روسيا تتحدى طموح الولايات المتحدة في البحر الأسود

موسكو – شاركت قوات تابعة للبحرية الروسية في البحر الأسود الثلاثاء في تدريبات على تدمير أهداف معادية وسط انزعاج روسي من وجود سفينتين حربيتين أميركيتين في المنطقة.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن أسطول البحر الأسود قوله إن سفنه تدربت على تدمير أهداف معادية وإن نظم الدفاع الجوي كانت على أهبة الاستعداد في قواعدها في نوفوروسيسك وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت مدمرة “بورتر” الصاروخية إلى مياه البحر الأسود بالتزامن مع اتهامات من الخارجية الروسية لها بمحاولة دفع دول حلف الناتو المطلة على البحر الأسود لانتهاج سياسات صدامية، كما وصلت السفينة ماونت ويتني الأميركية مؤخرا إلى إسطنبول.
وأوضحت البحرية الأميركية أن السفينة ماونت ويتني ستنضم قريبا لسفن أخرى في البحر الأسود.
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خطط واشنطن لنشر صواريخَ متوسطةِ المدى في أوروبا، مشيرا إلى أنها تُمثل تهديدا لروسيا سيتم التعامل معه بالشكل المناسب.
وقال بوتين الاثنين إن القوات الروسية ستراقب سفينة القيادة الأميركية ماونت ويتني “بالنظارات المكبرة أو بالأدوات الدقيقة… لنظمها الدفاعية”، وشكا من نشاط حلف شمال الأطلسي قرب الحدود الروسية.
وكانت روسيا قد حذرت الدول الغربية من قبل من إرسال سفنها الحربية إلى البحر الأسود والاقتراب من ساحل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 والمعترف على المستوى الدولي بأنها جزء من أوكرانيا.
ولطالما نددت واشنطن بضم موسكو لشبه جزيرة القرم، وبأنشطتها المزعزعة للاستقرار في البحر الأسود وعلى طول حدود أوكرانيا.
ورفض الكرملين تقريرا إعلاميا أميركيا عن حشد عسكري روسي قرب أوكرانيا ووصفه بأنه “زائف وذو قيمة متدنية”، وذلك رغم أنه قال إن تحريك القوات على الأراضي الروسية أمر يرجع إلى موسكو.
وكشف موقع بوليتيكو الإخباري أن صور الأقمار الصناعية الملتقطة الاثنين أكدت تقارير حديثة أن روسيا تحشد قوات وعتادا عسكريا من جديد على الحدود مع أوكرانيا وذلك بعد حشد كبير خلال فصل الربيع، فيما لفتت أوكرانيا إلى أنها لم تلحظ أي زيادة في القوات أو المعدات الروسية قرب الحدود.
التوترات بين روسيا والغرب تجددت على خلفية إجراء العديد من المناورات العسكرية من الجانبين في المنطقة
ومنذ سنوات عدة بدأت المواجهة في منطقة البحر الأسود تأخذ منحى تصاعديا، أمام إصرار روسيا على تحدي طموح الولايات المتحدة في المنطقة.
ويقول المتابعون إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترى في منطقة البحر الأسود جبهة رئيسية ضد توسع النفوذ الروسي.
وحمّل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأحد الولايات المتحدة المسؤولية عن تصعيد الأوضاع في منطقة حوض البحر الأسود من خلال إرسال سفنها الحربية إلى هناك، وهذا لا يُسهم في تعزيز الاستقرار الدولي.
وقال لافروف للصحافيين على هامش قمّة مجموعة العشرين في روما إنّ “روسيا مستعدة لضمان الأمن في البحر الأسود”، موضحا “إنّنا جاهزون لأيّ تهديدات، وضمان أمن الأراضي الروسية، والبحر الأسود من أولوياتنا، لكننا دائما نؤيد تعزيز مشاريع التعاون، لا المشاريع التي تقوم على المواجهة”.
وذكّر لافروف بخطط إنشاء قواعد أميركية بحرية جديدة في رومانيا وبلغاريا، قائلا “بحسب اعتقادي، لن يتوافق ذلك مع مصالح حسن الجوار في منطقة البحر الأسود”.
وتجددت التوترات بين روسيا والغرب على خلفية إجراء العديد من المناورات العسكرية من الجانبين في المنطقة.
وأجرت البحرية الروسية تدريبات عسكرية في البحر الأسود في سبتمبر الماضي، بعد يومين على انطلاق مناورات عسكرية لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، بمشاركة الآلاف من الجنود. ولطالما اعتبرت روسيا توسع حلف الناتو إلى الشرق تهديدا مباشرا لأمنها واستقرارها.