صحيفة سودانية تلغي طبعتها الورقية

إدارة صحيفة "آخر لحظة" الخاصة تقرّر تسريح العاملين والصحافيين والاكتفاء بالصدور إلكترونيا.
الاثنين 2020/11/02
الصحف السودانية في تناقص

الخرطوم - أعلنت إدارة صحيفة “آخر لحظة” السودانية، إلغاء طبعتها الورقية، والاكتفاء بالصدور إلكترونيا، بسبب تدهور وضعيتها الاقتصادية، مع ارتفاع تكاليف الطباعة وتدني قيمة العملة الوطنية ومطالبة الصحافيين بتحسين أوضاعهم.

وقرّر مجلس إدارة صحيفة “آخر لحظة” الخاصة عقب اجتماعه السبت، إغلاق الصحيفة وتسريح العاملين والصحافيين، وكان الأحد هو آخر يومٍ تصدر فيه الصحيفة قبل الإغلاق النهائي.

وقال رئيس تحرير الصحيفة أسامة عبدالماجد “إلغاء الطبعة الورقية يعود إلى ارتفاع تكاليف مدخلات الطباعة من الورق والأحبار”. وأشار إلى أن “رواتب الصحافيين أصبحت لا تفي بالتزاماتهم اليومية”.

وأضاف “ستعاود الصحيفة الصدور إلكترونيا بعدد محدود من الصحافيين”، دون أن يذكر رقما بشأن عدد الذين سيتم تسريحهم.

وتأسست صحيفة “آخر لحظة” عام 2006، وكانت من الداعمين للنظام السابق برئاسة عمر البشير الذي أطاحت به ثورة شعبية في 2018، ومؤسسها الحاج عطا المنان، يعد من أبرز قيادات نظام المؤتمر الوطني (الحاكم السابق).

أسامة عبدالماجد: المزاج السوداني ارتبط بالصحافة الورقية التي يطالعها كل يوم
أسامة عبدالماجد: المزاج السوداني ارتبط بالصحافة الورقية التي يطالعها كل يوم

ونوّه عبدالماجد، “لم يسبق لحكومة أن قدمت دعما للصحافة، كما لم تفعل الحكومة الحالية شيئًا”، مُستدركًا أن ذلك “يعود أيضًا لظروف الحكومة الاقتصادية”.

لكنه أكد أن ذلك لا يعني نهاية دور الصحافة الورقية التي تأثرت أيضًا بجائحة كوروونا، مُعللًا ذلك بالمزاج السوداني المُرتبط بالصحافة الورقية التي يُطالعا عدد كبير من المواطنين ومؤسسات الدولة إضافة إلى دورها الكبير في السودان وغربلة ما يردُ في مواقع التواصل الاجتماعي.

وتابع “لن تُغبر الصحافة الورقية، فقط الأوضاع الاقتصادية ومُقتضيات الحال في ظل صعوبة المواصلات بالنسبة للمُحررين وكُلفة التنقل داخل الخُرطوم، هي التي دفعت للانتقال إلى الصحافة الرقمية”.

وفي مايو الماضي، أعلنت صحيفة “المجهر السياسي” (خاصة) إلغاء طبعتها الورقية، وتسريح عدد كبير من الصحافيين والعاملين، والاكتفاء بالصدور إلكترونيا.

ومؤخرا شهدت الصحف السودانية، تدنيا مروعا في أرقام التوزيع، ومع أزمة الغلاء الطاحنة، اضطرت إلى رفع أسعارها أكثر من مرة، ما أدى إلى تراجع التوزيع.

ويعاني السودان أزمات اقتصادية مستمرة، تمثلت في شح السلع الاستراتيجية وارتفاع أسعار صرف الجنيه أمام الدولار، وندرة في السيولة بالأسواق المحلية.

وتراجع إنتاج البلاد النفطي بعد انفصال جنوب السودان في 2011، من 450 ألف برميل إلى ما دون 100 ألف، ما جعل الحكومة تلجأ إلى استيراد أكثر من 60 في المئة من المواد البترولية لتلبية الاحتياجات.

ويتوقع البعض خروج المزيد من الصحف السودانية وتوقفها بسبب الأوضاع الاقتصادية التي لا تمتلك أيّ قدرة لمواجهتها.

ويقول صحافيون سودانيون إن الصحافة الورقية ما قبل الأزمة الاقتصادية كانت تعاني من مشكلات كبيرة تتمثل في اقتصاديات الصحف وحرب الإعلانات التي كان يستخدمها النظام السابق ضد منابر يرى أنها لا تخدم مصالحه، والمصادرات العقابية، بجانب إزالة الأكشاك الخاصة بتوزيع الصحف، والضرائب والرسوم الباهظة فضلا عن ارتفاع الأوراق والأحبار ومدخلات الطباعة.

ويضيفون أنهُ إذا خرجت الصحافة المهنية التي تحتكم لدورة النشر سيكون هناك إعلام غير منضبط، ومساحة للأخبار الكاذبة وتهديد للانتقال الديمقراطي.

18