"سيد الخواتم".. أضخم مسلسل تلفزيوني على الإطلاق

نيويورك – أعلنت أمازون عن نيتها البدء بعرض مسلسل “سيّد الخواتم” القائم على رواية بالعنوان نفسه للكاتب والباحث الإنجليزي من مواليد جنوب أفريقيا جي.آر.آر.تولكين (1892 – 1973) والتي كتبها في فترة تقارب الأربعة عشر عاما.

ويبدو جليا تأثير المناظر الطبيعية والأساطير الإسكندنافية في تولكين إذ لعبت دورا كبيرا في التأثير عليه وهو ما يبدو جليا في روايته “سيد الخواتم” الخيالية، والتي يمكننا اعتبارها ملحمة خارقة على نمط الرواية الفانتازية، وهو ما جعلها قبلة منتجي السينما الذين استغلوا ثراء عوالمها في إنتاج عمل سينمائي هام.

وسبق تحويل رواية تولكين نفسها إلى السينما في فيلم نال نجاحا كبيرا بإنتاجه الضخم، لكن يتجاوزه المسلسل الجديد، الذي يبث في الثاني من سبتمبر 2022 في أنحاء العالم أجمع، على أمل منافسة مسلسل “غايم أوف ثرونز”.

عمل ضخم

أوضحت أمازون التي استحوذت في العام 2017 على الحقوق التلفزيونية لهذا العمل الضخم في مقابل 250 مليون دولار بحسب التقديرات أن “تصوير الموسم الأول انتهى الإثنين في نيوزيلندا”.

وتدور أحداث هذا العمل الجديد في الأرض الوسطى ويشارك فيها بعض من الشخصيات المعروفة وهي تنطلق بمغامرات غير مسبوقة تحدث “في فترة سلم نسبي قبل آلاف السنوات من التطورات المذكورة في الهوبيت وسيّد الخواتم لجي.آر.آر.تولكين”، وفق “أمازون ستوديوز”.

وستُعرض حلقات الموسم الأول أسبوعا بعد أسبوع، بحسب المجموعة التي نشرت صورة أولى للمسلسل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وخصصت الشركة المنتجة ميزانية ضخمة تتجاوز المليار دولار، وهي ميزانية غير مسبوقة لعمل درامي، إذ سيكون أضخم مسلسل تلفزيوني على الإطلاق.

وتجاوزت ميزانية المسلسل التقديرات السابقة، التي حطمت الأرقام القياسية بالفعل، حيث وصلت تكلفة الموسم الأول فقط إلى 465 مليون دولار، وهو ما يفوق الميزانية الإجمالية للمواسم الثلاثة من فيلم “سيد الخواتم”، التي بلغت 281 مليون دولار.

وكان المسلسل الذي يترقبه الجمهور بشدة قد بدأ تصويره مطلع عام 2020 في نيوزيلندا، لكن فريق العمل اضطر إلى التوقف بعد شهر واحد فقط بسبب وباء فايروس كورونا. وعاد التصوير لاحقا في شهر سبتمبر من عام 2020 ليستكمل أخيرا، كاشفا عن عمل درامي سيدخل المنافسة بقوة على اجتذاب الجماهير.

ويأتي هذا العمل ضمن مخطط شبكة قنوات أمازون الأميركية لإنشاء مسلسل تنافس به عمالقة الدراما من حيث التكلفة وحجم الإنتاج المتوقع، وهو ما تسعى إلى تحقيقه عبر مسلسلها الجديد الذي من المقرر عرضه في خمسة مواسم.

ومن بين الممثلين الخمسة عشر المشاركين في مسلسل “سيد الخواتم”، ينضم الممثلان البريطانيان روبرت أرامايو الذي لعب دور “نيد ستارك” الشاب، وجوزيف ماويل الذي لعب دور “بينجين ستارك”، في “لعبة العروش” الذي أنتجته شبكة HBO.

كما أعلنت أمازون أن مسلسل “سيد الخواتم” سيضم الممثل المسرحي البريطاني أوين آرثر والممثلة البريطانية الإيرانية نازانين بيادي والممثل الأسترالي توم بود والممثلة البريطانية مورفيد كلارك والممثلة السلوفاكية الأميركية إيما هورفاث.

منافسة شديدة

في السنوات الأخيرة تسعى شركة أمازون إلى توسيع دائرة خدماتها لتشمل الشبكات التلفزيونية وقنوات الأفلام، تماشيا مع موجة تسابق شركات الإنترنت العملاقة للاستفادة من جمهور التلفزيون واستقطابه عبر خدماتها المتلاحقة.

وتأمل أمازون من خلال مشروعها القائم حول رواية تولكين التي نقلت إلى السينما في ثلاثة أفلام في مطلع الألفية أن تتقدّم في الحرب الضروس التي تدور رحاها بين منصتها للبثّ التدفقي “برايم” و”نتفليكس” و”ديزني” على وجه الخصوص.

وكانت المجموعة العملاقة التي أسسها جيف بيزوس قد اشترت في أواخر مايو الإستوديو الهوليوودي الشهير “ميترو – غولدوين – ماير” في مقابل 8.45 مليار دولار، ما سمح لها بإثراء محفظتها بأعمال شهيرة، مثل جيمس بوند و”روكي” و”ذي سايلنس أوف ذي لامز”.

وتشهد منصات البث التدفقي ارتفاعا متواصلا في عدد مستخدميها، وبلغ حجم الإقبال على شركات البث الكبرى أرقاما قياسية خلال فترة الحجر الصحي، واستمر في التصاعد إلى اليوم، إلا أن الشركات الناشئة في هذا المجال تواجه صعوبات بالاستمرار في ظل قطاع شديد المنافسة، يتزاحم فيه المنتجون الكبار بأعمال ضخمة الإنتاج.

وعبر مسلسلها الجديد تفرض أمازون نفسها بين شركات بث كبرى مثل نتفليكس ووالت ديزني، ويحتدم بالتالي التنافس عبر الإنتاجات الدرامية خاصة، والتي باتت الركيزة الأولى لهذه المنصات، التي تقترح نفسها بديلا عن شبكات الإنتاج الفني التقليدية.

ويبقى الاقتباس من الروايات الشهيرة والناجحة رهان الكثير من منتجي الدراما، حيث تيسر لهم الذهاب أبعد في طريق النجاح، والبناء على منجز أدبي فني متحقق يبقى مغريا لمنتجي الفنون الدرامية.