راؤول يحقق أمنية شقيقه فيديل بحظر اسمه في رموز كوبا

تمكن رئيس كوبا راؤول كاسترو، بدعم من الكوبيين، من تحقيق آخر أماني شقيقه الأكبر الزعيم الشيوعي الراحل فيدل كاسترو، بعدم إطلاق اسمه على أيّ مظهر من مظاهر الحياة العامة والخاصة في البلاد وبشكل قطعي.
الخميس 2016/12/29
وتبقى الذكريات..

في علامة تعكس الاختلافات البسيطة بين الزعيمين الكوبيين الراحلين فيدل كاسترو ورفيقه في الكفاح الثوري أرنستو تشي غيفارا، أقرت الجمعية الوطنية الكوبية (البرلمان) قانونا يحظر إقامة تماثيل تذكارية لفيدل كاسترو أو تسمية أماكن عامة باسمه أو إطلاق اسمه على علامات تجارية، وذلك التزاما بالطلب الأخير لأب الثورة الكوبية الذي توفي الشهر الماضي.

ولم يكن هذا الأمر ممكنا مع تشي، الذي تمّ اغتياله في السابع من أكتوبر عام 1967 في قرية قريبة من قرية لا هيغويرا، على يد القوات البوليفية التي كانت تلاحقه، نظرا إلى الشهرة الكبيرة التي كان يحظى بها وكذلك إلى الوضع السائد آنذاك.

والقانون الذي تمّ تبنيه بالإجماع بناء على اقتراح مجلس الدولة برئاسة راؤول كاسترو، يمنع إطلاق اسم فيدل بشكل قطعي على المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة والساحات والحدائق والطرقات والشوارع أو مواقع عامة أخرى أو على أيّ شكل من أشكال التكريم.

وجاء في نص القانون أن “صورة القائد الذي توفي في 25 نوفمبر عن 90 عاما يجب ألا تستخدم من أجل إقامة النصب التذكارية والتماثيل النصفية أو على العملات أو لأغراض تجارية أو دعائية وسواها من أشكال التكريم”.

وكان فيدل يقول دائما إنه لا يريد “عبادة الشخصية”، رغم أن منتقديه قالوا إن ذلك غير صحيح، فكلماته منشورة على لوحات إعلانية في أنحاء البلاد، ويُستدعى اسمه في كل حدث عام.

راؤول كاسترو:

فيدل أصر بشكل كبير

على قراره حتى الساعات الأخيرة من حياته

وتوضع منذ وفاته صورة كبيرة له في شبابه وهو يرتدي الزي العسكري ويحمل بندقية، على مبان في ميدان الثورة بالعاصمة هافانا.

وتقول العضو في البرلمان الكوبي جينيفر بيلو مارتينيز، والتي تشغل أيضا رئاسة اتحاد طلاب الجامعات، إن “إجلالنا له بالأساس لن يكون بتسمية كل شيء نبنيه على اسمه، ولكن بإبقاء عمله حيا، ومواصلة مجتمعنا الاشتراكي”.

غير أن وسائل الإعلام المحلية، أشارت إلى أنه ستكون هناك استثناءات في القانون الجديد، ومنها إطلاق اسم فيدل على مؤسسة مكرسة حصرا لدرس مسيرته في تاريخ كوبا. ولم يحدد الإعلام الرسمي العقوبات التي ستواجهها أي جهة لا تحترم القانون الجديد.

وكان شقيقه الرئيس راؤول كاسترو الذي تولى السلطة في 2006 قد أعلن بالفعل أن أخاه الأكبر لم يرد تخليده بتماثيل أو تسمية أماكن عامة باسمه.

وفاجأ راؤول الجميع في مطلع ديسمبر الجاري بإعلان عزمه على تقديم مشروع قانون إلى الجمعية الوطنية (البرلمان) يقضي، بناء على طلب فيدل، بعدم إطلاق اسمه على أيّ موقع أو شارع في الجزيرة. وقال إن “فيدل أصرّ على ذلك حتى الساعات الأخيرة من حياته”.

ومعلوم أن هافانا تحوّلت في ستينات القرن الماضي إلى قبلة لثوار العالم، وقد توافد عليها في أوج الحرب الباردة قياديون يحملون مشاريع استلهمت من الثورة الكوبية.

ومرّ الآلاف من الرجال عبر معكسر “بونتو سيرو”، لذلك كان هناك الملايين حول العالم من عشاقه، وبما أنهم خارج كوبا فإن إطلاق اسمه على أيّ من الرموز يبدو أمرا ممكنا.

وسعى فيدل طوال عقود إلى تصدير الثورة الكوبية إلى أميركا اللاتينية. ويقول المولعون به إن كوبا شكلت نموذجا ليساريي القارة الجنوبية، ولقد جسد رسالة العصيان هذه تجاه الولايات المتحدة على وجه التحديد.

وخلال مسيرته النضالية، تعرض فيدل لمحاولات كثيرة من الاغتيالات لعرقلة كفاحه ضد الرأسمالية، وتحول الرجل إلى رمز أمام بلدان وقيادات أخرى في أميركا اللاتينية وغيرها من بلدان العالم. ولعل الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز أبرز مثال على اقتفاء أثر الزعيم الكوبي الراحل.

وتوفي فيدل كاسترو أبرز شخصية خلال الحرب الباردة وباني كوبا الشيوعية على أعتاب الولايات المتحدة في الـ25 من نوفمبر الماضي، عن عمر ناهز 90 عاما بعد ثماني سنوات من تسليم الرئاسة لأخيه راؤول.

12