خليفة حفتر يرهن نجاح مؤتمر برلين بوضع حدّ للميليشيات

القائد العام للجيش الليبي يؤكد أن موعد تحرير طرابلس قد حان وسيتم دحر الميليشيات من المدينة عاجلاً وليس آجلاً.
الأربعاء 2019/11/06
معالجة الوضع الليبي تبدأ بالقضاء على الإرهاب

طرابلس – اعتبر القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر أن نجاح المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي ستحتضنه برلين سيكون رهين تركيزه على سحب السلاح من الميليشيات المسلحة، موضحا أن العملية العسكرية التي يخوضها الجيش في محيط طرابلس لا تهدف إلى السيطرة على الحكم.

وقال خليفة حفتر في حوار مع صحيفة “اندبندنت عربية” إنه يساند أي تحرك دولي أو محلي يعمل بجدية على معالجة القضية الليبية، معربا عن آماله في أن تؤدي مخرجات المؤتمر الدولي الذي ستحتضنه برلين إلى رفع معاناة الشعب الليبي.

وأكد خليفة حفتر أنه لا يعلم حتى الآن أجندة مؤتمر برلين، مشددا على أن معالجة الوضع الليبي تبدأ بالقضاء على الإرهاب وتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها.

وفشلت المؤتمرات الدولية السابقة بسبب إهمال مسألة نزع السلاح من الميليشيات، حسب خليفة حفتر الذي شدّد على أن مجرد الجلوس إلى طاولة مفاوضات وإصدار اتفاق، لا يؤدي إلى الحل.

ولاحظ خليفة حفتر أن المشاركين في المؤتمرات الدولية حول ليبيا سرعان ما يكتشفون أن الاتفاق الحاصل هو حبر على ورق في ظل تغييب نقطة سحب السلاح مذكّرا بما حصل بعد اتفاق الصخيرات.

خليفة حفتر أشار إلى أن الميليشيات استطاعت أن تكدّس كميات كبيرة من السلاح بمختلف أنواعه وهي تتلقّى دعماً خارجياً لا يتوقف من دول داعمة للإرهاب

واعتبر أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه عقب جلسات الحوار التي جرت في مدينة الصخيرات المغربية لم يعالج الأزمة الليبية بل زادها تعقيداً، مضيفا أنه كان اتفاقاً كارثيّا على البلاد والعباد، ولم يستفد منه إلاّ حملة السلاح من الإرهابيين والميليشيات.

وبخصوص حرب تحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات، أكد القائد العام للجيش الوطني الليبي أنه يحارب وفق خطة عسكرية دقيقة تضع في أولوياتها سلامة المواطنين من سكان العاصمة ومنشآت المدينة ومرافقها.

وأوضح أن الجيش الليبي يعمل على استدراج المجموعات المسلحة خارج العاصمة لتجنيب المدينة الدمار وتجنيب سكانها الأذى، قائلا “نجحنا في ذلك وألحقنا بها خسائر فادحة، وهي الآن تحتضر".

 كما أشار خليفة حفتر إلى أن الميليشيات استطاعت أن تكدّس كميات كبيرة من السلاح بمختلف أنواعه وهي تتلقّى دعماً خارجياً لا يتوقف من دول داعمة للإرهاب، وتنفق عليها حكومة الوفاق المليارات من خزينة المال العام، واستغلت مرافق مدنية حوّلتها إلى مخازن للذخيرة داخل الأحياء السكنية من أجل الحيلولة دون قصفها.

وقال “وكان بمقدورنا وبكل بساطة، أن تدخل قواتنا إلى قلب العاصمة بعملية اقتحام كاسح بالأسلحة الثقيلة والقوة المفرطة وتنتهي العمليات العسكرية خلال فترة قصيرة، لكن ذلك لا يحقّق الهدف النبيل الذي نعمل من أجله، وسيكون ثمنه أرواح ودماء الأبرياء من سكان العاصمة التي نحرص عليها ونعمل على حمايتها”.

المجموعات الإرهابية تسعى تحويل ليبيا إلى إمارة إسلامية
نزع السلاح أولوية

ويرى القائد العام للجيش الليبي أن موعد تحرير طرابلس قد حان وسيتم دحر الميليشيات من المدينة عاجلاً وليس آجلاً.

وكشف خليفة حفتر عن محاولته تجنب شن معركة مسلحة في محيط طرابلس بشتى السبل مبرزا أن “المجرمين الذين سيطروا على العاصمة رفضوا منطق السلام واختاروا الحرب”.

وصنف حفتر الميليشيات التي تحارب الجيش الليبي إلى ثلاثة أصناف ومنها المجموعات الإرهابية المنتمية للإخوان المسلمين و”داعش” و”القاعدة” والجماعة الليبية المقاتلة وتسعى إلى تحويل ليبيا إلى إمارة إسلامية وتوظيف ثرواتها لدعم كل التنظيمات الإرهابية الأخرى على مستوى العالم.

ولاحظ خليفة حفتر “وجود مجموعات أخرى لا تحمل أي أيديولوجيا ويظل المال هدفها الأساسي، وكذلك وجود صنف ثالث وهم المرتزقة الذين يستجلبهم المجلس الرئاسي من بعض الدول الأفريقية ويدرّ عليهم أموالاً طائلة لمحاربة الجيش”.

وعن اتهامه بأن هدفه الهيمنة على الحكم، نفى خليفة حفتر أن تكون لديه مساع للسيطرة على الحكم، مبرزا أن الحرب التي يخوضها الجيش الليبي تهدف إلى القضاء على الإرهاب واستعادة الوطن وسيادته، وصون كرامة المواطن الليبي، وتمهيد الطريق ليرسم بإرادته الحرة خارطة حاضره ومستقبله.

وقال “دخول العاصمة لا يعني ظهور حاكم جديد، بل يعني بداية عصر جديد يطوي فيه الليبيون مآسي الماضي وينسون أحقادهم ويشمّرون فيه عن سواعدهم لبناء ليبيا الجديدة”. وشدّد على أن الساعين للحكم هم المتشبّثون بالسلطة

حتى بعد انتهاء فترة ولايتهم ويرفضون بلا خجل أو حياء، ترك مناصبهم والعودة إلى أعمالهم السابقة، هم الذين يدّعون الشرعية خارج إطار الدستور.

4