فنان سعودي يقدم تجارب مفاهيمية خارجة عن المألوف

الخبر (السعودية) - ضمن برنامج “تنوين إثراء” المتنوع الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي “إثراء” في شرق السعودية خلال شهر أكتوبر الحالي، يقدم الفنان السعودي عبدالله العثمان عمله الفني الجديد بعنوان “عمل معلّق قسطرة القلب” بحي السويكت في مدينة الخبر، لينعش ذاكرة المكان وما يحيط بالبيئة من خلال نسج تفاصيل العمارة الهندسية في المنطقة الشرقية، وكأنه يخفيها ويعيد اكتشافها مرة أخرى.
وفي محاولة مختلفة لإعادة إحياء البيوت الأثرية القديمة اجتماعيا وحضاريا وثقافيا أمام تسارع إيقاع الزمن، وعلى غرار تجربة بيوتات المنامة والمحرق التي انتقلت بمشروعها التنموي إلى الكويت والإمارات وبقية دول الخليج، بدأت تجربة الشاعر والفنان المفاهيمي السعودي عبدالله العثمان من جدة العام الماضي لتزور أخيرا مدينة الخبر بشرق السعودية هذا العام، بعد حضورها الجماهيري الملفت.
وينطلق العثمان في أعماله الشعرية والإبداعية من رؤية تكاملية مشغولة بالأفكار الكبيرة التي تلامس الناس عبر إعادة تشكيل مفاهيمهم اليومية التي أصبحت في حكم العادية والروتينية، فيقوم بإشعال لاوعيهم بالصدمة، متخذا من السؤال الفلسفي البسيط مرتكزا لتشكيل إجاباته عبر تقديم تجارب فنّية مفاهيمية خارجة عن نطاق المعتاد.
وتتضمن تجربة العثمان الكلمة المكتوبة والبيانات الشخصية والصوت ليقترح من خلال كل ذلك معاني مختلفة التأويل والتناول، فهو يعمل في الأساليب الفنية والإعلامية المختلفة، بما في ذلك الفيديو والتركيب وفن الأداء.
وفي عمله الأخير القادم من جدة إلى الخبر قام العثمان بتغطية مبنى تاريخي بأكمله بورق القصدير اللماع في لفتة رمزية لحالته المتجمّدة، فالمباني والمدن في تجربته تشبه الناس على حد سواء؛ لديها تاريخها الخاص ضمن رحلتها اليومية في ذاكرة المتلقين.
ويقول العثمان عن التجربة “التغيير هو الشيء الثابت الوحيد في الحياة، وعندما تشرق الشمس على المبنى سوف تنعكس أشعتها على رقائق القصدير في جميع الاتجاهات، الأمر الذي سيلهم العواطف والأفكار الجديدة لدى الناس”.
ويضيف “أرغب في تحويل المبنى إلى مرآة أمام الناس لفتح الحوار الذاتي، وهذا التطبيق ما يشبه مفهوم خيال الظل العربي حيث كان في السابق يعتمد على الأماكن والساحات في سرد الحكاية والأسطورة فنيا، وهناك نقلة من خلال اللون والمادة التي تستدعي المحيط بجغرافيتها”.
ويتابع العثمان “في الوهلة الأولى لهذا الأداء الفني المقترح يتبادر إلى الذهن مشروع المجال العمراني في بعده المحيطي، ويعبر على ذلك بالميكرومناخ العمراني كمبنى للطاقة الشمسية. لكن ماذا عن المورفولوجيا العمرانية في الحقيقة أن النقاش حول هذا العمل الفني الأدائي يعيد فكرة حضور الفن في الساحات العامة بعيدا عن تقليدية البرواز والصالات الفنية المغلقة”.