قناة السويس الجديدة تفتح آفاقا واسعة أمام الاستثمارات

شارك العشرات من رؤساء وملوك ووزراء ومسؤولين يمثلون نحو 121 دولة، في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة أمس، بعد إتمام ازدواج جزء كبير من المجرى الملاحي للقناة لأول مرة منذ 146 عاما.
وقال أشرف سالمان، وزير الاستثمار المصري، إن الاستثمارات المتوقعة ستتم على مراحل نظرا لطبيعتها بوصفها كثيفة رأس المال وتحتاج إلى فترات طويلة.
وأكد أن الاستثمار في منطقة محور قناة السويس سيخضع لقانون المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة الجديد الذي وافق عليه مجلس الوزراء المصري.
وتوقع تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر عن صندوق النقد الدولي، نمو حركة التجارة العالمية بنحو 4.7 بالمئة خلال عام 2016، مقارنة بـ 3.7 بالمئة خلال العام الحالي.
وأكد التقرير أن ملامح الاستثمار في مصر ستتغير خلال الفترة المقبلة نظرا لطبيعة المشروعات الجديدة التي لم تكن تطرق باب الاقتصاد المصري من قبل، خاصة الثورة القوية في المشروعات اللوجستية والتخزين وبناء السفن. وبلغت إيرادات قناة السويس نحو 47 مليار دولار خلال العشر سنوات السابقة.
من المتوقع أن يصدر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مرسوما بقانون يحدد فيه طبيعة الاستثمار بهذه المنطقة، كذلك عمليات ترسيم الحدود الخاصة بمحور قناة السويس لتعزيز حركة الاستثمارات وتسهيل المهام أمام المستثمرين.
|
ووصف بيان صحفي لوزارة الصناعة والتجارة المصرية أن افتتاح قناة السويس الجديدة يمثل حدثا تاريخيا وعلامة بارزة في تاريخ مصر الحديث، ورمزا لنهضتها الاقتصادية واستعادة لثقلها السياسي والاقتصادي على المسرح العالمي.
وأكد منير فخري عبدالنور، وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة بمصر، أن التوسعة التي تمت في المجرى الملاحي للقناة تعيد لمصر دورها الاستراتيجي كأحد أهم اللاعبين الرئيسيين على خريطة التجارة الإقليمية والدولية. ووصل إجمالي كميات أعمال التكريك نحو 242 مليون متر مكعب بتكلفه تقديرية بـ1.9 مليار دولار، بعمق يصل لنحو 24 مترا.
وقال عبدالنور إن توسعة قناة السويس تعد بمثابة محرك حيوي للنشاط الاقتصادي ليس في مصر وحدها بل في المنطقة المحيطة بها، وتمثل الزيادة في تدفق التجارة عبر هذا المجري الملاحي الهام حافزا لدعم التنمية الصناعية في محيط قناة السويس. وأوضح أنه من المخطط تحويل ما يقرب من 76 ألف كيلو متر -هي مساحة الأراضي المحيطة بالقناة- إلى مركز صناعي حديث.
وكشف يحيى زكي، رئيس تحالف دار الهندسة الفائز بإعداد المخطط العام لمحور قناة السويس في اتصال هاتفي لـ”العرب”، عن ملامح المخطط النهائي لمحور القناة، قائلا: إن المنطقة ستحتاج إلى خمس محطات عملاقة لإنتاج الكهرباء منها ثلاث محطات في المنطقة التابعة لمحافظة السويس، ومحطة في وسط المشروع بمحافظة الإسماعيلية، وأخرى في الشمال بمحافظة بورسعيد.
ولفت إلى أنه سيتم تدشين ستة موانئ جديدة بمحور القناة لتسهيل حركة تجارة الترانزيت بالمنطقة ولمواكبة الاستثمارات التي ستشهدها المنطقة.
وأكد محمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، في تصريحات صحفية، إن قناة السويس الجديدة فاتحة خير وباكورة لمشروعات قومية عملاقة في الزراعة والصناعة والخدمات والموانئ والطاقة المتجددة وستوفر ملايين من فرص العمل وستحول مصر إلى قبلة للاستثمار العالمي. وسجل عدد ناقلات البترول العابرة لقناة السويس 373 ناقلة خلال شهر مايو الماضي مقابل 329 ناقلة خلال شهر مايو 2014، بنسبة ارتفاع 13.4 بالمئة.
وقال عاطف عبداللطيف، عضو الغرفة الألمانية العربية للتجارة لـ”العرب” إن القناة الجديدة رسالة طمأنة للعالم على مدى حالة الاستقرار بمصر، وسيؤثر حفل افتتاحها بشكل إيجابي في رفع معدلات السياحة لمصر على المدى القريب.
وأضاف أن القناة الجديدة بداية حقيقية لتنمية مدن القناة وعودة السياحة إليها بعد أن عانت لفترة طويلة. وكشفت بيانات هيئة قناة السويس أن كمية أعمال الحفر على الناشف بالقناة الجديدة بلغت نحو 258 مليون متر مكعب بتكلفه تقديرية وصلت إلى 517 مليون دولار.
وقام المصريون بتمويل المشروع من خلال الاكتتاب في شهادات قناة السويس الجديدة واستطاع الجهاز المصرفي في مصر أن يجمع نحو 8.3 مليار دولار في ثمانية أيام عمل.