ضغوط عربية على حماس وفتح لتمرير الانتخابات دون منغصات

القاهرة - قالت مصادر مصرية لـ“العرب” إن تزامن اجتماع الفصائل الفلسطينية، في القاهرة الاثنين مع اجتماع لوزراء الخارجية العرب، بدا متعمدا للمزيد من الضغط على الفصائل لتجاوز الخلافات التقليدية في ما بينها.
وأوضحت المصادر أن رسالة الاجتماعين في غاية الأهمية، فإما أن تترفع الحركات عن الانقسام وتعيد اللّحمة الوطنية وإما تواجه مستقبلا أشد قتامة، فالتطورات التي تمر بها المنطقة لن تجعل للقضية الفلسطينية مكانا رئيسيا، إذا جرى تفويت فرصة الزخم السياسي الذي توفر لها مع قدوم الإدارة الأميركية الجديدة.
ودعت مصر والأردن إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب الاثنين، لتنسيق المواقف السياسية الفترة المقبلة، والخروج بتفاهمات عربية للتعامل مع القضية الفلسطينية بعد سنوات من الإهمال والتجاهل الدولي.
ويهدف الاجتماع العربي إلى بلورة موقف جامع تجاه التطورات التي تشهدها المنطقة، بما يعزز التضامن والعمل العربي المشترك، ويعيد التأكيد على الثوابت المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وبحثت سوزانا تريستل الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط الثلاثاء، مع أمين الجامعة العربية أحمد أبوالغيط، السياسات الأوروبية حيال القضية الفلسطينية وخطط التحرك في المستقبل، وعرضت رؤية غربية لإحياء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتواصل توافد 14 فصيلا على القاهرة الأحد، استعدادا للدخول في حوار وطني دعت له مصر الاثنين، لمدة يومين، وقد تمتد لأكثر من ذلك، لمناقشة تفاصيل ملفي الانتخابات والمصالحة الواجبة.
ولدى كل فصيل أجندة معينة تحتاج إلى جهود مضنية للتقريب بينها، فالهوة زادت خلال السنوات التي انقطع فيها الحوار الجماعي المباشر، وهو ما يضع على عاتق الوساطة المصرية حملا ثقيلا، للتوفيق بين متطلبات المرحلة التي تمر بها القضية الأم، وبين حسابات الفصائل التي عمقت المأزق الفلسطيني، والعربي عموما.
وتخشى دوائر فلسطينية أن تكون هذه الجولة من الحوار طريقا لإفشال مشروع الانتخابات العامة التي دعا إليها الرئيس محمود عباس (أبومازن) الشهر الماضي وأصدر مراسيم قانونية بمواعيدها، في ظل القضايا المطروح التوافق حولها، والتي تتطلب تنازلات من فتح وحماس، حيث قبلتا بالانتخابات تحت ضغوط إقليمية ودولية.
وربطت بعض الحركات دخولها الانتخابات بما سيتمخض عنه حوار القاهرة من نتائج إيجابية، ورهنت مشاركتها بالتوصل إلى مصالحة شاملة في القاهرة، تراعي الثوابت الفلسطينية السياسية والنضالية، فالانتخابات وسيلة وليست غاية.
ويقول مراقبون إن هناك إشارات عديدة لا تشجع على التفاؤل، فما هو مطلوب تجاوزه يحتاج إلى تنازلات من جميع الفصائل، كي يتسنى ضبط زوايا الدفة السياسية، والقضايا محل النقاش يمكن أن تتفرع إلى نقاط يصعب التفاهم حولها، تتعلق بصلاحيات الأجهزة الأمنية التي تديرها حماس في الانتخابات، وآليات تطبيق الإجراءات الفلسطينية على مناطق تديرها إسرائيل مثل القدس الشرقية.
وحاولت السلطة الفلسطينية تجاوز هذه العقبة بجعل الأراضي الفلسطينية دائرة انتخابية واحدة لتقليل الصدام المتوقع مع إسرائيل، والميل نحو تشكيل قائمة موحدة بين فتح وحماس لضمان توزيع رضائي لمقاعد المجلس التشريعي.
وتتحسّب فتح وحماس من أن تتمخض الانتخابات عن مشهد يؤدي إلى خلاف ما كانتا تطمحان إليه عندما توافقتا على إجرائها مؤخرا، وأرادتا التحايل على تجديد الشرعيات السياسية، مع الاحتفاظ بالحالة الراهنة من التقسيم الضمني بينهما، حيث تسيطر فتح على الضفة الغربية، بينما تنشب حماس مخالبها في قطاع غزة.
وأكد نائب أمين سر حركة فتح فايز أبوعيطة، أن اجتماعات القاهرة تستهدف طمأنة الجميع بشأن نزاهة وجدية وشفافية إجراء الانتخابات والاستجابة لمطالب كل الفصائل بشأن الآليات التي تمنحهم الثقة الكاملة لخوض غمار السباق الرئاسي والبرلماني، تمهيدا لمصالحة أشمل وأوسع لإنهاء الانقسام الفلسطيني.
وأضاف في تصريح لـ”العرب”، أن هناك قضايا تحتاج إلى نقاش وتوافق بين الأطراف المختلفة، بينها محكمة الانتخابات والأطراف المشرفة عليها تحديدا في غزة، مشيرا إلى أن حركة فتح تذهب إلى القاهرة بقلب مفتوح لمناقشة جميع التفاصيل والاستماع لرؤى الفصائل، بما يدعم وجود إرادة حقيقية لإنجاح العملية الانتخابية.
وتابع قائلا “أي فصيل أو تنظيم ستكون لديه تحفظات أو تساؤلات أو إشكاليات لها علاقة بالانتخابات سوف يجري النقاش حولها، وجدول أعمال النقاشات يضمن الوصول إلى حلول نهائية لتلك المشكلات في غضون يومين، وقد يكون هناك تمديد فترة التفاوض إذا استلزم الأمر ذلك”.