سيف الإسلام القذافي يُقدم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية في ليبيا

انطلاق حملات شعبية لجمع تزكيات ترشيح خليفة حفتر للسباق الرئاسي.
الاثنين 2021/11/15
أول ظهور علني لسيف الإسلام القذافي منذ سنوات

طرابلس - أعلن سيف الإسلام القذافي ابن الرئيس الليبي السابق الراحل معمر القذافي تقديم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية الليبية القادمة المقرر إجراؤها نهاية العام الحالي.

وقال مسؤول في المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا إن “سيف الإسلام القذافي ابن معمر القذافي سجل اسمه الأحد كمرشح في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الرابع والعشرين من ديسمبر”.

وقدم سيف الإسلام القذافي أوراق ترشحه للانتخابات في مكتب الإدارة الانتخابية بمدينة سبها الواقعة في جنوب غرب ليبيا.

ويعتبر سيف الإسلام من أبرز الشخصيات المتوقع أن تخوض انتخابات الرئاسة ضمن قائمة مرشحين تضم أيضا القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.

وظهر سيف الإسلام في صور منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي بعمامة وعباءة تقليدية بنية اللون وبلحية رمادية ونظارة وهو يوقع وثائق في مركز التسجيل ضمن المرشحين بمدينة سبها بجنوب البلاد.

وأفاد الخبير في الشأن الليبي منتصر الشريف أن “خبر ترشح سيف الإسلام للانتخابات لم يكن مفاجئا وكنا نستمع إليه منذ سنتين تقريبا”.

وأضاف لـ”العرب” “تقريبا نفس الصورة في تونس تعاد في ليبيا، وبعد فشل سياسي لما سموه بثورة ليبية، هناك حنين لعهد الرئيس السابق الراحل معمر القذافي، وهي ردة فعل طبيعية على فشل المنظومة”.

منتصر الشريف: مكونات الإسلام السياسي في ليبيا قد تلجأ إلى العنف

وتابع الشريف “ليبيا أصبحت مرتعا للقوى الأجنبية مثل تركيا وفرنسا، والمواطن العادي حتى وإن كان غير مقتنع بسيف الإسلام ربما ينتخبه”.

وبخصوص ردود الأفعال الدولية بشأن ترشح سيف الإسلام للانتخابات، اعتقد الخبير الدولي أن “القوى الدولية ستدعم الرجل وستشجعه لأن ليبيا أصبحت مهددة للأمن في منطقة المتوسّط من خلال نشاط الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، وكذلك في ظاهرة الهجرة غير النظامية نحو أوروبا (أكثر بلدين مصدرين للمهاجرين غير الشرعيين هما ليبيا وتونس)”.

ولفت الشريف إلى أن “الإسلام السياسي في ليبيا له خصوصية التسليح، وبالتالي فإن هذه المجموعات قد تلجأ للعنف وتوتير الأجواء، لأن رئيس الحكومة الحالية الدبيبة حظوظه أضعف من سيف الإسلام في الانتخابات المرتقبة”.

وأشار إلى أن “الجانب القبلي الذي تنحدر منه جل الشخصيات الحاكمة بالبلاد، تم اضطهاده بعد 2011، وهو يمثل خزانا انتخابيا لسيف الإسلام”، مستطردا “الإسلام السياسي في ليبيا انتهى بمجرد وصول حكومة الدبيبة إلى الحكم”.

ومنذ إعلان مفوضية الانتخابات في ليبيا الأحد الماضي فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في النصف الأول من الشهر المقبل، أعلن سياسيون وشخصيات عامة ليبية عزمهم على الترشح.

ومن بين هذه الشخصيات فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق، وأحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق، ومندوب ليبيا السابق بالأمم المتحدة إبراهيم الدباشي، والدبلوماسي السابق عارف النايض، والدبلوماسي السابق عبدالمجيد غيث سيف النصر، والممثل الكوميدي الليبي حاتم الكور، ووزير الخارجية الليبي السابق الدكتور عبدالهادي الحويج، وعضو مجلس النواب عبدالسلام نصية، ورجل تركيا والدبلوماسي الليبي حافظ قدور وغيرهم.

وأفادت المفوضية أنها ستواصل استقبال طلبات المرشحين لانتخابات الرئاسة حتى الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري، بينما ستواصل استقبال طلبات المرشحين للانتخابات النيابية إلى حدود السابع من ديسمبر القادم.

وسبق أن أكد عماد السايح رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية في تصريحات له أنه “لا يوجد ما يمنع قانونا من ترشح سيف الإسلام للانتخابات الرئاسية إن استوفى بقية الشروط”، مشيرا إلى أن “كونه مطلوبا للجنائية الدولية فذلك يعد أمرا لا يتعارض مع القانون الذي ينص على ألا يكون المرشح محكوما نهائيا من القضاء الليبي”.

وظل ابن القذافي مختفيا عن الأنظار لأربع سنوات ثم ظهر في حوار مع صحيفة “نيويورك تايمز”، وألمح إلى العودة إلى الحياة السياسية وإلى وجود تقاربات وتحالفات مع أطراف ليبية أخرى خلال الفترة المقبلة.

وانطلقت عدة حملات شعبية لتجميع تزكيات لترشيح القائد العام للجيش الليبي لرئاسة الدولة، وبحسب وسائل إعلام ليبية فإن إجمالي التزكيات التي تم جمعها حتى الآن فاقت ثمانمئة ألف توقيع.

ورغم الدعم المعلن من جانب معظم الفصائل الليبية والقوى الأجنبية للانتخابات المقرر إجراؤها يوم الرابع والعشرين من ديسمبر، لا تزال الشكوك تحيط بالانتخابات وسط خلافات بين كيانات متنافسة على القواعد والجدول الزمني.

4