روسيا ترسم حدود المواجهة بين أرمينيا وأذربيجان

الخطوة الروسية تقطع الطريق أمام الأجندات التركية الساعية إلى توسيع دائرة الاشتباكات إلى مناطق أبعد.
الاثنين 2020/11/02
خطوط حمراء روسية للجيش الأذري

موسكو - أبدت روسيا استعدادها لتوفير المساعدة “الضرورية” لأرمينيا التي تتواجه في نزاع مع أذربيجان في إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي، وذلك في حال امتدت المعارك إلى الأراضي الأرمينية.

ويرى متابعون أن موسكو ترسم من خلال هذه الخطوة حدود النزاع على قره باغ، ما يقطع الطريق أمام الأجندات التركية الساعية إلى توسيع دائرة الاشتباكات إلى مناطق أبعد.

ويشير هؤلاء إلى أن الخطوة الروسية تأتي بمثابة إنذار لأنقرة التي تقدم دعما عسكريا لباكو، من أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي في حال توسع دائرة النزاع ووصولها إلى ما أبعد من الإقليم المتنازع عليه.

وجاء إعلان روسيا التي جددت الدعوة إلى وقف إطلاق النار، بعدما طلب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان من الرئيس فلاديمير بوتين بدء مشاورات “عاجلة” حول المساعدات التي يمكن لموسكو توفيرها ليريفان.

وأجّج طلب أرمينيا المخاوف من تصعيد وانخراط روسيا وتركيا في هذا النزاع القديم حول ناغورني قره باغ.

ووجه باشينيان رسالته بعدما فشلت أرمينيا وأذربيجان في التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار في ناغورني قره باغ خلال محادثات في جنيف الجمعة. وتزيد هذه الإعلانات المخاوف من حصول تصاعد في القتال بين أرمينيا وأذربيجان.

إلهام علييف: شنّ هجوم عسكري على الأراضي الأرمنية ليس في نيتي
إلهام علييف: شنّ هجوم عسكري على الأراضي الأرمنية ليس في نيتي

ولروسيا قاعدة عسكرية في غيومري، ثاني مدينة في أرمينيا، كما ترتبط بمعاهدة للأمن الجماعي مع يريفان. لكنها قالت في السابق إنها لا تشمل منطقة ناغورني قره باغ الانفصالية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “ستوفر روسيا ليريفان كل المساعدة الضرورية في حال وقعت مواجهات مباشرة على أراضي أرمينيا”.

وفي رسالة إلى بوتين، قال باشينيان، السبت، إن المعارك تقترب من الحدود الأرمينية واتهم مجددا تركيا بدعم أذربيجان.

ودعا موسكو إلى مساعدة يريفان متحدثا عن العلاقات الجيدة بين البلدين ومعاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة التي تربطهما منذ 1997.

وأعلنت وزارة الخارجية الأرمينية أن “رئيس وزراء أرمينيا طلب من الرئيس الروسي بدء مشاورات عاجلة بهدف تحديد طبيعة وكمية المساعدة التي يمكن للاتحاد الروسي أن يقدمها لأرمينيا لضمان أمنها”.

واعتبر كاري كافانو، وهو سفير أميركي سابق، أن تدخلا عسكريا مباشرا في النزاع ليس في مصلحة موسكو.

وقال كافانو “سيؤدي تدخل القوات الروسية أو التركية في هذه المرحلة إلى تصعيد كبير للنزاع”.

وأضاف أن الجيش الروسي “يمكن أن يخرج قواته من حامياتها في غيومري لضمان أمن الحدود” الأرمينية أو أن يقدم مساعدة للاجئين الفارين من المعارك.

وأعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الأحد، أنه لا ينوي شنّ هجوم عسكري على أرمينيا التي تخوض نزاعا مع باكو بشأن إقليم ناغورني قره باغ.

ونقلت الرئاسة الأذربيجانية عن علييف قوله أثناء لقاء في باكو مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن “أذربيجان تجري عمليات عسكرية على أراضيها ولا تعتزم القيام بمثل هذه العمليات على الأراضي الأرمينية”.

وفشلت 3 محاولات لفرض هدنة إنسانية حتى الأن في قره باغ توسطت فيها كل من الولايات المتحدة وروسيا، فيما يتهم الطرفان المتنازعان بعضهما البعض باختراق التهدئة.

واندلعت صباح 27 سبتمبر الماضي اشتباكات مسلحة على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمنية في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه بين الدولتين والمناطق المتاخمة له في أخطر تصعيد بين الطرفين منذ أكثر من 20 عاما وسط اتهامات متبادلة ببدء الأعمال القتالية وجلب مسلحين أجانب.

وأفادت أرقام جزئيّة بمقتل أكثر من 1250 شخصا بينهم أكثر من 130 مدنيا منذ استئناف هذه المعارك الأسوأ منذ حرب التسعينات، إلا أن العدد الفعلي قد يكون أعلى بكثير.

5