إدوارد يطلّ على جمهوره بعملين اجتماعيين في رمضان

الفنان إدوارد لا يستعجل البطولة المطلقة ويسعى لتوظيف نجاحاته الأخيرة في الأعمال التراجيدية لإظهار مواهبه المتعدّدة.
الثلاثاء 2021/03/30
مسلسل "لؤلؤ" قدّم إدوارد للجمهور بشكل مختلف

استطاع الفنان المصري إدوارد أن يرسّخ حضوره في الأدوار الاجتماعية التي جسّدها على مدار العامين الماضيين منذ أن شارك في بطولة مسلسل “ولد الغلابة” ثم “البرنس” ونهاية بمسلسل “لؤلؤ”، وأعاد اكتشاف نفسه مجددا بعد أن ظل أسيرا لأدوار الكوميديا منذ بدء مسيرته الفنية.

القاهرة- يستعد الفنان المصري إدوارد للاستفادة من النجاح الذي حقّقه في أعماله الأخيرة ليقدّم عملين فنيين في موسم رمضان القادم يتناولان قضايا اجتماعية، وهما مسلسل “نسل الأغراب” بطولة الفنانين أحمد السقا وأمير كرارة، والذي يروي قصصا من المجتمع المصري في جنوب البلاد، إلى جانب مسلسل “كوفيد – 25” وهو عمل اجتماعي أيضا ويسلّط الضوء على الأوضاع عقب انتشار فايروس كورونا، بطولة الفنان يوسف الشريف.

وقال إدوارد في حواره مع “العرب” إنه يسعى لتوظيف نجاحه الذي حقّقه في الأعمال التراجيدية لإظهار مواهبه الفنية المتعدّدة، غير أن ذلك لن يبعده عن الكوميديا ويحرص على تقديمها في إطار كوميديا الموقف، حسب ما يقتضيه الدور الدرامي دون الاستخفاف بعقل المشاهد أو الاستهتار به.

وأضاف “أريد الحفاظ على النجاح الذي حقّقته خلال الأعمال الأخيرة، بالإضافة إلى أن الأدوار التي يحضر فيها الشر أو التي تظهر فيها موهبتي بشكل ملائم وتمرّ بالعديد من المراحل هي التي تجذبني حاليا”.

إدوارد: العمل الجيد يفرض نفسه في أي وقت، سواء عرض خلال رمضان أو خارجه

وأشار إلى أنه يجسّد شخصية “العمدة حسيب” في مسلسل “نسل الأغراب”، وهو رجل صعيدي طيّب على عكس دوره في مسلسل “كوفيد – 25” الذي يجسّد فيه شخصية طبيب شرير يدخل في صراعات مع بطل العمل، يوسف الشريف، وهو عمل يتناول كورونا في المستقبل، ويجيب عن العديد من التساؤلات التي تخصّ مستقبل وطبيعة المرض.

دوران مختلفان

أكّد الفنان المصري لـ”العرب” أنه لا يقلق من الظهور بعملين في شهر رمضان القادم، لأنهما غير متشابهين تماما، فهو يقدّم الشخصية ونقيضها وبلهجات مختلفة ونيولوك جديد يكفي للتفرقة بين دوره في العملين، موضحا أنه يحرص على التنوّع، خاصة أنه قرّر منذ مدة التركيز على عمل واحد أفضل من التعدّد دون قيمة. لكنه سيظهر هذا العام بشكل استثنائي في عملين مميزين، لم يستطع الاعتذار عن أحدهما.

ويعدّ إدوارد من الفنانين الذين يتركون بصماتهم وتأتي أدوارهم مؤثّرة في الأعمال التي يقدّمونها، حتى وإن لم يشارك في دور البطولة المطلقة التي لم يصل إليها بعد، ويعتبر دوره بمثابة البوصلة للتعرّف على قوة العمل من عدمها، وهو ما ظهر في مسلسل “البرنس” مع الفنان محمد رمضان، وجسّد فيه شخصية “عبدالمحسن” وقدّم من خلاله كل معاني الجبن والخوف وانعدام الشخصية التي تصل إلى السكوت عن الحق والقتل، واستطاع العمل أن يجذب قطاعات واسعة من الجمهور المصري.

على عكس دوره في مسلسل “فرصة ثانية” مع الفنانة ياسمين صبري في موسم رمضان الماضي أيضا، والذي اعتبره إدوارد من أسوأ التجارب التي شارك فيها على مدار تاريخه المهني، ولم يحقّق المسلسل النجاح المطلوب وتعرّض للعديد من الانتقادات.

وشارك مؤخرا في بطولة مسلسل “لؤلؤ”، واستطاع أن يجذب الجمهور إلى شخصية “مجدي هلال” مدير أعمال الفنانة لؤلؤ (الفنانة مي عمر)، وأظهر فيها كل معاني الحب والتضحية والأمانة التي جعلت الكثير من الناس يتأثّرون بشخصيته.

وعبّر إدوارد من خلال شخصية مجدي عن حبه الصارخ للفنانة لؤلؤ من خلال تضحياته المتكرّرة لأجلها، والتي أوصلته إلى حد تورّطه في قتل الشخص الذي خانها، وبالرغم من أنه كان يعلم أنها تحبه كصديق وأخ أصرّ على مساندتها معتبرا أن حبه لها بلا مقابل.

مديح وانتقادات

أثارت تضحيات إدوارد في هذا العمل جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن الجمهور كان يتمنى نهاية منصفة لشخص مثل مجدي هلال، ما دفع الجهة المنتجة إلى التفكير في تقديم جزء ثان من المسلسل.

وقال الفنان المصري في حواره مع “العرب” إن “الجهة المنتجة قرّرت التحضير للجزء الثاني لمسلسل ‘لؤلؤ’، لكن لا يوجد شيء تحقّق على أرض الواقع حتى الآن، وإذا حدث ذلك بالطبع سوف تكون هناك تطوّرات للشخصيات، وماذا سيحدث بعد نهايات الجزء الأول، علاوة على تعدّد الخطوط الدرامية فيه”.

وأكّد “قد لا يكون هناك جزء ثان، ويتم إنجاز مسلسل جديد بقصة جديدة للنجمة مي عمر التي أثبتت موهبتها الفنية وقدرتها على تحمل مسؤولية عمل كامل”.

وأضاف أن “نهاية المسلسل لم تكن مرضية للبعض، إلاّ أن المخرج محمد سامي أصرّ على تقديم نهاية غير متوقعة خارج الصندوق كما هو معتاد في كل أعماله، وبالنسبة إليه كانت التضحية في سبيل الحب هي الحل الأفضل والقتل كان بمثابة شيء بسيط حتى يضمن مجدي عدم إلحاق الأذى بلؤلؤ التي أحبها”.

وتابع قائلا “نجاح المسلسل لم يكن متوقعا بالنسبة إليّ، لأنه عرض خارج شهر رمضان، لكن المخرج محمد سامي استطاع أن يقدّم دراما تلفزيونية ضخمة نالت إعجاب المشاهدين، مثبتا بذلك أن العمل الجيد يفرض نفسه في أي وقت”.

وبالرغم من النجاح الجماهيري تعرّض العمل لانتقادات من الجمهور والنقاد أيضا، غير أن إدوارد شدّد على عدم اكتراثه بهذه الانتقادات التي يراها “لا قيمة لها ومجرد هجوم ليس له سبب، فالمسلسل بالفعل حصل على نسبة مشاهدة كبيرة، وهذا يعني أن الجمهور رآه أكثر من مرة وطالب بوجود جزء ثان”.

ويرى إدوارد أن النجاح الذي وصل إليه مؤخرا يؤكّد نضجه الفني خلال السنوات الأخيرة، بعد أن حرص على الاهتمام بمضمون العمل الذي يوافق عليه ويظهر فيه، ففي بداية مشواره الفني كان يقدّم أدوارا خفيفة وعادية لم تضف كثيرا لتاريخه الفني، لذلك قرّر إثبات موهبته واحترام فنه حتى يحترمه الناس.

وذكر لـ”العرب” أنه في السنوات الثلاث الأخيرة أصبح يقدّم أدوارا تتناسب مع شكله وسنه، لأن بداخله طاقة فنية كبيرة يُريد إبرازها بصورة جيدة، لذلك رفض بعض الأدوار التي كان من الممكن أن يقبل بها في بداية مشواره الفني، لكن اتخاذ القرار السليم أسهم في أن يصبح أكثر ارتباطا بالجمهور.

إدوارد قرّر الابتعاد عن السينما التي حصرته في دور صديق البطل، وهو يُريد تغيير هذا التوجّه بتقديمه أدوارا أكثر جدية

ويعتبر الفنان إدوارد متعدّد المواهب، فهو لم يثبت أنه فنان موهوب فقط وإنما أثبت أيضا أنه مذيع حقّق قدرا كبيرا من النجاح عبر برنامج “القاهرة اليوم” على فضائية أوربت، والذي يستضيف خلاله المواهب الشابة والفنانين الذين لم يتذكّرهم الجمهور ويسلّط الضوء على قضاياهم، مع مناقشة القضايا الاجتماعية بشكل عام. كما أن للفنان المصري قبل احترافه التمثيل العديد من التجارب الغنائية على مدار 12 عاما.

ولفت في حواره مع “العرب” إلى أنه ترك الغناء وتفرّغ للتمثيل حينما سنحت له الفرصة، ولا يزال يمارس الغناء كهواية، على الرغم من حبه له ويتمنى تقديم عمل غنائي جديد، ويعكف حاليا على القيام بعمل يتم تصويره على طريقة الفيديو كليب، ولم يكشف عن تفاصيله.

وأوضح الفنان المصري أنه لن يعود إلى السينما، إلاّ إذا وجد العمل المناسب مثل أعماله في الدراما التلفزيونية، حيث قدّم عددا كبيرا من الأعمال السينمائية الكوميدية التي يكون فيها صديقا للبطل، لكنه يُريد تغيير هذا الإطار ويقدّم أدوارا جادة أيضا.

16