سخرية أردنية من عبارة #دحرجة_رؤوس: "الحجاج بن يوسف فرع الأردن"

تصدر هاشتاغ #دحرجة_رؤوس، الترند الأردني على تويتر بعد تصريحات مثيرة للجدل لوزير الإعلام، ما سلط الضوء على الخطاب الإعلامي الذي يجب أن يتبناه المسؤولون.
عمان- أثار تصريح لوزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني صخر دودين، توعّد فيه بدحرجة رؤوس مسربي وثيقة رسمية، موجة من السخرية والاستياء على مواقع التواصل الاجتماعي، مع مطالبات بإقالته.
وخلال مؤتمر صحافي عُقد ليل الأربعاء، بمشاركة عدد من الوزراء للإعلان عن إجراءات مشددة لمواجهة انتشار فايروس كورونا، قال دودين “إذا ثبت تورط أي شخص بتسريب وثائق رسمية (خاصة بإجراءات مواجهة الوباء)، فستتدحرج رؤوس”.
وجاء حديث الوزير عقب تداول ناشطين أردنيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لوثيقة مسربة حول القرارات التي ستتخذها الحكومة لمواجهة كورونا، الأمر الذي شكل إرباكا في الشارع الأردني، رغم أن الحكومة الأردنية لم تعلن رسميا خلال مؤتمر صحافي عن إجراءاتها الجديدة لمواجهة انتشار الوباء.
وأثار التصريح انتقادات لاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي بحق دودين، القادم إلى حكومة بشر الخصاونة ضمن تعديل وزاري، قبل أيام.
والأحد، أجرى الخصاونة تعديلا ثانيا على حكومته، أدخل فيه دودين، الحاصل على شهادة الهندسة المعمارية، خلفا لعلي العايد، الذي انتقل إلى وزارة الثقافة. وكان تعيين مهندس في منصب وزير الإعلام شغل الإعلاميين الأردنيين. وكتب الإعلامي الساخر أحمد الزغبي:
وتصدر هاشتاغ #إقالة_وزير_الإعلام، الترند على موقع تويتر في الأردن، تلاه #دحرجة_رؤوس. وسخر مغرد:
MigoMigdady@
الحجاج بن يوسف الثقفي _ فرع الأردن #دحرجة_رؤوس.
والحجاج بن يوسف الثقفي (95 هـ- 714م) قائد عسكري عرف ببطشه، ولاه الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان على العراق ويُنسب إليه القول متوعدا أهل الكوفة “إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها”.
وسلطت تصريحات وزير الإعلام الأردني الضوء على الخطاب الإعلامي الذي يجب أن يتبناه المسؤولون. ويؤكد أردنيون أن خطاب وزير الإعلام “لا يرقى إلى مستوى وزير الإعلام والذي يعتبر واجهة البلد، حجاج الأردن”. ودعا مغردون إلى ضرورة تأهيل الوزراء في كيفية مخاطبة الجماهير.
وكتب الزعبي في تغريدتين “يا أخي حرام عليكم تجيبوا وزراء (دج حكي) لا دورات ولا تأهيل، على الأقل علموهم كيف يخاطبون الجمهور”. وأضاف في الثانية “لو الوزير المحترم قال من يسرب وثيقة سنحوله للقضاء بدلا من أن يدحرج رؤوسا، لحفظ هيبته وهيبة الدستور الذي عين باسمه”. وسخر إعلامي:
وقبل مدة، سلط قرار تنحية المسؤول عن ملفّ كورونا في وزارة الصحة الأردنية عدنان إسحق، الضوء على تصيّد الهفوات وتحويلها إلى مصدر تندر في مواقع التواصل الاجتماعي من طرف بعض مستخدميها، فيما قال البعض إنه يطرح قضية الخطابة السياسية وتواصل المسؤولين مع الرأي العام.
وشبه إسحق فايروس كورونا في الأردن بالضبع الذي يدخل منزلا ويجعل صاحبه أمام خيارين، إما أن يغلق باب المنزل وإما يبقيه مفتوحا على أمل خروج الضبع. وكان إسحق قد أثار الجدل كذلك سابقا عندما صرّح في الإعلام بأنّ من أعراض الإصابة بالفايروس أن “يصبح الماء بلا طعم (نكهة)”.
السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي أسلوب انتقاد جيد حين يستخدم بشكل صحيح، وبطريقة مقبولة
وقال مغردون إنها تحل مكان نظرية “أسبوعين بنشف وبموت” (في ظرف أسبوعين يجف الفايروس ويموت) التي تبناها وزير الصحة سعد جابر في بداية ظهور جائحة كورونا في الأردن.
وتبقى السخرية أسلوب انتقاد جيد حين استخدامها بشكل صحيح، وبطريقة مقبولة. وأوضحت المنظرة السياسية هانا أرندت أن “أكبر عدو للسلطة، وأضمن طريقة لتقويضها، هو الضحك”. ولكي يكون التهكم فعالا، يجب أن يتمتع بالمصداقية وفي الوقت نفسه يجعل الهدف يبدو مثيرا للسخرية. لكن تنامي ظاهرة التهكم التي تجاوزت مرحلة السخرية، يسبب بث روح الإحباط والتشكيك في مقدرات الدولة.
من جانبه، أوضح وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة، أنه استخدم مصطلح “رؤوس ستتدحرج” كتعبير مجازي من جماليات اللغة العربية العظيمة. وقال دودين إن اللغة العربية عظيمة وفيها الكثير من التعابير المجازية، مستشهدا بنص القرآن الكريم “قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا”، إذ لم يقصد بها إضرام حريق في الرأس، وإنما هو تعبير مجازي.
واعتذر دودين من الأردنيين وأضاف “يبدو أن اللغة العربية قد هجرت في الآونة الأخيرة، وبات الناس يستغربون من يتكلم باللغة العربية الفصحى، ويعبر بكلماتها وبوقعها”. وكتب مغرد:
في المقابل قال مغرد:
mhawamleh@
خانه التعبير، وهذا ليس تهديدا للشعب الأردني وإنما لبعض الموظفين غير المؤتمنين على الشعب.
وقررت الحكومة الأردنية مساء الأربعاء، تمديد ساعات الحظر الجزئي للأفراد، لتبدأ عند الـ7 مساء وإلى غاية الـ6 صباحا، اعتبارا من 13 مارس، وتمديد ساعات الحظر الجزئي للمنشآت، لتبدأ عند الـ6 مساء وإلى غاية الـ6 صباحا، كما فرضت الحكومة حظرا شاملا أيام الجمعة حتى 31 مارس الجاري، وتعليق صلاة الجمعة وقداس الأحد إلى غاية 31 مارس.