سارة سلامة تتخلّى عن الجرأة باللجوء إلى الكوميديا

تعتبر الفنانة المصرية سارة سلامة من أكثر الفنانات التي أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي منذ فترة بسبب جرأتها، وخطفها الأنظار بارتداء ملابس مثيرة مقارنة بزميلاتها، ثم قرّرت الابتعاد قليلا عن الساحة الفنية كي تعيد حساباتها بعد إخفاق مسلسلها الأخير “يا أنا يا جدو” الذي عرض في رمضان الماضي، على أن تعود بشكل جديد يعيدها إلى الشاشة.
مثّل المسلسل الكوميدي “إسعاف يونس” مقدّمة لعودة مختلفة للفنانة المصرية الشابة سارة سلامة، التي حرصت على تنويع أدوارها الفنية من خلال العمل الذي جمعها بالفنان محمد أنور في أولى بطولاته المطلقة، ليتمكّن المسلسل الذي يعرض على منصة “واتش إت” الإلكترونية، من تحقيق نسب مشاهدة عالية حتى الآن.
وأكّدت سلامة في حوارها مع “العرب”، أنها لم تخطّط أو تقصد الغياب عن الساحة الفنية ومفارقة الجمهور الذي منحها ثقة كبيرة في بداية مشوارها، معتبرة غيابها فترة استراحة لها، كما أن الأدوار التي عرضت عليها بدت متشابهة، وقدّمت أعمالا قريبة منها قبل ذلك، وهو ما دفعها إلى الاعتذار عنها.
وقالت “قرّرت البحث عن الأعمال التي تضيف إليّ، والابتعاد عن الأدوار التي تعتمد على شكل الفتاة الجميلة والرقيقة”، وعندما عرض عليها تجسيد دور عبير، ضمن أحداث مسلسل “إسعاف يونس” وافقت في الحال، وخاصة أنه دور كوميدي وجديد بالنسبة إليها.
متعة وجاذبية فنية
أكّدت سلامة أنها تعشق كل شباب “مسرح مصر” وهم جميعا شلة من الموهوبين، وتتابع أعمالهم منذ فترة، وهي معجبة بهم، وعندما تحدّث معها بطل العمل محمد أنور قبل بداية التصوير وروى لها أحداثه والتغييرات والتعديلات التي حدثت في السيناريو أعجبت به للغاية.
وأشارت إلى أن أنور صديقها على المستوى الشخصي، والعمل معه كان ناجحا للغاية، فالدور كان جديدا عليها، مؤكّدة أنها شعرت بالارتياح في التعاون معه، خاصة وأن هذا العمل أول بطولاته المطلقة.
ولفتت إلى أن المواقف الكوميدية التي قامت بها في العمل جاءت طبيعية، ما جعل المشاهد يشعر بمتعة وجاذبية، وكواليس التصوير تميّزت بالراحة بشكل ساعدها على أداء الدور بارتياح وأزاح عنها الشعور بالقلق بسبب الدور الكوميدي الذي رأته في البداية صعبا، لأنها على يقين من أن إضحاك الجمهور عملية ليست سهلة، وتحتاج إلى مهارات خاصة ودراية بتفاصيل الشخصية.
وجسّدت سارة في المسلسل شخصية عبير التي كان يطلق عليها: بيري، وهي تقدّم فقرات تتعلّق بالسحر في السيرك، وذات مرة تعرفت على يونس (الفنان محمد أنور) وحدثت مواقف كوميدية بينهما، فأثار الدور لديها تحديا كبيرا.
سلامة قرّرت الابتعاد عن الأدوار التي تعتمد على شكل الفتاة الجميلة والرقيقة، لتعيد اكتشاف نفسها عبر شخصيات كوميدية
وأضافت أنها تعشق الأدوار الصعبة والمركبة التي تنطوي على تحديات، لأنها تستطيع من خلالها إظهار موهبتها، وترى أنه ما زال لديها الكثير ممّا تريد تقديمه إلى الجمهور.
وذكرت أن دور بيري مركب، فهي فتاة خجولة وقوية ومهتمة بنفسها، وتضمن بعض الفقرات الصعبة التي جعلتها تواجه مشكلات، من بينها فقرات النار التي كادت تلمس يدها، عندما حاولت تقليد فنون السحر أمام الجمهور.
وقدّمت سلامة بعض المشاهد الكوميدية منذ أربع سنوات في فيلم “كنغر حبنا”، وتعترف أن مشكلتها تكمن في أن الارتجال ليس سهلا بالنسبة إليها، وحاولت التكيّف مع العمل مثلما حدث مع بطل الفيلم رامز جلال، الذي قال لها إن لديها حسا كوميديا على عكس ممثلات أخريات، ما أسهم في استيعابها للمواقف الكوميدية أكثر، ومع أنور أصبح الموضوع سهلا، لأنه ساعدها، إلى جانب المخرج معتز التوني الذي أعطاها مساحة في الارتجال.
وقرّرت الجهة المنتجة لمسلسل “إسعاف يونس” تصوير جزأين آخرين منه قريبا، وتعتمد أحداثه على ظهور نجم كضيف شرف في كل حلقة من حلقات العمل، منهم أمير كرارة وأحمد فهمي وكريم فهمي ومصطفى خاطر وعبير صبري ومحسن منصور وغيرهم.
جدل على المواقع
شدّدت الفنانة المصرية في حوارها مع “العرب”، على أهمية عرض الأعمال الفنية على المنصات، التي تبث مسلسلات قصيرة وتبتعد عن الملل الذي تسبّبه الحلقات الطويلة، وباتت من الممكن مشاهدة عمل بسهولة عن طريق الهاتف المحمول، ولم يعد الجمهور ملتصقا بالتلفزيون كما كان في السابق.
وتتعرّض أحيانا سارة سلامة لجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وتنال منها عبارات سلبية وإيجابية، كانت في بداية الأمر تشعر بالضيق عندما يُذكر اسمها في موضوعات خاطئة، لكن حاليا لا تلتفت لأي شخص يتنمر أو يطلق شائعات خاطئة، ولا تأخذها على محمل الجد ما لم تكن موضوعية، فالسوشيال ميديا أصبحت حافلة بالتعليقات المتنوعة.
ولدى سلامة أحلام وطموحات تريد تحقيقها في مشوارها الفني، وهناك العديد من الأدوار التي تتمنى تقديمها، فهي تعشق التمثيل ولا تريد الابتعاد عنه، وعندما قرّرت الحصول على فترة استراحة، كان هدفها تجنّب تكرار الأدوار.
وتستعد لتصوير فيلم “إسكيز” كأول بطولة مطلقة لها في عالم السينما، ويتناول العمل الحالات النفسية للبشر، وتجسّد فيه شخصية فتاة تعاني من اضطرابات غريبة، وهناك طبيب يحاول أن يساعدها، والعمل يسلط الضوء على ماذا يحدث داخل غرف المرضى النفسيين، ووجدت أن السيناريو متميز ومحبوك بطريقة جيدة، فتدرّبت على الشخصية لمدة أربعة أشهر، واستعانت بمرضى وأطباء حقيقيين لدراسة تفاصيل الدور، وكان من المفترض تقديمه منذ عامين، لكنه توقّف وتنتظر البدء في التصوير قريبا.
ونفت سلامة ما يتردّد حول كثرة أزماتها مع بعض منتجي الأعمال الدرامية، واعتبرت ذلك استهدافا لشخصها وأن علاقاتها طيبة مع الجميع، مؤكّدة أن معظم العاملين في الوسط الفني يتعرّضون لشائعات في بداية حياتهم، وهي لا تنظر إلى ذلك، ولن ترد على من يتهمونها بالباطل، فشخصيتها تطوّرت ولم يعد من السهل إثارتها أو إبعادها عن تركيزها في عملها، وترى الآن الحياة بطريقة مختلفة، ولم تعد تغضب من أي تعليق مهما كان.
وكشفت أنها انتهت من تصوير فيلمها “خلي بالك من اللي جاي” وكان من المفترض عرضه مؤخرا، لكنها لا تعلم السبب الحقيقي لتوقفه، ومن الممكن عرضه خلال الفترة المقبلة بعد استقرار الأمور السينمائية وتجاوز جائحة كورونا، وتجسّد فيه شخصية فتاة “نصابة شيك”، أي تقوم بالنصب على الناس بلباقة.
ويحفل العمل بالكثير من الأحداث المثيرة، وتتقاطع فيه العديد من الخطوط الكوميدية، ومن المشاركين في بطولته رانيا يوسف وأحمد سلامة (والدها) ومجدي كامل، وهو من تأليف حمدي يوسف وإخراج عادل الأعصر.
وتتمنى سارة سلامة أن تعود السينما إلى سابق عهدها في مصر، لأنها عازمة على المشاركة بقوة في العديد من الأعمال، مع حرصها على انتقاء أدوارها، بما يشمل التنوّع، لتأكيد قدرتها على تقمّص وإجادة أدوار مختلف الشخصيات.