شاشات عرض علوية ذكية تزيد من درجة القيادة الآمنة

السباق على أشده بين المطورين لزرع تجهيزات ثلاثية الأبعاد مدعمة بتقنية الواقع المعزز في المركبات.
الأربعاء 2021/11/03
حزام الأمان لم يعد محور السلامة، بل التكنولوجيا

يعكف المطورون حاليا على تطوير جيل جديد من شاشات العرض العلوية ثلاثية الأبعاد مدعمة بتقنية الواقع المعزز حيث لا تقتصر على تقديم بيانات الملاحة فحسب، بل وتقوم أيضا بوضع علامة مباشرة على الطريق الذي سيتم اتخاذه على سبيل المثال، مما يدعم آراء الخبراء بأنها ستزيد من درجة أمان القيادة للسائقين مستقبلا.

برلين - تشكل سلامة القيادة في السيارات وراحة السائقين من بين المجالات التي باتت محور اهتمام الابتكارات التكنولوجية، إذ تضيف الشركات المصنعة الكاميرات الاحتياطية كميزات قياسية، بينما يحافظ البعض على انخفاض التكاليف في الطرز الأساسية ويوفر تقنيات متقدمة كميزات إضافية.

ونظرا لاستمرار التقدم التكنولوجي في صناعة المركبات الحديثة، فإن مجموعة واسعة من الاتجاهات المستقبلية هي القاعدة، حيث ينظر مشترو السيارات إلى تقنيات معينة على أنها ميزات أساسية.

وتعد شاشات العرض العلوية (هيد – آب) من بين التقنيات المتقدمة المضمنة في المركبات الحديثة. وفي حين أنها ميزة رائعة، إلا أن الكثيرين يتساءلون إن كانت هذه التجهيزة تستحق بالفعل إضافة تكاليف أخرى فوق سعر المركبة الأساسي.

ولكن من الضروري فهمها قبل الاستجابة لأهميتها كميزة أساسية خاصة مع وجود اتجاه متزايد بين المطورين لابتكار شاشات تعمل بتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد مدعمة بتقنية الواقع المعزز.

وعند العودة إلى الوراء يمكن الوقوف على حقيقة مفادها أن التكنولوجيا الرقمية القديمة قضت على مدى عقود على استخدام الأوجه والمقاييس ذات النمط التناظري على لوحات أجهزة القياس بالسيارات.

والآن تعرض شاشة العرض العلوية المعلومات على مقاييس لوحة القيادة فوق لوحة القيادة، مما يحافظ على رأس السائق مرفوعا ويركز على الطريق.

ويعرض نوع واحد من هذه الشاشات المعلومات على الزجاج الأمامي للسيارة، بينما يعرض النوع الثاني المعلومات على لوحة بلاستيكية شفافة تمتد فوق لوحة القيادة.

وتتالت في السنوات الأخيرة مساعي الشركات المغذية من أجل توسيع استخدامات التكنولوجيا وقد أزاحت شركة كونتينينتال قبل فترة عن شاشة رقمية للسيارات لعرض عداد السرعة وعداد لفّات المحرك بشكل ثلاثي الأبعاد، تتيح إدراك المعلومات بشكل أسرع من الشاشات التقليدية، ما يحدّ من تشتّت انتباه السائق.

استعمال شاشات العرض الجديدة لا يتطلب من قائد السيارة ارتداء نظارة خاصة لرؤية العرض بتقنية ثلاثية الأبعاد

وأوضحت الشركة الألمانية المغذية لصناعة السيارات أن استعمال الشاشة الجديدة لا يتطلب من قائد السيارة ارتداء نظارة خاصة لرؤية العرض ثلاثي الأبعاد. كما تشتمل الشاشة الرقمية أيضا على كاميرا لمراقبة قائد السيارة والتعرّف على مدى انتباهه ونشاطه.

ويقول خبراء مجلة السيارات “أوتوغازيت” إن شاشة العرض العلوية تلعب دورا مهما في رفع درجة الأمان أثناء القيادة بما تقدمه من بيانات مهمة في مجال رؤية قائد السيارة بحيث لا يتشتت ذهنه ولا ينصرف انتباهه عن مراقبة أحوال الطريق.

وأشاروا إلى أنه يتم تثبيت الشاشة لعرض السرعة وعدد لفات المحرك ومستوى خزان الوقود والمزيد في مكان ما خلف المقود بحيث لا يعيق مجال رؤية قائد السيارة عندما ينظر إلى الطريق.

ويعتمد مبدأ عمل هذه الشاشات على مصدر ضوء يعمل عمل البروجيكتور ومثبت في لوحة القيادة. ويتم عرض صورته إما مباشرة على الزجاج الأمامي أو على جزء زجاجي منفصل في قمرة القيادة عبر نظام متطور.

وخلال السنوات الماضية تطورت فكرة العرض الرأسي في السيارات من استخدامه في قمرة القيادة للطائرات المقاتلة حيث يمكن أن يكون تشتيت الانتباه في جزء من الثانية لإلقاء نظرة على المقاييس قاتلا.

ويقول الخبير تي.جي هيفنر المحرر في مجلة “موتور بيز كويت” المختصة في المركبات إنه على الرغم من أن السيارات تسير بشكل أبطأ بكثير، إلا أن الانحرافات اللحظية يمكن أن تكون قاتلة أيضا.

وعند إقرانها بكاميرات مثبتة على متن الطائرة، ونظام تثبيت السرعة التكيفي، وميزات ملاحية أخرى، فإنها تمنع السائق من تشتيت انتباهه بواسطة الأدوات.

شاشة العرض العلوية تلعب دورا مهما في رفع درجة الأمان أثناء القيادة
شاشة العرض العلوية تلعب دورا مهما في رفع درجة الأمان أثناء القيادة

وتستخدم أنظمة أتش.يو.دي المتقدمة كاميرات الأشعة تحت الحمراء لعرض الخطوط على الطريق السريع والسيارات الأخرى ومخاطر الطريق على الزجاج الأمامي في ظروف الضباب أو التعتيم، مما يسمح للسائق برؤية ما هو غير مرئي بخلاف ذلك من أجل تنقل أكثر أمانا.

ويوفر هذا النظام المقترن بأنظمة التحكم في التطواف التكيفية إرشادات للسائق من خلال إنشاء سرعة تنقل أكثر أمانا حول السيارات والمخاطر الأخرى.

ولكل نوع من هذين النوعين من شاشات العرض مزايا وعيوب، إذ تعرض شاشات أتش.يو.دي.أس الخاصة بنمط الإسقاط معلومات أعلى على الزجاج الأمامي ومباشرة في مجال رؤية السائق.

ومع ذلك، هناك جانبان سلبيان لنمط العرض أتش.يو.دي.أس فهي أغلى ثمنا ويصعب معرفة ما إذا كنت ترتدي نظارات مستقطبة عند القيادة.ومع وجود مساحة أكبر، تسمح شاشات أتش.يو.دي.أس لإسقاط الزجاج الأمامي بعرض المزيد من المعلومات.

وعلى النقيض من ذلك، فإن نمط العرض في شاشات أتش.يو.دي أقل تكلفة، ومن السهل استبدال المكونات في حالة تعرض النظام للتلف.

أنظمة أتش.يو.دي المتقدمة تستخدم كاميرات الأشعة تحت الحمراء لعرض الخطوط على الطريق السريع والسيارات الأخرى

ولا توجد مشكلات تتعلق باستخدام النظارات المستقطبة مع هذا النوع نظرا لوجودها في موضع أدنى، إذ يجب على السائقين النظر إلى أسفل قليلا لعرض هذا النوع من شاشة أتش.يو.دي، كما أن مساحتها المحدودة تعني أن السائق سيحصل على معلومات أقل.

وفي السرعات فوق الصوتية، تعد أتش.يو.دي ميزة أساسية، لكن الخبراء يتابعون الأمر عندما يتعلق الأمر بما إذا كان السائقون الذين يسافرون بسرعات آمنة على الطريق السريع يحتاجون إلى شاشة عرض أمامية كميزة قياسية.

ومع وجود غالبية أنظمة الملاحة والمعلومات الترفيهية في وضع لا تزال فيه أعين السائق مرفوعة، على الرغم من انحرافها قليلا عن الجانب، فإنه لا يزال معظم السائقين قادرين على الاستجابة لظروف الطريق أثناء مراقبة البيانات وإجراء التعديلات.

ومع ذلك، على السائقين الوضع في عين الاعتبار بأن القدرة على الحفاظ على التركيز على الطريق خاصة في الظروف غير المثالية، تزيد من سلامة السيارات.

وعلى الرغم من أن شاشات العرض العلوية أصبحت أكثر أهمية، إلا أنها ميزة يتركها معظم صانعي السيارات خارج قائمة الميزات القياسية الخاصة بهم. وفي الوقت الحالي سيتعيّن على المالكين إضافة هذه الميزة من دون أدنى شك.

15