كورونا يغذي نظرية المؤامرة في الإعلام الروسي

موسكو - تحولت الأخبار المرتبطة بفايروس كورونا إلى مادة للتراشق الإعلامي بين الدول، حيث تبنت وسائل الإعلام الروسية نظرية المؤامرة، وكرست الموضوع في إطار دعاية سياسية زاعمة أن الفايروس سلاح بيولوجي أميركي يستهدف الصين.
وسلطت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية الضوء على طريقة تناول الإعلام الروسي للأخبار المرتبطة بالفايروس، وذكرت أن “زفزدا”، وهي وسيلة إعلام تابعة لوزارة الدفاع الروسية نشرت مقالا الشهر الماضي بعنوان “مرض كورونا: حرب بيولوجية أميركة ضد روسيا والصين”.
وزعم كاتب المقال أن الفايروس وجه ضربة للاقتصاد الصيني، الأمر الذي أضعف موقف بكين في المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وادعى المقال الروسي أن الولايات المتحدة لديها معامل بيولوجية في دول مثل جورجيا وأوكرانيا وكازاخستان وأذريبجان وأوزبكستان، وأنها على صلة بوكالة الدفاع المعنية بخفض التهديدات (DTRA).
وبدورها، تخصص القناة التلفزيونية الرسمية الأولى فقرة يومية لـ”المؤامرة الغربية” بشأن فايروس كورونا، في برنامج الأخبار المسائي “الوقت”.
وتعرض القناة الموضوع بطريقة ساخرة وقالت في إحدى فقراتها إن كلمة “كورونا” التي تعني “التاج” باللغتين اللاتينية والروسية، تشي بضلوع دونالد ترامب في الأمر بطريقة أو بأخرى.
ورصدت “بي.بي.سي” في تقرير لها ما تناوله الإعلام الروسي بهذا الشأن، وذكرت أن التسمية في حقيقة الأمر تعود إلى كون فايروس كورونا يأخذ شكلا أشبه بالتاج، لكن مقدم برنامج “الوقت” يحذر من استبعاد الفكرة في تقرير.
ويقول أحد الخبراء خلال التقرير إن سلالة فايروس كورونا الصيني مخلّقة صناعيا، وإن المخابرات الأميركية وكبرى شركات الأدوية تقف وراء ذلك. ويكرر التقرير ادعاءات قديمة وزائفة سبق أن نشرها الكرملين مفادها أن الولايات المتحدة كانت تدير مختبرا في جورجيا، حيث كانت تختبر أسلحة بيولوجية على البشر.
ثم يذكر المراسل واحدة من نظريات المؤامرة المنتشرة عبر الإنترنت، بأن السلالة الجديدة من فايروس كورونا تستهدف الآسيويين فقط، وأنها تعد “سلاحا بيولوجيا عرقيا”.
ويحاول المراسل تشتيت الجمهور بين عدم التأكيد وإمكانية صحة هذه النظرية بالقول “حتى الخبراء الحذرون في تقييماتهم يقولون إنه لا يمكن استبعاد أي احتمال”.
كما شغلت نظريات المؤامرة المتعلقة بفايروس كورونا حيزا كبيرا من تغطية البرنامج الحواري السياسي الأبرز على القناة الأولى، ويحمل اسم “الوقت سيكشف”، إلا أنها تناقش الأمر بحرية أكبر من برامج الأخبار.
وفي المجمل، يتبنى البرنامج نظرية المؤامرة الغربية، خاصة دور المؤسسات الأميركية وشركات الأدوية، في تخليق ونشر الفايروس، أو على الأقل نشر الذعر بشأنه.
ويشير البرنامج إلى أن هدف شركات الأدوية هو تحقيق أرباح هائلة من اللقاحات ضد الفايروس، أو في حالة المؤسسات الأميركية يكون الهدف هو إضعاف الاقتصاد الصيني ومن ثم إضعاف المنافس الجيوسياسي.
ويذكر أن منظمة الصحة العالمية ذكرت أن فايروس كورونا المستجد هو فايروس حيواني المصدر ينتقل للإنسان عند المخالطة اللصيقة لحيوانات المزرعة أو الحيوانات البرية المصابة بالفايروس.