زرع أعضاء فلسطيني في أجساد إسرائيليين.. إنسانية أم خيانة

التبرع بأعضاء الشاب الفلسطيني محمد كيوان يثير جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي.
الأربعاء 2021/05/26
طرق مختلفة

 القدس - أثار التبرع بأعضاء الشاب الفلسطيني محمد كيوان الذي قضى برصاصة في الرأس على أيدي الشرطة الإسرائيلية قبل نحو أسبوع جدلا واسعا على مواقع التواص في الاجتماعي.

وقررت أسرة كيوان التبرع بأعضائه بعدما تأكد موته سريرياً.

وكان كيوان ابن السبعة عشر عاماً قد أصيب خلال استهداف الشرطة الإسرائيلية لمجموعة من المتظاهرين بوادي عارة في أم الفحم فجر الأربعاء 12 مايو.

ونقل الفتى في حالة حرجة إلى المستشفى حيث لم يفق من غيبوبته لتُعلن وفاته بعد أسبوع. وقرر والدا كيوان التبرع بأعضاء أصغر أبنائهما لإنقاذ حياة ستة أشخاص.

وذكر موقع “تايمز أوف إسرائيل” أن أعضاء كيوان توزعت كالتالي: حصل شاب يهودي (37 عاماً) على قلبه، ورجل يبلغ من العمر 66 عاماً على رئتيه في عمليتي زراعة أجريتا في مستشفى “شيبا”، ومُنح الكبد لإسرائيلي آخر (69 عاماً) في مستشفى “بلينسون”، وإحدى كليتيه لفتاة تبلغ من العمر 16 عاما في مستشفى “رمبام”، وحصلت إسرائيلية خامسة (35 عاماً) على الكلية الأخرى في مستشفى “إيخيلوف”، بينما زُرع فص من كبده في جسم طفل فلسطيني يبلغ من العمر سنة واحدة في مستشفى “شنايدر” للأطفال.

وقال والد الشاب محمود كيوان لموقع “واللا” الإسرائيلي “صحيح أن ابني توفي، لكنني أردت أن أتيح للناس الحياة (…) ألا يموتوا، لا قدر الله”. وأردف الوالد “كل شخص يستحق الاحترام، وأنا أحترم الجميع سواء كانوا يهوداً أو عرباً”، حاثاً الجميع على تبني نظرته بشأن الاحترام المتبادل.

فيما نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن عم الشهيد رائد كيوان قوله “نحن عائلة تؤمن بالتعايش المشترك”.

وقسم الخبر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ضمن هاشتاغ #محمد_كيوان كما انتشر آخر باللغة الإنجليزية يحمل اسم الشاب #MuhammadKiwan. وفيما اعتبره مغردون رمزا للإنسانية قال آخرون إن ما أقدمت عليه عائلة الشاب “خيانة عظمى”.

واعتبرت ناشطة:

Dr_HalaKhatib@

ضربت عائلة الشهيد #محمد_كيوان مثالا في التعايش السلمي بتبرعها بأعضاء ابنها لإنقاذ حياة آخرين. “صحيح ابني مات لكني أريد أن يعيش الأخرون، على الأقل بالنسبة إلي من الطبيعي التبرع بأعضائه لإنقاذ الناس” والد الشهيد محمد كيوان. نقل قلبه لشخص يبلغ من العمر 37 عاما.

وقال الناشط الحقوقي جعفر فرح مدير مركز مساواة على حسابه في فيسبوك:

جعفر فرح Jafar Farah

تعرفت على عائلة الشهيد محمد محاميد كيوان يوم الأربعاء الماضي وكنت معهم بساعات الوداع في المستشفى. قرارهم التبرع لإنقاذ حياة 6 أشخاص هو الفرق بين شعبنا الجميل وحقارة رجال الشرطة القتلة والمتسترين عليهم. شعب الجبارين.

وغرد الصحافي بكر جبر زعبي:

bakerz32@

أن تتبرع عائلة الشهيد محمد كيوان بأعضائه رغم هول الصدمة والألم ورغم الغضب الشديد، فهذا ليس من الأمور المفهومة ضمنًا. أعضاء الشهيد أنقذت حياة 6 أشخاص بينهم 5 إسرائيليين يهود. هذا ليس مفهوما ضمنًا ولكن في شعبنا لا شيء مفهوما ضمنًا.

وأضاف:

bakerz32@

محمد كيوان كان يملك قلبًا كبيرًا، أكبر من قاتليه بأسلحتهم وقوّاتهم وجبروتهم. قلبه هذا سيستمر بالنبض الآن رغم أنفهم. نم قرير العين يا أخي فأنت أكبر وأعظم منهم جميعًا وشعبك فخور بك ومبروك التخرُّج يا كبير.

لكن بعض المعلقين الفلسطينيين عارضوا ذلك بشدة. ورأى فريق منهم أنه لا يجوز المساس أو التصرف بجسد الشاب، مقحمين بعض الفتاوى الدينية، فيما استنكر آخرون التبرع لإنقاذ حياة إسرائيليين ليشاركوا في قتل المزيد من الفلسطينيين واستباحة منازلهم ونهب ممتلكاتهم.

وكانت مدينة أم الفحم قد أعلنت الحداد ونفذت إضراباً عاماً عقب تشييع كيوان في جنازة حضرها عشرات الآلاف.

وكتب مغرد:

thaeraldorr@

رأي خاص؛ ما فعلته عائلة الشهيد #محمد_كيوان الذي قتله الاحتلال الإسرائيلي في أم الفحم عبر التبرع بأعضائه لخمسة صهاينة هو خيانة عظمى لدم الشهيد وللقضية التي قدم روحه لأجلها وهي القدس وفلسطين، واعترافاً بالاحتلال، لا إنسانية بإحياء المحتل الذي يقتل الفلسطيني دون تمييز.

وقال مغرد إن الخبر ملفقا. وكتب:

al3anoudHamie@

مؤكد أنها أخبار ملفقة للحط من شأن الانتصار العظيم وتحويل الأنظار عنه بأمور دنيئة للنيل من سمعة أهل الشهداء الأبرار الأبطال.

المفروض أنو النشر على السوشيل ميديا يكون مسؤول ومن موقع موثوق.

فيما ذهب معلقون إلى تخوين “فلسطينيي الداخل” وهو ما رفضه آخرون.

وكتب معلق:

meinflesh@

عم يودوا رسالة للعالم عن إنسانية الفلسطيني. بعدين كمتبرع بالأعضاء ما بيحقلك تحدد لمين بتروح معروفة.

تخوين فلسطينيي الداخل لازم يوقف. إذا عندك وجهة نظر أخرى ما بتتفق عليها معهم ما بيعني أنهم خونة وباعوا القضية. ثباتهم هو أساس القضية.

19