في حبّ القرنبيط

خرجت من الحجر الصحي شبيهة بالمربع تماما أنظر إلى نفسي في المرآة وأرى كل شي فيّ وقد “تربّع”.
وجهي، يداي المربعة أصلا ازدادت تربيعا، كل شيء مربّع كعدسة نظارتي المربعة.
أظن أني أكلت في الحجر الصحي وأنا جالسة في مكاني على المكتب طنا من الشوكولاتة مختلفة الأنواع والأحجام والأشكال.
تثور ثائرتي إن عاد زوجي الذي كان الوحيد الذي يخرج ليقف في صف طويل، وليس مربّعا، لاقتناء حاجياتنا في الحجر الصحي، إن لم يحضر لي مخزوني اليومي من الشوكولاتة.
أعترف أني من محبّات الشوكولاتة وزاد إدماني عليها عن حدّه خلال فترة الحجر الصحي، حيث لم أغادر المنزل لأكثر من شهر.
كانت كل قطعة من الشوكولاتة تضخ فيّ كمية من السعادة، سعادة تشبه مراقبة المطر من النافذة أو الاستماع لصوتها في فراش دافئ في ليل شتاء طويل.
وكما قال المخرج جيرارد تروتمان “طالما كانت هناك شوكولاتة فستكون هناك سعادة”، وكما أخبرت الممثّلة ليندا غرايسون “لا يوجد شيء أفضل من الصّديق، إلّا إذا كان صديقا بالشوكولاتة”.
وكما اعتبرت المصمّمة كاترين آيتكين “الشوكولاتة أرخص من العلاج ولا تحتاج إلى موعد”.
انتهيت إلى أن الشوكولاتة “تكرس فكرة أن السعادة غير مرتبطة بالأشخاص” قد تمنحك سعادة لا يمنحها لك ألف صديق.
حتى الدراسات كشفت أن تناول الشوكولاتة يؤثر بشكل إيجابي على الحالة المزاجية وتخفيف أعراض الاكتئاب.
أهملت في رحلة عشقي للشوكولاتة ما قاله الموسيقيّ إدوارد جونز الذي شبه الشوكولاتة بالدّواء، ولكن كما هو الحال مع الدّواء، فإنّ المفتاح هو الجرعة المناسبة، والابتعاد عن المبالغة.
المهمّ، أصبحت مربّعة وبدأت البحث عن حلول، حاولت أولا أن أتجنّب كل ما يُسمن… الميزان، والمرآة.
ثم اتبعت حمية غذائية حيث كنت أتناول كل ما يخطر ببالي وأصلّي أن تحدث لي معجزة وأخسر الوزن.
ثم قررت أن أبدأ برجيم الكيتو يوم الاثنين. لم أحدد أيّ اثنين، ولكن سأبدأ يوم الاثنين حتما!
وفجأة تحدد ذلك الاثنين اللعين وبدأت رحلتي مع الكيتو.
وبعد أن كانت الشوكولاتة طبقي الرئيسي، بات بدلها القرنبيط الذي لم أكن أطيقه كثيرا.
غيّر القرنبيط كل شيء في حياتي؛ وزني، وشكل جسمي الذي لم يعد مربعا جدا، حيث اقتربت من المستطيل الآن، وبشرتي وشعري وأظافري. بتّ الآن أحبّ القرنبيط.
اكتشفت في مغامرتي مع القرنبيط أن ما قاله الكاتب مارك توين “خسارة الوزن أكبر دليل على أن بعض الخسارات ربح” صحيح ألف في المئة.
كانت هذه المقالة ستكون مخصصة لحبّ الشوكولاتة لكنها تحوّلت إلى حبّ القرنبيط، ولنا مع الشوكولاتة موعد قريب بعد إنقاص كيلوغرامات أخرى.