عمليات إرهابية أم إجرامية تستهدف الأمن التونسي

تونس - تواترت العمليات الإجرامية المنفردة التي تستهدف عناصر الأمن في تونس في الفترة الأخيرة، حيث تم طعن عنصر بالحرس البحري شمال البلاد، في ثاني حادثة من نوعها، بعد مقتل شرطي الشهر الماضي تم طعنه أمام مقر السفارة البرازيلية في تونس.
وتختلف المواقف والقراءات السياسية حول تحديد طبيعة تلك العمليات بين من يعتبر أنها إجرامية ومن يرى أنها إرهابية، فيما يؤكد متابعون للشأن التونسي أن الحسم في تحديد صبغتها يبقى من مشمولات القضاء.
وتعرض العنصر الأمني، الذي يعمل في مركز الحرس البحري التونسي، بضاحية حلق الوادي بالعاصمة، للطعن بواسطة آلة حادة من قبل شخص وتم نقله إلى المستشفى. وتم توقيف المعتدي ويجري التحقيق معه بشأن ملابسات الحادثة.
وقالت وزارة الداخلية التونسية إن رجلا طعن عنصرا من الحرس البحري في ضاحية حلق الوادي شمالي العاصمة تونس، في ثاني حادث من نوعه يستهدف قوات الأمن في غضون أسبوعين.
وأضافت أن الشرطة سارعت بإلقاء القبض على المشتبه به، وأن رجل الحرس البحري نقل إلى المستشفى وحالته مستقرة.
وتحول وزير الداخلية كمال الفقي رفقة آمر الحرس الوطني إلى مستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى لزيارة رجل الحرس الوطني الذي تعرض للطعن للاطلاع على حالته الصحية.
ولم تذكر الداخلية التونسية تفاصيل أخرى بشأن العملية، وما إذا كانت لها خلفية إرهابية أم لا.
وتعد هذه الحادثة هي الثانية من نوعها التي تشهدها تونس خلال أسبوعين، بعد طعن حارس أمني في محيط سفارة البرازيل ووفاته متأثرا بجراحه، وقد نفت السلطات أي دافع إرهابي لتلك العملية.
وذكرت وزارة الداخلية التونسية في بيان حينها أن الرجل طعن الشرطي بآلة حادة أثناء سؤاله عن أسباب وجوده بمحيط السفارة.
وأفادت بأن الشرطة ألقت القبض على المعتدي بعد إطلاق النار عليه، وإصابته في الساق ونقله إلى المستشفى في انتظار استكمال استجوابه.
كما نقلت وكالة الأنباء الرسمية التونسية عن رئيس مكتب الإعلام والاتصال بوزارة الداخلية فاكر بوزغاية قوله إن “هذه العملية إجرامية”، والمعتدي هو أستاذ تعليم عال وعمره 53 سنة، وليست له انتماءات سياسية ولا يتبنى الفكر الإرهابي”.
وقال مختار بن نصر، العميد المتقاعد والرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، “العملية الأخيرة ما زالت في طور البحث والتحقيق، ويفترض أن تكون العناصر الأمنية متمركزة في أماكنها تحسبا لأي طارئ”.
وأضاف في تصرح لـ”العرب”، “لا بدّ من مواصلة اليقظة في الأماكن العامة، وظاهرة العنف بشكل عام زادت في الفترة الأخيرة”.
وبخصوص طبيعة العملية اعتبر مختار بن نصر أن “القضاء هو من يقرر صبغتها ويمكن أن تكون إرهابية أو إجرامية”.
وفي مايو الماضي، أطلق عنصر أمني النيران في محيط كنيس الغريبة في جزيرة جربة التونسية (جنوب).
وقالت وزارة الداخلية التونسية إن مهاجما حاول الوصول إلى معبد يهودي على جزيرة جربة. وأعلنت مقتل 5 من بينهم منفذ العملية وإصابة 10 بينهم 6 من رجال الأمن في الهجوم.
وأضافت في بيان لها أن “قواتها الأمنية قتلت رجل شرطة بعدما حاول الوصول إلى كنيس الغريبة اليهودي بجزيرة جربة، بعد قتل زميله والاستيلاء على سلاحه الفردي وعلى الذخيرة”.
وأوضحت الوزارة أن عنصر حرس تابعا للمركز البحري للحرس الوطني بـ”أغير جربة”، أقدم على قتل زميله باستعمال سلاحه الفردي والاستيلاء على الذخيرة، ثمّ حاول الوصول إلى محيط معبد الغريبة وعمد إلى إطلاق النار بصفة عشوائيّة على الوحدات الأمنيّة المتمركزة بالمكان، والتي تصدّت له ومنعته من الوصول إلى المعبد وأردته قتيلا.
واعتبر المحلل السياسي نبيل الرابحي أن “بعد 2011 هناك ثورة في حرية التعبير، فبدأ الإعلام يسلط الضوء على هذه الحوادث الإجرامية، ورجال الأمن هم مواطنون في نهاية المطاف ويمكن أن تحدث بينهم وبين الأفراد مشادات كلامية أو شجارات وهذه حوادث معزولة”.
وأكد لـ”العرب” أن “المعتدي على رجل الأمن هو صاحب سوابق عدلية وتاجر مخدرات، وعادة العمليات التي تقوم بها الذئاب المنفردة يتم تبنيها من مجموعات إرهابية”.