خدمات التوصيل الذكية للطرود في الشرق الأوسط تشهد ازدهارا

القاهرة - تشهد خدمات التوصيل الذكية للطرود في الشرق الأوسط عمليات توسع ملحوظة، مما يجعلها سوقا مزدهرة يتوقع خبراء أن تفتح شهية المزيد من المستثمرين لضخ رؤوس أموال جديدة فيها.
وبفضل تنامي شعبية التجارة الإلكترونية خاصة في ظل أزمة وباء كورونا تزايدت أهمية النقل البري في العديد من الدول العربية مدفوعة بزيادة سكانية متسارعة وتوسع عمراني مستمر، وظهرت معه تطبيقات تقدم خدمات نقل البضائع وتوصيلها وخاصة في مصر.
وكشف محمد عزت الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة بوسطة تكنولوجي لخدمات توصيل الطرود لشركات التجارة الإلكترونية وتسليمها، إن “الشركة تعتزم دخول السوق السعودية والإماراتية في نهاية العام، وتستعد لجولة تمويلية جديد تأمل أن تجمع الملايين من الدولارات”.
وأوضح عزت أن بوسطة، التي تغطي جميع محافظات مصر عدا سيناء، تتوقع أن تصل بعدد عملياتها إلى نحو 15 مليون عملية بنهاية العام 2022 من نحو 1.7 مليون عملية في العام الماضي، وأيضا العمل في ست أو سبع دول من بينها الكويت وبعض الدول الأفريقية بحلول 2026.
وتأسست بوسطة تكنولوجي، التي تتخذ من العاصمة المصرية القاهرة مقرا لها، في 2017 على يد ثلاثة شبان مصريين.
ومن كبار المستثمرين فيها فوري للتكنولوجيا المالية وسيليكون باديا الأميركية ومجموعة دي.بي.دي الأوروبية.
وقال عزت في مقابلة مع رويترز “بدأنا العمل برأسمال 25 ألف دولار من مدخراتي، وقمنا بأول عملية شحن في يناير 2017 من خلال التوصيل في نفس اليوم”.
وأشار إلى أن “أول استثمار دخل معنا كان من نمو كابيتال الإماراتية بنحو 200 ألف دولار ومن كايرو إنجنيرز بالإضافة إلى أنسي ساويرس”.
وأضاف “بعد ذلك بثلاثة أشهر دخلت معنا شركة فوري ووصلنا بالاستثمارات إلى 925 ألف دولار نهاية 2017. ثم تلقينا اهتماما من شركة دي.بي.دي التابعة للبريد الفرنسي واستثمروا معنا 1.08 مليون دولار في مايو 2019”.
وبحسب البيانات المنشورة على المنصة الإلكترونية للشركة، يبلغ عدد عملاء بوسطة تكنولوجي في مصر وحدها أكثر من ثلاثة آلاف عميل، من أهمهم منصات التجارة الإلكترونية جوميا ونون وسوق.كوم.
ومع أن هذا الرقم يبدو قليلا للغاية في بلد يبلغ تعداد سكانه نحو مئة مليون نسمة، فإن للشركة استراتيجية للتوسع أكثر مع مرور الوقت وهي لا تدّخر جهدا من أجل جذب زبائن جدد.
وتأتي إيرادات الشركة من النسبة التي تحصل عليها من رسوم توصيل الطرود من شركات التجارة الإلكترونية إلى العملاء. ولا تملك الشركة سيارات ولا يعمل لديها سائقون بل تعتمد على خدمات التعهيد.
وقال عزت الذي يعمل بشركته نحو 200 موظف ومهندس “تنبهنا مبكرا لتداعيات كورونا وتأثيرها الإيجابي على التجارة الإلكترونية، وخرجنا في جولة تمويلية جديدة لتوسيع أعمالنا”.
وأضاف “نجحنا في جمع 6.7 مليون دولار، منها نحو 3.5 مليون دولار من سيليكون باديا، ونحو 1.5 مليون دولار من فور.دي.إكس الأوروبية، والباقي من رجال أعمال مصريين، لنصل بحجم الاستثمار إلى 9.2 مليون دولار حاليا”.
وتابع “تلقينا عروض إبداء اهتمام من نحو 25 مستثمرا جديدا، وسنخرج في جولة تمويلية جديدة بنهاية العام”، قائلا إن “المستهدف جمع الملايين من الدولارات من التمويل الذي سيُغلق منتصف 2022”.
وأكد أن الشركة تستهدف الوصول بعدد عملياتها إلى 15 مليون عملية داخل مصر من خلال زيادة عدد العملاء إلى نحو 20 ألف عميل حيث أنها تنفذ حاليا نحو 12 ألف عملية يوميا فقط.
ويقدر حجم التجارة الإلكترونية في مصر بنحو 2.5 في المئة من إجمالي التجارة، وبنحو عشرة في المئة في السعودية والإمارات. وقال عزت “نحن أمام سوق واعد للغاية”.
ومن بين أبرز الشركات الناشئة في الشرق الأوسط العاملة في مجال توصيل الطرود تطبيقات إماراتية مثل فيتشر، الذي تأسس في 2012، ثم ظهر تطبيق تركر في 2016 لتعلن شركة فودل في العام 2017 عن نفسها في السوق، ثم بدأ تطبيق كريم الذي استحوذت عليه أوبر في توسيع نطاق أعماله ليصل إلى الخدمات اللوجستية هو الآخر.
وفي مطلع 2016 ظهرت في السعودية شركة نعناع دايركت التي باتت منتشر في معظم أنحاء البلاد وهي تستخدم شبكة تشاركية من الأفراد لتوصيل الطلبات مباشرة من متاجر التجزئة إلى منازل المستهلكين.
وكانت شركة حالا المصرية التي تأسست في 2017، والتي تعتمد على دراجات نارية بثلاثة عجلات “توك توك”، قد توسعت هي الأخرى في نشاطها لتضم خدمات نقل الطرود إلى محفظة خدماتها عبر توفير تطبيق لذلك.