دعم إيرباص يشعل حربا تجارية بين أوروبا والولايات المتحدة

انفتحت جبهات الصراع التجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بعد تلويح واشنطن بفرض رسوم على سلع أوروبية بسبب دعم شركة إيرباص، في ظل مخاوف من رد انتقامي أوروبي، رغم تصاعد الدعوات إلى التفاوض لإيجاد حلّ للخلافات العميقة.
باريس – سارعت الحكومة الفرنسية أمس إلى التلويح بفرض “إجراءات انتقامية” على الولايات المتحدة بالتشاور مع الاتحاد الأوروبي، إذا طبّقت واشنطن العقوبات، التي أعلنتها يوم الأربعاء على منتجات أوروبية.
جاء ذلك بعد أن قررت الإدارة الأميركية عزمها فرض رسوم جمركية على سلع أوروبية بقيمة 7.5 مليار دولار، بعدما أجازت منظمة التجارة العالمية لواشنطن المضيّ قُدما في خطوتها ردا على دعم الاتحاد الأوروبي لشركة إيرباص لصناعة الطائرات.
وكشف مسؤول في مكتب الممثل التجاري الأميركي أن الولايات المتحدة ستفرض رسوما عقابية على الاتحاد الأوروبي اعتبارا من 18 أكتوبر الجاري.
وقالت سيبيت ندياي الناطقة باسم الحكومة الفرنسية “نواجه تهديدا من الأميركيين رغم أنه لم ينفّذ حتى الآن”.
وأضافت “أشعر بالأسف لخوضنا هذه الحرب مع الولايات المتحدة لأنه عندما نحارب لا نملك فرصا كبيرة لزيادة جماعية للنمو”، وأكدت عدم وجود رابح من هذا التوتر.
ودعت إلى “النقاش قبل الوصول إلى هذه المرحلة”، معتبرة أنه “خلال عشرة أيام يمكن إنجاز الكثير”. وحذّرت في الوقت نفسه من أنه “إذا لم تتخذ واشنطن موقف تهدئة فلن تسمح أوروبا بذلك”.
وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس بقرار المنظمة ووصفه بأنه “نصر جميل” بعد أن ظل الاتحاد الأوروبي يعامل الولايات المتحدة على نحو بالغ السوء بشأن التجارة.
وعزا قرار منظمة التجارة العالمية إلى أسلوب إدارته رغم أنّ النزاع يتعلق بفترة زمنية سبقت وصوله إلى البيت الأبيض. وقال إن “المنظمة صارت أفضل كثيرا معنا منذ أن أصبحت رئيسا”.
وأوضح أنّ الجزء الأكبر من العقوبات ستطبّق على السلع المستوردة من فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا، التي تقف وراء الدعم المالي غير القانوني المقدّم لمجموعة إيرباص. ومن المتوقّع أن يثير ذلك خيبة أمل لندن التي كانت تأمل في إعفائها مع اقتراب موعد البريكست.
وذكر مكتب الممثّل التجاري الأميركي أنّ الرسوم ستبلغ 10 بالمئة على الطائرات المستوردة من الاتحاد الأوروبي و25 بالمئة على منتجات أخرى.
ومن المقرّر أن تشمل العقوبات النبيذ الفرنسي والجبن الإيطالي والويسكي الاسكتلندي المقطر مرة واحدة، وأنواعا من الملابس المصنّعة في بريطانيا والقهوة الألمانية وعددا من اللحوم الأوروبية المجففة.
وقال الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر “نأمل في بدء مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي لتسوية هذا النزاع لمصلحة العمال الأميركيين”.
ودعا وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير واشنطن “إلى الإصغاء لصوت العقل وقبول يد ممدودة” للتوصل إلى اتفاق. لكنه أضاف مهددا “إذا رفضت واشنطن فسنكون مستعدين للرد بعقوبات في إطار منظمة التجارة العالمية”.
ويؤكد الاتحاد الأوروبي أنه قام بتكييف مساعداته مع قواعد التجارة العالمية وحصل من المنظمة على قرار بقيام خبراء بدراسة القضية. لكن من غير المتوقّع صدور أي قرار الآن.
وكان رئيس مجموعة إيرباص غيوم فوري قد دعا إلى “حلّ تفاوضي” للنزاع الذي يدور منذ 15 عاما بين إيرباص وبوينغ عبر الدول المساهمة فيهما.
وعبّرت شركة الطيران الأميركية دلتا إيرلاينز التي تشتري طائرات إيرباص، عن أسفها لفرض الرسوم الأميركية، التي قالت إنها ستلحق “ضررا خطيرا بشركات الطيران الأميركية والملايين من الأميركيين الذين يعملون فيها وللمسافرين”.