داعش - ولاية خراسان يُثبت حضوره بتنويع عملياته

يسلط تبني تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان للهجوم الذي استهدف ثكنة للشرطة الباكستانية الضوء على تنويعه لسلسلة هجماته من أجل إثبات حضوره، في وقت تكابد فيه دول المنطقة لتكريس الاستقرار، خاصة في أفغانستان حيث لا يزال التنظيم يتحدى حركة طالبان المتطرفة التي عادت إلى الحكم وتواجه صعوبات على العديد من الأصعدة.
إسلام أباد - تعكس العمليات التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)-ولاية خراسان محاولة منه لإثبات حضوره في المنطقة، بعد أن تلقّى انتكاسات متتالية في السابق أفضت إلى إضعافه.
وتبنى التنظيم الأحد الهجوم الذي استهدف مركزا للشرطة في باكستان السبت، وذلك بعد سلسلة من الاعتداءات نفذها في أفغانستان المجاورة في محاولة لتحدي حركة طالبان المتطرفة التي عادت إلى الحكم في أغسطس الماضي.
وقالت قوات الأمن الباكستانية إن خمسة على الأقل من أفراد الأمن، هم ثلاثة جنود وشرطيان، قُتلوا وأصيب ستة مدنيين في ثلاث هجمات منفصلة في الإقليم الغربي المضطرب بباكستان الذي يتاخم أفغانستان السبت.
وقال المكتب الإعلامي بالقوات المسلحة الباكستانية إن جنديين قُتلا في تبادل لإطلاق النار مع مسلحين في منطقة هوشاب، في حين لقي الجندي الثالث حتفه أثناء محاولته إزالة عبوة ناسفة بدائية الصنع متصلة بالحادث السابق.
وقُتل الشرطيان في انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع قرب الحدود في إقليم خيبر بختون خوا، حيث كانا يحرسان خزانا.
قوات الأمن الباكستانية قالت إن خمسة من أفرادها قتلوا في ثلاث هجمات في الإقليم الغربي المضطرب في البلاد
وقال ضابط الشرطة الكبير عبدالصمد خان “قتل الشرطيان في انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع في الساعة العاشرة صباحا (الخامسة بتوقيت جرينتش)”.
ووقع هجوم آخر في ضواحي كويتا عاصمة إقليم بلوشستان، وأصيب فيه شرطي وخمسة أشخاص من بينهم فتاة وثلاث نساء.
وقال ضابط الشرطة الكبير علي رضا “إن المتفجرات زُرعت في دراجة نارية مستهدفة دورية للشرطة في المنطقة”.
ونفى متحدث باسم طالبان مسؤولية الحركة عن الهجومين، قائلا “إنها ملتزمة بوقف إطلاق النار”.
وطالبان الباكستانية منفصلة عن حركة طالبان الأفغانية التي عادت إلى حكم البلاد في أغسطس. وتقاتل طالبان باكستان منذ سنوات للإطاحة بحكومة إسلام آباد وحكم الدولة الواقعة في جنوب آسيا والتي يسكنها 220 مليون نسمة.
وفي السابق جرت محاولات عديدة فاشلة للتوصل إلى اتفاق سلام.
ولئن حفزت عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان نظيرتها في باكستان، فإنها أعادت إلى الواجهة تهديدات تنظيم داعش-ولاية خراسان، الذي سارع بالمرور إلى تنفيذ هجمات دامية خاصة في أفغانستان.
ويرى مراقبون أن هجمات التنظيم المتصاعدة تقوض صورة طالبان، التي أرادت ترسيخها لدى المجتمع الدولي بأنها بديل قوي للحكومة السابقة المدعومة من الغرب.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان مسؤوليته عن بعض أكثر الهجمات دموية التي وقعت في السنوات الأخيرة في أفغانستان، وهو ما جعل مراقبين يرجحون أن تراهن الولايات المتحدة التي أتمت انسحابا فوضويا من أفغانستان على طالبان لمواجهة داعش هناك.
وبينما كانت الولايات المتحدة تقوم بعمليات الإجلاء في موفى أغسطس، شن داعش هجوما انتحاريا على مطار كابول أوقع 12 جنديا أميركيا والعشرات من الأفغان.
وتسعى طالبان على ما يبدو إلى استثمار الضغوط التي تعيشها إدارة بايدن، بسبب تنفيذ انسحاب غير مدروس من أفغانستان والظهور القوي لداعش، من أجل الوصول إلى تحالف للضرورة مع واشنطن، يقوم في خطواته الأولى على التنسيق الأمني، ثم يتطور لاحقا إلى مساعدات واعتراف دبلوماسي يساعد الحركة على لعب الدور الذي فشل فيه الرئيس أشرف غني ومنظومة الحكم المدعومة أميركيّا.
وتنظيم داعش-ولاية خراسان عدو لطالبان. ويرى مسؤولون في المخابرات الأميركية أن التنظيم استغل انعدام الاستقرار، الذي أفضى إلى انهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب هذا الشهر لتعزيز موقفه وزيادة وتيرة تجنيد أعضاء في طالبان.
وحاولت طالبان مؤخرا إقناع الغرب بأن التنظيم بات تحت السيطرة، حيث قال المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد إن “التنظيم أصبح تحت سيطرتنا بطريقة أو بأخرى”، مؤكدا أنه “لا يشكل تهديدا كبيرا”.
لكن داعش رد بطريقته الخاصة الجمعة عندما استهدف مسجدا في ولاية ننغرهار ما يقوض إعلان الحركة، التي استولت على الحكم في أغسطس عقب انهيار القوات الحكومية المدعومة من الغرب السيطرة على تهديداته.
وتبنى التنظيم في 2021 أكثر من 220 هجوما في أفغانستان بما في ذلك العديد من الهجمات في كابول، حيث سيطرت طالبان على مقاليد الحكم.
ومن بين هذه الهجمات، هجوم انتحاري في السادس والعشرين من أغسطس، وسط حشود قرب مطار كابول أطاح أكثر من مئة قتيل بينهم 13 جنديا أميركيا وبريطانيان.