رواتب البسطاء ورقة مساومة إلكترونية في العراق

بغداد - انعكست أزمة الرواتب على أحاديث العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت تتصدر فيه عدة هاشتاغات محورها “الرواتب المتأخرة” الترند في العراق. ومن بين الهاشتاغات المتصدرة هاشتاغ #لرواتبنا_نناشد_مرجعيتنا الذي ناشد ضمنه عراقيون المرجع الشيعي الأعلى في البلاد علي السيستاني التدخل لحثّ القوى السياسية على إيجاد حل.
وقال مغرد:
RebabALyacien@
اعتدنا على المرجعية في حل أزماتنا. #لرواتبنا_نناشد_مرجعيتنا.
واحتوى الهاشتاغ تغريدات مكررة من حسابات وهمية في أغلبها، مضمونها الهجوم على حكومة مصطفى الكاظمي. وأطلق الهاشتاغ حساب يدعى “فريق القاهر الإلكتروني” يعرف نفسه بأنه ينتمي إلى الحشد.
وكتب في تغريدة:
Gr_Alqahir@
بعد أن عجز الجميع من مناشدة الحكومة والبرلمان لتوفير رواتبهم التي هي مصدر رزقهم الوحيد يضع الشعب مناشدته الأخيرة على أبواب المرجعية الرشيدة.. ولأجل إيصال صوت الشعب إلى المرجعية تنطلق حملتنا.
واحتوى الهاشتاغ تغريدات تتهم حكومة مصطفى الكاظمي بالمماطلة. وتعجز حكومة الكاظمي عن تأمين رواتب قرابة سبعة ملايين موظف مدني وعسكري ومتقاعد، بينما أحبطت كتل برلمانية محاولتها اللجوء إلى الاقتراض الداخلي لتسديد الرواتب.
وتتصارع الجيوش الإلكترونية من أجل بسط نفوذها على مواقع التواصل في العراق.
وكثيرا ما تشارك الجيوش الإلكترونية في حروب التعليقات عبر أسماء وهمية لا تحصى وهدفها ترويج وجهة نظر الجهة التي تشتغل لصالحها.
وكان مركز الإعلام الرقمي قد قال العام الماضي إن عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بلغ حوالي 20 مليون شخص، وهو ما يمثل 48 في المئة من عدد السكان.
وتعاني الحكومة، منذ منحها الثقة في مايو الماضي، من أزمة اقتصادية جراء انخفاض أسعار النفط وجائحة كورونا، وانعكست تلك الأزمة على رواتب الموظفين التي تأخر توزيعها عن موعده خلال الأشهر الماضية.
وقال مغرد:
__Al_Fathly@
مماطلة الكاظمي بمسألة الرواتب إضافة إلى أنها إلهاء للشارع عن مشاريع مشبوهة معروفة يُراد تمريرها، فإنها عقوبة جماعية للحاضنة الشعبية للحشد المقدس التي قدّمت قوافل الدعم اللوجستي لأبنائه وهذه صورة للحصار الاقتصادي الذي تديره السفارة عن طريق عملائها #لرواتبنا_نناشد_مرجعيتنا.
وانتقد مغرد حكومة الكاظمي قائلا:
iyFxtXuKS0hEqiy@
بلد الخير والخيرات يعجز عن تسليم رواتب الموظفين والحل هو اقتراض 41 ترليون!!! والسبب حكومة تشرين. #لرواتبنا_نناشد_مرجعيتنا.
ويقصد العراقيون بحكومة تشرين، حكومة الكاظمي التي جاءت عقب احتجاجات أكتوبر.
وقال معلق آخر:
Al8c55_8@
أين رواتب الموظفين يا كاظمي؟! لم يعهد لنا عهد على هذا الحال ماذا فعلت بالعراق؟! #لرواتبنا_نناشد_مرجعيتنا.
ويتساءل مغردون عراقيون بشكل متزايد عن سبب عدم مبادرة المرجعيات والأوقاف الدينية وخاصة الكبرى منها، شيعية وسنيّة، إلى دعم الدولة مالياً لإنقاذ الشعب العراقي بمكوناته من مخاطر الدمار القريب القادم بسبب الفاقة والإفلاس خاصة وأن القوى الإسلاموية هي الحاكمة وليس غيرها، بـ”دولتها العميقة” و”ميليشياتها المنفلتة”، و”انفرادها بالحكم المؤسساتي وتكريسه لتحقيق أهدافها المشبوهة”.
وكان لافتا تحول الهاشتاغ عن وجهته بعد إقحام زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ضمن الهاشتاغ.
وتمترست جيوش للترويج لتغريدة سابقة نشرها الصدر قبل يومين قال فيها إنها “الحل لأزمة الرواتب”.
ويصف مغردون الهاشتاغ بأنه “شغل ميليشيات”.
وسخر مغردون مما ورد في تغريدة الصدر التي قال فيها إنه يجب “إخراج الموظفين الفضائيين” من الدوائر الحكومية، وهو وصف للموظفين الوهميين الذين يقدرعددهم بربع مليون موظف يتقاضون رواتب تذهب لتمويل الميليشيات.
ويطالب العراقيون بعدم استخدام رواتب البسطاء كورقة مساومة.
وكتب حساب في هذا السياق:
iyFxtXuKS0hEqiy@
أحزاب البرلمان لا تجعلوا من رواتب الموظفين البسطاء ورقة مساومة وضغط على الحكومة. هذه أرزاق ناس وقوت عوائل ومستلزمات حياة إنسانية. وتأخير الرواتب ستكون له تداعيات اجتماعية غير محمودة بل وخطيرة، ابحثوا عن طريقة أخرى للمناكفات السياسية.
وتساءل الصحافي العراقي شاهو القرةداغي:
shahokurdy@
هل رواتب الموظفين رغم كثرة أعدادهم هي سبب الأزمة المالية أم رواتب الرئاسات الثلاث و فساد حيتان الفساد والهدر الكبير في الأموال والسيطرة على إيرادات الدولة؟ عندما نرى آثار الأزمة المالية على حيتان الفساد والأحزاب السياسية حينها نؤمن بوجود أزمة حقيقية.