عبارة "سريع وسهل" تعوض "مجاني وسيبقى كذلك" في واجهة موقع فيسبوك

موقع التواصل الاجتماعي الأشهر يخطط لاعتماد نظام الاشتراك المالي قريبا وفرض رسوم على مستخدميه.
الخميس 2019/08/29
دولارات تتساقط على فيسبوك

حذف فيسبوك بشكل مفاجئ في أغسطس الجاري، جملة “الطمأنة” التي تؤكد أن “استخدام الموقع مجاني وسيبقى كذلك” وكتب أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم، عبارة جديدة ومقتضبة وهي “إنه سريع وسهل”، ولم يصدر أي بيان رسمي لتوضيح السبب الذي أملى إحداث هذا التغيير في الشعار الذي ظل ثابتا على مدى سنوات طويلة.

واشنطن - اختفت جملة “إنه مجاني وسيبقى كذلك دائما” من واجهة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، التي كانت تظهر أمام كل مستخدم جديد يدخل إليه عبر تصفح الإنترنت خلال السنوات الماضية.

وذكر موقع “بيزنس إنسايدر” أن العبارة الشهيرة اختفت بشكل مفاجئ من الصفحة الرئيسية التي تُطالع المستخدم حين ينوي إنشاء حساب أو الدخول إلى صفحته، مما أثار الشكوك بشأن ما إذا كان فيسبوك يخطط لفرض رسوم على مستخدميه. وعوض فيسبوك العبارة الشهيرة بعبارة “إنه سريع وسهل”.

وورد أن التغيير حدث في الفترة ما بين 6 و7 أغسطس الحالي، على الرغم من عدم وجود إعلان رسمي من الشركة، وعلى الرغم من أن فيسبوك لا يفرض رسوما على مستخدميه مقابل الانضمام إلى الخدمة، إلا أنه استفاد منذ فترة طويلة من الكم الهائل من البيانات التي تم جمعها منهم، إذ تتم إعادة تصميم هذه البيانات وبيعها للشركات بغرض مساعدتها في توجيه المنتجات وتسويقها إلى جماهير معينة.

ووفقا للمحامي وخبير القانون الرقمي خوسيه أنطونيو كاستيلو، فإن التغيير قد تكون له علاقة بتوجيه من الاتحاد الأوروبي الذي يعترف بتلك البيانات الشخصية كشكل من أشكال الدفع.

ولم تقدم شركة فيسبوك أي إشارة تفيد بأنها ستبدأ في فرض رسوم مباشرة على المستخدمين، إلا أن الشركة تشير صراحة إلى أنها لا تضمن أنها ستبقي الموقع مجانيا دائما.

يذكر أن قسم “الأشياء التي تجب معرفتها” على فيسبوك يحتوي على بند إخلاء ينص على أنه “لا نضمن أن النظام الأساسي سيكون دائما مجانيا”.

وخلال العام الماضي، أشارت أبحاث إلى أن موقع التواصل الاجتماعي الأكبر على مستوى العالم يقوم باختبار أسلوب يسمح بحصول مديري مجموعات فيسبوك (Facebook Groups) على ربح مالي من استخدام هذه الخاصية، التي يجتمع في عدد منها الآلاف من المستخدمين ممن توحدهم اهتمامات وميول وهوايات مشتركة.

والشركة أعلنت أن العملية تتلخص في السماح لمديري تلك المجموعات (Administrators)، بطلب رسوم شهرية من مشتركيها، وذلك للحصول على مضمون أو محتوى حصري.

وبالرغم من أن مجموعات فيسبوك كانت سابقا مجانية تماما، إلا أن فرض رسوم على العضوية يجعل المجموعة تشعر بالمزيد من الخصوصية، وقد يؤدي ذلك أيضا إلى جذب المزيد من الأشخاص، وتقول فيسبوك إن الميزة الجديدة تجعل مدراء المجموعات، الذين ينفقون الكثير من الوقت والجهد في تنمية مجتمعاتهم، يمكنهم أن يكونوا قادرين على كسب المال في نفس الوقت.

شركة فيسبوك لم تقدم إشارة تفيد بأنها ستبدأ في فرض رسوم، لكنها تؤكد أنها لاتضمن أن الموقع سيبقى مجانيا

ولا تسمح فيسبوك بالإعلانات ضمن المجموعات، وذلك بالرغم من أن مبيعات الشبكة الاجتماعية تعتمد تقريبا على الإعلانات بشكل كامل، وهو نموذج الأعمال الذي تسبب في عدد من الفضائح للشركة، لعل أبرزها فضيحة “كامبريدج أناليتيكا” التي دفعت الكونغرس الأميركي إلى استدعاء المدير التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ للإدلاء بشهادته في شهر أبريل 2018.

وكان زوكربيرغ، قد تجنب توفير نسخة مدفوعة خالية من الإعلانات من شبكته الاجتماعية للمستخدمين الذين يشعرون بالقلق بشأن تتبع أنشطتهم.

وقال سابقا “يقترح عدد من الأشخاص أنه ينبغي لنا تقديم نسخة خالية من الإعلانات في حال قاموا بدفع اشتراك شهري، وبالتأكيد نحن نأخذ هذه الأفكار بعين الاعتبار، وأعتقد أنها أفكار معقولة يمكن التفكير فيها، ولكن بشكل عام، أعتقد أن تجربة الإعلانات ستكون الأفضل، وأعتقد بشكل عام أن الناس لا يحبذون الاضطرار للدفع مقابل الخدمة، ولا يستطيع الكثير من الناس تحمل تكاليف الخدمة في جميع أنحاء العالم، وهذا ينسجم مع مهمتنا على أفضل وجه”.

يذكر أن البيانات الشخصية للمستخدمين هي الثمن الذي يدفعونه مقابل الاشتراك في موقع فيسبوك. ويستخدم فيسبوك أكثر من 2.2 مليار مستخدم حول العالم.

يذكر أنه في ديسمبر 2018، قال الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك إن التنظيم الحكومي لصناعة التكنولوجيا “أمر لا مفر منه”. وصرح زوكربيرغ لشبكة “سي.أن.أن” الإخبارية بأنه “مستعد لقبول” قواعد تنظيمية جديدة.

والتصريح يندرج في سلسلة انتقادات كوك لشركة فيسبوك، دون ذكرها بالاسم، حيث ألمح أيضا إلى الشركات التي تجمع بيانات المستخدمين الخاصة، وتفضيل “الأرباح على الخصوصية”.

من جانبه، وضح الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك في مقابلة لاحقة أنه وجد تعليقات كوك “سطحية للغاية”. وأضاف “إذا كنت ترغب في بناء خدمة لا تخدم الأثرياء فقط، فعندئذ تحتاج إلى الحصول على شيء يستطيع الناس تحمّله. أعتقد أنه من المهم ألا نصاب جميعا بمتلازمة ستوكهولم، وألا نلتفت إلى الشركات التي تعمل بشكل كبير لتحصيل عوائد مادية أكثر منك، وتحاول إقناعك بأنها تهتم أكثر منك، لأن ذلك يبدو سخيفا بالنسبة إلي”.

وقال زوكربيرغ، إنه “من غير المنطقي” أن نرجح أن فيسبوك لا تعتني ببيانات المستخدمين لأنها تمنحهم خدماتها مجانا، وذلك ردا على انتقادات الرئيس التنفيذي لشركة أبل الأميركية تيم كوك.

ووصف كوك بيع بيانات المستخدمين الخاصة بأنها “اقتحام للخصوصية”. وقال زوكربيرغ في مقال رأي حمل عنوان “الحقائق حول فيسبوك”، نشر في صحيفة وول ستريت جورنال، “إن موقع فيسبوك يقدم خدماته للمستخدمين مجانا، لكننا نعمل بشكل منفصل مع المعلنين لنعرض أمام كل مستخدم ما يهمه من الإعلانات”، موضحا مبادئ كيفية العمل والفوائد الواضحة المزعومة لنموذج الأعمال المدعوم بالإعلانات والمتعطش للبيانات على الإنترنت بالنسبة للمستخدمين والشركات.

وقال الملياردير البالغ من العمر 34 عاما “إذا كنا ملتزمين بخدمة الجميع، فنحن بحاجه إلى خدمات تكون في متناول الجميع.

وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تقديم خدمات مجانية، وهو ما توفره لنا الإعلانات”. وتابع “إن ذلك يعني أن يفترض الناس أننا نقوم بأشياء نحن لا نقوم بها. فعلى سبيل المثال، نحن لا نبيع بيانات الناس، على عكس التقارير التي تؤكد عادة أننا نفعل ذلك”.

19