زيارة ايفانكا ترامب إلى المغرب تؤسس لعلاقات متجددة مع واشنطن

زيارة ابنة الرئيس الأميركي إلى المغرب ستمكن من تقديم ونقل مواقف الرباط في عدة قضايا تهم الطرفين إلى صانع القرار في البيت الأبيض.
الخميس 2019/11/07
ابنة ترامب في ضيافة المملكة المغربية

الرباط - تزور ايفانكا ترامب ابنة الرئيس الأميركي مستشارته، المغرب لمدة ثلاثة أيام، قصد الترويج لمبادرة المرأة العالمية للتنمية والازدهار، التي أطلقتها إيفانكا ترامب بداية العام الجارية للتمكين الإقتصادي لفائدة النساء في البلدان النامية.

وستلتقي ترامب بمسؤولين حكوميين، وناشطين في المجال النسوي بكل من مدينتي الرباط والدار البيضاء وذلك لمناقشة سبل تمكين النساء بالمغرب من الاستقلال الاقتصادي.

ورغم أن طابع الزيارة لا يكتسي طابعا سياسيا محضا إلا أن ترامب، صرحت في بيان صحافي، أن المملكة المغربية حليف مهم للولايات المتحدة وأنها قطعت خطوات كبيرة في عهد الملك محمد السادس لتعزيز المساواة بين الجنسين.

ويعتقد سمير بنيس، الخبير في العلاقات الدولية، المقيم بواشنطن، أن الفضل يرجع بشكل أو بآخر لتقارب المغرب من أكثر المقربين من الرئيس ترامب إلا وهما ايفانكا ترامب وزوجها، وإلى عدم التأثير السلبي لتواجد جون بولتون، المعروف بمواقفه غير المحابية للمغرب.

وأضاف سمير بنيس، في تصريح لـ“العرب”، أن للزيارة دلالات سياسية كبيرة إذ تأتي في الوقت الذي يخلد فيه المغرب ذكرى المسيرة الخضراء، وهذه إشارة ضمنية بان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعم موقف المغرب في الصحراء.

ويعتقد أستاذ العلاقات الدولية، رضا الفلاح، في تصريح لـ“العرب”، أن زيارة ايفانكا ترامب للمغرب لن تمتد لتناقش بشكل مباشر في قضايا استراتيجية إقليمية، مستدركا أن الفرصة ستكون سانحة لتقديم ونقل مواقف المغرب في عدة قضايا تهم الطرفين إلى صانع القرار في البيت الأبيض.

ويصف سمير بنيس، بأن ايفانكا ترامب هي من أهم المستشارين في البيت الأبيض وبأنها أكثر الشخصيات تأثيرا، موضحا انه إذا استطاع المسؤولين المغاربة إقناعها بقيمة المغرب والدور الذي يلعبه في تحقيق بعض الأهداف ذات الأولوية القصوى في أجندة الرئيس ترامب على رأسها محاربة الإرهاب، فإنهم سيكونون قد استطاعوا إيصال رسائله للرئيس ترامب.

ويرافق إيفانكا ترامب في هذه الزيارة، المدير التنفيذي لمجموعة تحدي الألفية ، شون كيرنكروس، وهي وكالة أميركية مستقلة للمعونات الأجنبية تقدم منحاً للدول النامية للمساعدة على تعزيز النمو الاقتصادي وخفض معدلات الفقر ودعم المؤسسات في تلك الدول. وتهدف مبادرة المرأة العالمية للتنمية والازدهار إلى مساعدة 50 مليون امرأة في الدول النامية على التقدم اقتصاديا بحلول عام 2025، والتي تم رصد 50 مليون دولار كميزانية لتمويلها، يحث الدول المستفيدة منه على تغيير القوانين التي تمنع النساء من امتلاك عقارات واستخدام وسائل النقل والوصول إلى الهياكل القانونية والحصول على الائتمان.

وأشادت إيفانكا ترامب، في أغسطس الماضي بقرار الحكومة المغربية الاعتماد على إطار تشريعي جديد لأراضي السلاليات، التي كانت النساء ولوقت طويل يحرمن من الحصول على حقهن فيها لمجرد كونهن نساء.

ومن المرتقب أن تحل إيفانكا ترامب، ضيفة على إقليم سيدي قاسم، وتحديدا بالجماعة القروية “بئر الطالب” . بجهة الرباط سلا القنيطرة، وبحسب ما ذكرت مصادر محلية، فإن الزيارة تأتي بقصد الوقوف على التطور الذي عرفه ملف النساء السلاليات، خاصة المرتبط منه بمسألة المساواة بين الذكر والأنثى في اقتسام الملك السلالي.

4