خطط مغربية متكاملة لتعزيز الاستثمار في قطاع الطيران

الرباط - كشفت المديرية العامة للطيران المدني عن خطة لتعزيز حركة النقل الجوي بين المغرب ومطارات الدول الأجنبية في محاولة للارتقاء بخدمات الطيران، في وقت تشهد البلاد ثورة متسارعة في صناعة الطيران، تمكنت من استقطاب أكبر الشركات العالمية.

وقال حفيظ العلمي وزير الصناعة والاستثمار إن ”العالم أصبح يرى المغرب بلدا صاعدا بفضل إقناع شركة بومباردييه الكندية بالبقاء في البلاد، ووجود بوينغ ونحو 140 شركة تصنع أجزاء من محركات الطائرات”.

وتمكنت الرباط من إقناع بومباردييه بمضاعفة مساحة مصنعها تمهيدا لاستقطابها شركات أخرى تستثمر في مجال أصبح حيويا في ظل فورة الاستثمارات العالمية في صناعة الطيران.

وركز العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال السنوات الأخيرة جهوده على النهوض بهذا القطاع، ضمن برنامج التنمية الذي تسلكه البلاد.

ويهدف المخطط إلى تطوير النقل الجوي الداخلي للمسافرين ورواج البضائع عبره، وتقوية سلامة وأمن النقل الجويين، وتحسين جودة الخدمات المسداة والمحافظة على البيئة.

وأرست الرباط خطة شاملة تنطلق من رفع الطاقة الاستيعابية للنقل الجوي وتطوير نظم المراقبة المحلية، والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالمطارات.

وعملت السلطات بالتعاون مع المعنيين بالقطاع على دعم صناعات الطيران المدني وصيانة الطائرات، إضافة إلى تأهيل الموارد البشرية وإحداث قطب للتكوين في المجال.

ويقول كريم الشيخ، رئيس تجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء إنه يدرك حجم التحديات التي تنتظره لبلوغ أهدافه وأن ”النمو المستمر لقطاع الطيران يفرض مواصلة التحرك لمواكبة تطورات التصنيع والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية”.

ويشير خبراء إلى أن الاستثمار في صناعة الطيران يحتاج إلى أرضية مناسبة يتوفر فيها المناخ الإيجابي للأعمال لضمان استدامة الأنشطة وتنميتها.

واكتسب القطاع قدرات تنافسية متزايدة بفضل توظيف التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي وهو ما مكن المغرب من مجاراة التطورات التكنولوجية لتعزيز حصته في صناعة الطيران.

ولا يقتصر مشروع الحكومة على النقل الجوي حيث يمتد برنامجها إلى تنمية البنية التحتية وتطوير النقل البحري والبري.

ولتطبيق ذلك أشرف العاهل المغربي على توسعة طاقة استيعاب المحطة الجوية رقم 1 بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء لضمان حسن استغلاله واستقطاب عدد أكبر من المسافرين بكلفة بلغت نحو 134 مليون دولار.

وتسعى الرباط إلى تحقيق تنمية مندمجة متكاملة في قطاع الطيران لاستقطاب نحو 70 مليون مسافر بحلول عام 2035 مقارنة بنحو 22.5 مليون العام الماضي.

كما أرسى المغرب قوانين لتمكين القطاع من العمل وفق المعايير العالمية للمنظمة الدولية للطيران المدني.

وتضافرت الجهود لتطبيق خطط المغرب مما دفع المديرية العامة للطيران المدني، إلى تحديث أكاديمية محمد السادس للطيران المختصة في تأهيل المهندسين والمراقبين الجويين.

وتجلى ذلك بتأسيس مركز التكوين المستمر في مجال الأمن الجوي .

من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني وتكوين الموظفين بما يتماشى مع المعايير الدولية.

وكشفت وزارة التجهيز مؤخرا عن “مخطط الأجواء”، الذي يتضمن استثمار نحو 9 مليار دولار، يخصص معظمها لشراء طائرات جديدة، إضافة إلى تخصيص 3.6 مليار دولار منها لتطوير المطارات ومحطات الشحن.

وساهمت هذه الجهود في تعزيز جاذبية المغرب لشركات صناعة الطيران، وتحسين البيئة الاستثمارية من خلال فتح فروع لشركات عالمية مثل إيرباص وبوينغ وبومباردييه التي ستطلق مصنعها قريبا.

وتتواجد بالبلاد شبكة من المطارات تتكون من نحو 26 منشأة، منها 19 مطاراً دولياً، بطاقة استيعابية تصل إلى 40 مليون مسافر.

وتنفذ الرباط حاليا برنامجا استثماريا لرفع الطاقة الاستيعابية للبنية التحتية للمطارات من خلال بناء محطات جوية جديدة وتوسيع وصيانة مختلف المطارات.

وحصل المغرب مؤخرا على شهادة من منظمة إيزو في دليل على التطور الكبير الذي شهدته خدمات النقل الجوي في البلاد.

كما تمكن من استقطاب استثمارات أجنبية كبيرة بدخول نحو 50 شركة أجنبية إلى السوق المغربية لتنظيم رحلات منتظمة بينها 19 شركة للرحلات منخفضة التكلفة.