازحا “تخيل لو كان الجو رائقا، لكنت الآن تستجم على الشاطئ وما كنت لتسألني”. وأشار في ذات السياق إلى أن رمضان أثر بشكل كبير على نسبة حضور السياح من الدول العربية في مثل هذه الفترة.

وهو ما أكدته مضيفة استقبال بنزل “ماجستيك باريار”، مفيدة لـ”العرب” أن الحجوزات تراجعت هذا العام بنسبة 60 بالمئة مقارنة بالسنة الماضية، نظرا لتزامن المهرجان مع شهر رمضان. وفي ذات السياق قالت سوني بائعة بمحل دولتشي آند غابانا للملابس والعطورات الفاخرة أن الإقبال هذا العام يعد مأسويا.

في المقابل تقول غاليدو المسؤولة عن محل لبيع ساعات أوميغا أن الإقبال بقي على حاله، وذلك كون زبائنهم هم مخلصون لبضاعتهم وجديدها.

وبعيدا عما يجلب السياح الشباب والكهول بشارع لاكروازيت أكدت آنّا، وهي المسؤولة عن مدينة الألعاب الصغيرة “سكوار رينالدو” أن “تزامن المهرجان هذا العام مع امتحانات التلاميذ بفرنسا عامة وبمنطقة الشرق الأوسط خاصة أثر بدوره على السياحة العائلية التي تعودتها المدينة في مثل هذا الشهر”.

ويرى لافي وهو أستاذ متقاعد أصيل كان أن الأشغال القائمة حاليا بجل شوارع المدينة، خاصة المؤدية من لابوكا كان وإلى شارع لاكروازيت أثرت على حركة المواصلات بين المدينة والمدن المتاخمة لها، مما جعل توافد متابعي المهرجان يقل بشكل لافت هذه السنة، مضيفا “كما أن دورة هذا العام افتقدت البرامج الموازية المنشطة لطرقات المدينة عبر الفرق الموسيقية والاستعراضية لدواع أمنية”.

ومهما تكن دوافع هذا الفتور الحاصل في التوافد الجماهيري على شارع لاكروازيت، فالملاحظ أن لاكروازيت كان 2019 فقد بريقه وحيويته المعتادة نتيجة تزامن مهرجان المدينة العريق مع شهر الصيام والذي ألقى بضلاله على المدينة.

24