حمزة طرزان.. من السعودية إلى هوليوود بفيلم مرشح للأوسكار

رغم غياب صالات العرض السينمائية وضآلة الدعم الرسمي لصناع الأفلام السعوديين فإنهم كانوا -ولا يزالون- ينحتون عوالمهم من المستحيل، قابضين على مشاريعهم في العالم كله ليحصدوا من خلال إيمانهم بأنفسهم أعلى الجوائز السينمائية العربية والعالمية، “العرب” توقفت مع المخرج السعودي الشاب حمزة طرزان، وهو أحد صناع الأفلام السعوديين المستقرين في هوليوود للحديث حول فيلمه الهوليوودي الطويل الأول “Mike Boy” (مايك بوي) الذي سيعرض في الصالات الأميركية مطلع سبتمبر المقبل.
الأربعاء 2017/08/23
"مايك بوي" غموض وإثارة وجريمة

هيوليود (أميركا) – بدأ المخرج السينمائي السعودي حمزة طرزان، مواليد مكة 1982، شغفه بالأفلام وهو في السادسة من عمره، وكان هذا الولع المبكر سببا في انسحابه من دراسته الجامعية في سنته الأخيرة، فقد كان مؤمنا بأنه خلق لكي يصبح مخرجا سينمائيا، ولا يمكن أن يضيع سنة أخرى.

وفي 2007، أخرج طرزان أول أفلامه “العيش إلى الوراء”، ولأنه كان يروم التميّز وعدم التقليد ذهب إلى مدرسة التجريب والرمزية التي لم يعد يعتبرها لاحقا من مدارس السينما لأنها -حسب توصيفه- تفتقد إلى عناصر طرح القصة. وفي 2008 أخرج فيلم “القبو”، وفي 2009 فيلم “النافذة”، وفي عام 2011، قبل رحيله إلى أميركا أخرج فيلمه الجماهيري ذائع الصيت “كيرم”، الفيلم الذي حصد كل الجوائز المرشح لها من روتانا وتونس ومهرجان الخليج السينمائي، ثم في 2012 أخرج فيلمه “بلوت” مستهدفا من إنتاجه تحصيل بعض الدعم بعد أن قرر إكمال دراسته في صناعة الأفلام في هوليوود.

وفي هوليوود، حيث يقيم حاليا، استطاع طرزان أثناء دراسته أن يخرج قرابة عشرين فيلما سينمائيا شكّلت قناعة تقول بأن “السينما التي لا تحكي قصة ليست سينما، ومكانها الفيديو آرت غاليري”. وفي نوفمبر من العام الجاري أخرج طرزان من جامعة نيويورك فيلما أكاديميا، وفي نفس الوقت انتهى من إخراج فيلمه الهوليوودي الطويل الأول “MIke BOY” (مايك بوي) بعد أن عمل عليه ثلاث سنوات بين كتابة وتصوير وإخراج مع فريق التمثيل، ويعكف حاليا على العمل على مجموعة أفلام ومسلسل من فئة الجريمة والرعب والأرواح الخارقة قائمان على فكرة ذات أبعاد مختلفة. ومن هذه الأعمال عملان سيكونان باللغة العربية بمشاركة أبطال معروفين من الوطن العربي ومن السعودية.

حمزة طرزان: السينما التي لا تحكي قصة ليست سينما، ومكانها الفيديو آرت غاليري

ويتكئ فيلم “مايك بوي” على النبوءات والأساطير ذات البعد التخييلي، حيث العالم الغرائبي المشوّق، والتجمعات السرية، والدولة العميقة، والسيطرة على العالم، وذلك من خلال حياة النادل مايك، بطل الفيلم الذي يقوم بدوره الممثل الإماراتي هيو ماسي، وكيف يتم اختياره على أساس نبوءة قديمة، بعد أن تزوره في محل عمله شخصية غامضة تجعله ينضم إلى الجمعية السرية التي تريد أن تحكم العالم مستعينة بمايك الذي تتيح له هذه التجربة المثيرة والغريبة كشف سر كينونته الحقيقية وهويته المفقودة التي كان يبحث عنها، هذا الاتكاء الدرامي ذو الإطار الحركي هو جزء من سحر المشرق الذي يأتي حمزة ليقدمه للمشاهد الغربي وفق رؤيته الشخصية.

وفي هذا الشأن يقول حمزة لـ”العرب” “نوعا ما هو بالتأكيد جزء من سحر المشرق وتجاربي الخاصة واعتقاداتي الأصيلة في ما يدور حول العالم، ولكن وضعت في الحسبان أن أجعله في قالب يستسيغه الغربي والشرقي معا”.

وأشار طرزان لـ”العرب” إلى أن فيلمه الهوليوودي “مايك بوي” ينتمي إلى فئة أفلام الغموض والإثارة والجريمة، وهذا النوع من الأفلام يعكس توجهه الفني، وما يحب أن يشاهده ويشاهده أغلب الجماهير في العالم.

وعن سؤال “العرب” ماذا يعني له أن يكون فيلمه أول فيلم طويل في هوليوود من مخرج من دول الخليج (السعودية)، وبطولة من دول الخليج أيضا من خلال الممثل الإماراتي هيو ماسي؟ يجيب “يعني لي الكثير في تحقيق حلمي ببدء مسيرتي بفيلم طويل، وأراد الله أن تكون هنا في عرين الأسد في هوليوود، بتعاون خليجي بين السعودية والإمارات، والأهم من كونه الأول أن يحدث صدى فنيا يساعدني على إكمال مسيرتي السينمائية بإمكانيات أعلى لأستطيع منافسة الكبار في المستقبل، علما أنه سيتم إطلاق الفيلم في السينما الأميركية قريبا، كما تم إخباري بأنه دخل ضمن قائمة الأفلام المرشحة للأوسكار، وسأستلم شهادة دخوله في القائمة بعد انتهاء الفيلم من عروضه السينمائية”.

15