شبكة مغربية للإعلام الرقمي تدعم الحريات بتطوير المحتوى

"الشبكة المغربية للإعلام الرقمي" تعمل على المساهمة في تطوير قطاع الصحافة والإعلام على المستوى الرقمي، بجانب المساهمة في حماية حقوق العاملين.
الثلاثاء 2020/02/11
الشبكة تهدف إلى حماية الصحافي والمستخدم

برزت في السنوات الأخيرة مواقع إلكترونية مغربية تعتمد على الإثارة والتهويل والدعاية السياسية والأخبار الكاذبة، ما دفع عددا من الصحافيين والإعلاميين إلى تأسيس شبكة وطنية تضم مهنيين من مختلف وسائل الإعلام والصحف الرقمية لتصحيح الصورة السلبية والمساهمة في تطوير القطاع، بالإضافة إلى حماية حقوق العاملين فيه.

الرباط - أسست مجموعة من الصحافيين والإعلاميين ورؤساء تحرير صحف إلكترونية، “الشبكة المغربية للإعلام الرقمي”، لتشكل حاضنة للمواقع الإخبارية ومختلف المنصات التي تبث محتواها عبر وسائط الاتصال الرقمي، لضمان حرية الممارسة ومهنية الاشتغال وتطوير الأداء في هذه المنصات.

والشبكة هيئة وطنية غير حكومية وغير ربحية، تجمع الصحافيين المهنيين الذين يشتغلون في مجال الإعلام الرقمي، وتعمل على المساهمة في تطوير قطاع الصحافة والإعلام على المستوى الرقمي، بجانب المساهمة في حماية حقوق العاملين في هذا المجال والترافع حول التشريعات ذات الصلة بعمل نساء ورجال الصحافة والإعلام.

وتم انتخاب مكتب تنفيذي وطني للشبكة في مقر “نادي الصحافة بالمغرب”، ويضم 11 صحافية وصحافيا ينتمون لمختلف المؤسسات الإعلامية الرقمية الوطنية والدولية في المغرب، بينهم مدراء نشر ورؤساء تحرير، من الشباب الذين يمتلكون تجارب مهنية متقدمة في مسيرتهم العلمية والإعلامية، وانتخب الصحافي طارق بنهدا بالإجماع رئيسا للشبكة.

وقال بنهدا إن فكرة المشروع جاءت بعد نقاشات مطولة بين المهنيين في الصحافة الرقمية، حول القضايا المرتبطة بهذا القطاع والعاملين ضمنه في مختلف المؤسسات الإعلامية، خاصة على مستوى الواقع والطموحات والمشكلات التي تتربص به. وأضاف “نأمل في هذا المشروع أن نساهم كمهنيين في تصحيح الصورة السلبية التي باتت لصيقة بالصحافة الرقمية ومهنييها، ووضع الصورة الحقيقية أمام الرأي العام والمؤسسات، والمتمثلة في الدور الهام والمحوري الذي يلعبه الصحافيون في تنوير المجتمع بالمعلومة الصحيحة”.

ومع الإعلان عن تأسيس الشبكة، تم تشكيل مراصد ووحدات خاصة في المكتب التنفيذي للشبكة، ستكون متاحة أمام الصحافيين، من أجل تحقيق رؤية الشبكة العامة وتنفيذ أهدافها، وتشمل “مرصد الأخبار الزائفة” و“مرصد مقاربة النوع بالإعلام” و“مرصد الحقوق والحريات” و“وحدة الإعلام المتخصص” و“وحدة الأبحاث والدراسات” و“وحدة التدريب والتكوين” وأيضا “وحدة الشراكات والتعاون”.

وتسعى الشبكة من خلال تصورها العام إلى دعم الصحافيين والإعلاميين والطلبة في مجال الإعلام الرقمي وتقوية قدراتهم في ممارسة المهنة، إضافة إلى تعزيز قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وفق الشروط الأخلاقية والمهنية.

وأكد بنهدا أن هناك تحديات كبيرة تواجه الصحافيات والصحافيين في الوقت الحاضر، أبرزها تحري الدقة في التعاطي مع مصادر الخبر ومحاربة الأنباء الكاذبة، بجانب الاشتغال في ظروف صعبة سواء داخل المؤسسات الإعلامية أو أثناء تأدية مهامهم.

الإعلام المغربي بحاجة إلى منظمات تدعم الصحافة الإلكترونية ذات الجودة، والمحتوى المؤثر من دون تهويل أو إثارة

ويقول متابعون إن المشهد الإعلامي المغربي شهد في السنوات الأخيرة طفرة وغلبة الإعلام الرقمي مقارنة بوسائل الإعلام التقليدية، وأصبح المصدر الرئيسي للحصول على المعلومات، مع اعتماد وسائل الإعلام التقليدي على المنصات الرقمية في توسيع دائرة شعبيتها.

واضطرت منابر إعلامية عديدة للاختفاء من المشهد الإعلامي بسبب الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الإعلام التقليدي في العالم أجمع، بينما برزت مواقع إلكترونية تعتمد على الإثارة والتهويل والدعاية السياسية والأخبار الكاذبة، الأمر الذي يهدد الحفاظ على الأمن الوطني والاستقرار الاجتماعي.

وفي ظل هذه الظروف أصبح القطاع الإعلامي بحاجة ماسة إلى هيئات ومنظمات تدعم الصحافة الإلكترونية ذات الجودة العالية، والمحتوى المؤثر دون تهويل أو إثارة.

وجاء الإعلان عن تأسيس الشبكة بعد رصد خبراء الإعلام المغاربة لواقع الصحافة الإلكترونية، والانتقادات المتزايدة لانتشار الشائعات والأخبار الكاذبة وانتهاك خصوصية الأفراد، وأجمع عدد من القائمين على الإعلام على الحاجة الماسة إلى إعادة ترتيب أوراق الإعلام المغربي.

واعتبر رشيد الماموني، مدير الأخبار بوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عماد الممارسة الصحافية هو المسؤولية؛ ذلك أن على الصحافي أن يحرص على تقديم معلومة مسؤولة وذات مصداقية إلى المتلقي، وأن يحرص على صيانة مسؤوليته حين يلعب دور الوسيط بين مصدر المعلومة وبين المتلقي.

وشدد الماموني في ندوة عقدت مؤخرا في الرباط على ضرورة أن يتمسك الصحافي باحترام أخلاقيات مهنة الصحافة، محذرا من العواقب الخطرة للأخبار الكاذبة التي تنتشر بسرعة كبيرة في خضم “تسونامي الأخبار”، وتخلف تداعيات سلبية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ودعا إلى جعل المتلقي في صلب أي إصلاح للمجال الإعلامي، والعمل على الاستجابة لتطلعاته، ومواكبة اختياراته، مشيرا إلى أن إيصال المعلومة إلى المتلقي يقتضي أن تقدم إليه في شكل جذاب يدفعه إلى الإقبال على القراءة.

ومن جهتها، قالت شامة درشول، المختصة في تحليل المحتوى الإعلامي، إن التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم يقتضي من الصحافي، إن هو أراد أن يواكب مستجدات العصر، أن يغيّر نظرته إلى الواقع، وأن يتخلص من التفكير الذي يحصر آفاقه في الدراسة ثم التخرج والعمل من أجل اقتناء شقة وسيارة.

وأضافت “نحن في عصر الذكاء الاصطناعي، وبعد ثلاثين سنة من الآن سيتم تصنيع خمسين مليون روبوت، جزء منها سيعمل في مجال الصحافة، وحاليا تعتمد خمسة في المئة من الصحافة العالمية في إنتاج محتواها على الروبوتات”، وأكدت أن هذه التطورات تفرض على الصحافي أن يطوّر مهاراته بشكل مستمر، ليتمكن من قراءة المعلومات التي يحصل عليها، وتحليلها، وإعادة كتابتها ونقلها إلى الجمهور.

18