سلطنة عمان تعزز قدرات النقل الجوي

مسقط - تظهر أرقام الأعمال التشغيلية لمجموعة الطيران العماني أن الشركة المملوكة للدولة تمكنت من تحقيق قفزة العام الماضي رغم بعض التحديات.

وتعطي البيانات، التي تم الكشف عن تفاصيلها الاثنين، أن الحكومة جنت ثمار خطط تعزيز قدرات النقل الجوي في البلاد رغم المنافسة الشرسة من شركات الطيران الخليجية ووقف تحليق بوينغ 737 ماكس بعد الضجة التي رافقت نشاطها نتيجة عيوب في التحكم.

وتعمل الحكومة من خلال رؤية 2040 على تحسين كفاءة التشغيل والإدارة في قطاع النقل الجوي، والذي يعتبر أحد ركائز دعم اقتصاد البلد الخليجي. وأوضح رئيس أول الخدمات الأرضية بالطيران العماني سليم بن عبدالحسين أن النتائج التي حققتها الشركة جاءت نتيجة جهود تحسين الخدمات وتطوير الأداء بالنسبة للخدمات الأرضية والجوية وافتتاح خطوط جديدة مباشرة بجانب توقيع اتفاقيات المشاركة بالرمز مع العديد من شركات الطيران العالمية.

وتوقع أن يستمر النمو خلال الأعوام القادمة بما يحقق الأهداف المرسومة وأهمها خفض الخسائر والوصول لنقطة التعادل خلال العام 2023. وكانت الشركة، التي لم تعد تعتمد على التمويل الحكومي، أرجأت في 2017 موعد تحقيق نقطة التعادل إلى العام التالي، ولكن يبدو أن المشاكل قد أثرت على تحقيق أهدافها.

ونسبت وكالة الأنباء الرسمية لعبدالحسين قوله إن “2019 كان عاما جيدا بالنسبة للشركة حيث تمكنت من التغلب على عدد من التحديات من بينها المتغيرات الجيوسياسية بالمنطقة وإيقاف عمليات 5 طائرات من طراز بوينغ 737 ماكس، وهو ما أثر على خطط وبرامج الشركة التوسعية خلال تلك الفترة”.

ومن النجاحات التي تحسب للطيران العماني تمكن الشركة من تحقيق أداء متميز في مؤشر الأداء في الوقت المحدد وصل إلى نسبة 90 في المئة في متوسط معدل الالتزام بمواعيد الإقلاع، مما يعكس التزام الشركة تجاه الركاب ويضعها في مصاف أفضل شركات الطيران أداء من حيث الالتزام بمواعيد الإقلاع عالميا.

وأكد أن كل دقيقة تأخير في إقلاع الطائرة تكلف الشركة في حدود 100 دولار بجانب خسارة تتمثل في فقدان ثقة الزبائن بالشركة و”هذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا”.

وأشار إلى أن الشركة تحرص على تطوير موقعها بشكل مستمر بغرض توفير خدمات نوعية للمسافرين. وتقوم شركة الطيران العماني حاليا بالتشغيل التجريبي وبالتعاون مع مطارات عُمان لأجهزة إنهاء إجراءات السفر التي تتيح للمسافر إنهاء إجراءات شحن الأمتعة ذاتيا، وبمقدور المسافر على متن خطوط الشركة إنهاء إجراءات سفره عبر موقع الشركة الإلكتروني.

كما تعمل الشركة لإطلاق مبادرات جديدة تخدم المسافرين وفي مقدمتها تطوير البنى الأساسية للمطارات بالسلطنة لتسريع إنهاء إجراءات السفر عبر توفير الخدمات الذكية. ويشير الموقع الإلكتروني للطيران العماني إلى أنه يشغل حاليا رحلات إلى أربعة مطارات، منها مطار مسقط الدولي .

ويضم أسطول الشركة العديد من الطائرات الحديثة، التي تم استلامها العام الماضي، ويؤكد المسؤولون في الطيران العماني أن السلامة تأتي في قمة أولويات الشركة.

وتمتلك شركة الطيران حاليا 16 طائرة عريضة، منها ست طائرات بوينغ طراز 787 دريملاينر، وعشر طائرات إيرباص طراز أي 330، لكنها تأمل بزيادة العدد.

وستشمل هذه الخطوة استبدال بعض طائرات إيرباص الموجودة حاليا وإضافة تسع أخرى جديدة. ودشنت الشركة في فبراير 2017، طائرة بوينغ 737 ماكس، ضمن باكورة أسطول يتضمن 30 طائرة من هذا الطراز.

وتستخدم شركة الطيران العمانية أيضا طائرات بوينغ 737 ذات 166 مقعدا وطائرات إمبراير إي 175، التي تسع 71 مقعدا للرحلات المحلية والإقليمية. وتقول مصادر بالقطاع إنه من المكلف للغاية تشغيل كلا الطرازين من الطائرات باستمرار في مسارات لتحقيق الربح.

وأعادت عُمان هيكلة القطاع في السنوات الأخيرة. وتم تأسيس المجموعة العمانية للطيران في العام الماضي وتتضمن الطيران العماني ومطارات عُمان والعمانية لخدمات الطيران. وتم إطلاق شركة الطيران الثانية السلام للطيران، وهي للطيران الاقتصادي في 2017. والشركة مملوكة لصناديق تقاعد حكومية وبلدية مسقط.

وكان الرئيس التنفيذي للعمانية للطيران، عبدالعزيز الرئيسي، قد كشف في شهر نوفمبر 2018 خلال تدشين خط جديد إلى موسكو أن الشركة تسعى لتعزيز مكانتها وزيادة عدد المسافرين عبر أسطول طائراتها إلى مختلف الوجهات.