فقدان الاهتمام بالأسرة والعمل من أعراض الخرف الجبهي الصدغي

الخرف يحدث نتيجة التنكس الفصي الجبهي الصدغي وهي المناطق المخية المرتبطة عادة بالسمات والسلوك واللغة.
الأربعاء 2021/11/03
بعض أنواع الخرف تؤدي إلى مشاكل في اللغة

برلين - يُعَد الخَرَف الجبهي الصدغي مجموعة من الاضطرابات الدماغية غير الشائعة التي تؤثر بشكل أساسي على الفصين الجبهي والصدغي للدماغ.

وأوردت مجلة “سنيورين راتجيبر” أن الخرف الجبهي الصدغي هو أحد أشكال الخرف يحدث نتيجة التنكس الفصي الجبهي الصدغي، وهي المناطق المخية المرتبطة عادة بالسمات والسلوك واللغة.

وأوضحت المجلة المعنية بصحة كبار السن أن أعراض هذا النوع من الخرف تتمثل في تغيرات كبيرة في الشخصية والسلوك الاجتماعي، والتي تظهر في صورة اللامبالاة والعدوانية وفقدان الدوافع وفقدان الاهتمام بالأسرة والعمل والهوايات وإهمال الواجبات وإهمال النظافة الجسدية، بالإضافة إلى صعوبات الكلام والنسيان.

وأشارت “سنيورين راتجيبر” إلى أنه لا يمكن الشفاء من الخرف الجبهي الصدغي، ولكن يمكن التخفيف من حدة الأعراض على سبيل المثال بواسطة مضادات الاكتئاب المحتوية على هرمون السيروتونين، والتي تعمل على زيادة الدوافع، ومضادات الذهان، التي تعمل على مواجهة القلق الشديد والعدوانية، والأدوية التي تعمل على تحسين أداء الذاكرة لمواجهة النسيان.

كما تعتبر الإجراءات غير الدوائية مهمة جدا في علاج الخرف الجبهي الصدغي، وتتقرر على أساس كل حالة على حدة التدابير الأكثر منطقية بالنسبة إلى المريض؛ فعلى سبيل المثال يمكن أن تساعد الرياضة في مواجهة العدوانية.

وإذا كان الخرف الجبهي الصدغي مصحوبا بالانسحاب واللامبالاة، فيوصى بشكل خاص بالموسيقى والرقص والعلاج بالفن.

ويُشخَّص الخَرَف الجبهي الصدغي غالبا على أنه مرض نفسي أو إصابة بداء الزهايمر، لكن الخَرَف الجبهي الصدغي عادة ما يحدث في سن أصغر من داء الزهايمر، وغالبا ما تبدأ أعراضه في سن تتراوح بين 40 و65 عاما.

أعراض الخرف الجبهي تتمثل في تغيرات كبيرة في الشخصية والسلوك الاجتماعي وتكون عادة باللامبالاة والعدوانية وفقدان الاهتمام بالأسرة والعمل

وتتنوَّع المؤشرات والأعراض حسب الموضع المصاب في الدماغ. وتوجد لدى بعض الأشخاص المصابين بالخَرَف الجبهي الصدغي تغيُّرات جذرية في شخصيتهم، وتصبح تصرفاتهم غير ملائمة اجتماعيّا أو اندفاعية أو تتسم باللامبالاة العاطفية، في حين يفقد آخرون القدرة على استخدام اللغة بشكل صحيح.

وتؤدي بعض الأنواع الفرعية للخَرَف الجبهي الصدغي إلى مشاكل في اللغة أو خلل أو فقدان للحديث. وتعد الحبسة التقدمية الأولية والخَرَف الدلالي وحبسة فقد الطلاقة المُترقية خَرَفا جبهيّا صدغيّا.

وتتضمن المشاكل الناتجة عن تلك الحالات زيادة صعوبة استخدام أو فَهم اللغة المكتوبة أو المنطوقة، مثل صعوبة انتقاء الكلمة الصحيحة عند الحديث أو عند تسمية الأشياء، وصعوبة تسمية الأشياء، كإمكانية استبدال كلمة محددة بكلمة عامة مثل استخدام “هذا” بدلا من القلم.

وفي الخَرَف الجبهي الصدغي ينكمش حجم الفص الجَبْهِيّ‎‏ِ والصُّدْغِيِّ للدماغ. وعلاوة على ذلك، تتراكم بعض المواد في المخ. وسبب هذه التغييرات عادة يكون مجهولا.

وتُوجد بعض الطفرات الجينية التي تمَّ ربطها بالخَرَف الجبهي الصدغي، لكنَّ أكثر من نصف المرضى المصابين بالخرف الجبهي الصدغي ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالخَرَف.

ومُؤخرا أكد الباحثون أن هناك سمات وراثية مشتركة ومسارات جزيئية بين الخَرَف الجبهي الصدغي والتصلُّب الجانبي الضموري. ومع ذلك فالحاجة تقتضي إجراء المزيد من البحوث لفَهْم الصلة بين هذه الحالات المَرَضية.

من أعراض الخرف تدهور بطيء وتدريجي في الوظائف الذهنية

وعموما ينجم الخرف الجبهي الصدغي الذي يشير إلى مجموعة من أنواع الخرف، عن اضطرابات وراثية أو تلقائية (تحدث لأسباب غير معروفة) تُسبب تدهورا في الفص الجبهي، وأحيانا الصدغيّ للدماغ.

ويكون تأثر وظيفة الشخصية والسلوك واللغة أكثر، بينما تتأثر الذاكرة بشكل أقل وذلك بالمقارنة مع داء ألزهايمر.

ويضع الأطباءُ التشخيص استنادا إلى الأعراض ونتائج الفحص العصبي ويستخدمون اختبارات تصويرية لتقييم الضرر في الدماغ.

والخرف هو تدهور بطيء وتدريجي في الوظائف الذهنية، بما في ذلك الذاكرة والتفكير والحكم والقدرة على التعلم؛ وهو يختلف عن الهذيان الذي يتّسم بعدم القدرة على الانتباه والتَوَهان وعدم القدرة على التفكير بوضوح وبتقلبات في مستوى اليقظة.

ويؤثر الخرف في الذاكرة بشكل رئيسيّ، بينما يؤثر الهذيان في الانتباه بشكل رئيسي؛ ويبدأ الخرف تدريجيا وليست له نقطة بداية محددة عادة.

ويُشكِّلُ الخرف الجبهي الصدغي 1 من كل 10 حالات للخرف، ويحدُث الخرف عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاما عادة، وهو يُصيب الرجال والنساء على حد السواء تقريبا، وتميل هذه الأنواع من الخرف إلى أن تسري بين العائلات.

17