حقبة جديدة لتوماس باخ مع الأولمبية الدولية

لوزان (سويسرا) – بدأ الألماني توماس باخ ولاية ثانية على رأس اللجنة الأولمبية الدولية، وهو متحدّث بلسان الرياضيين ومحامي النافذين ورائد القيم الأولمبية وصائغ الأعمال الرياضية. وإذا كان المحامي البافاري البالغ من العمر 67 عاما احتاج إلى جولتين من التصويت ليصبح الرئيس التاسع للجنة الأولمبية الدولية خلفا للبلجيكي جاك روغ في عام 2013 في الجمعية العمومية الـ125 في بوينس آيرس، في مواجهة خمسة منافسين، فقد قضى منذ ذلك الحين على أي منافسة وتقدّم بمفرده إلى ولاية ثانية، ضامنا استمراره على رأس الهيئة الأولمبية حتى عام 2025.
وفور انتخابه عام 2013 أعلن الرئيس العتيد أن “اللجنة الأولمبية الدولية أوركسترا كونية كبيرة وأنا قائدها”، داعيا الجميع إلى “العزف معا في انسجام من أجل المستقبل المشرق للحركة الأولمبية”. يستطيع أقوى رجل في الرياضة العالمية أن يلوح بحصيلة مغرية تتميز بمضاعفة الإيرادات المستخلصة من الرعاية الدولية والتي يعد برفع غلتها أكثر وإصلاح عملية منح شرف استضافة الألعاب.
وألقى به الوباء إلى الأضواء بشكل غير عادي وحوّله إلى مدير أزمة، حيث أُجبر على تأجيل أولمبياد طوكيو لمدة عام، والآن بات مطالبا بالإقناع بأنه بالإمكان إقامتها في الفترة بين 23 يوليو إلى 8 أغسطس على الرغم من الأزمة الصحية.
ونسج باخ الذي بات أوّل بطل أولمبي (ذهبية الفرق للحسام في دورة مونتريال عام 1976) يتولى الرئاسة، علاقات راسخة وواسعة ضمن المؤسسة الأولمبية الدولية وأجهزتها وقد دخل أروقتها عام 1981 وأصبح عضوا دوليا في سن الـ36 (الجمعية العمومية التي انعقدت في 19 يونيو ببرمنغهام) بالتزامن مع دخول سلفه هذه العائلة. ومنذ أن أرسى حضوره الأولمبي في عهد الإسباني خوان أنطونيو سامارانش، توسّم كثر له بـ”مستقبل رئاسي”، وتوقع روغ أن يكون “رئيسا كبيرا”. وبدأ باخ حملته الرئاسية قبل سنوات كثيرة وظهر ذلك جليا خلال بطولة العالم لألعاب القوى عام 2009 في برلين، وكثر حينها الحديث عن تطلعه لخلافة روغ.
وقال باخ قبل ولايته الأولى على رأس اللجنة الأولمبية الدولية “كنت المتحدث باسم الرياضيين في ألمانيا الغربية، لقد كافحت بشدة حتى نتمكن من المشاركة في أولمبياد موسكو”، لكن “تحت الضغط الهائل من الحكومة”، استسلمت اللجنة الأولمبية الألمانية الغربية فحرمته بالتالي المقاطعة من الدفاع عن لقبه الأولمبي، فكانت “نقطة تحول” دفعته إلى اتخاذ قرار “الدخول في سياسة المؤسسات الرياضية”.
لفت هذا النشاط نظر سامارانش المنتخب حديثا رئيسا للجنة الدولية، فضم باخ إلى لجنة الرياضيين الأولمبيين. وبين العامين 1984 و1987، تعاون مع رئيس “أديداس” هورست داسلر ثم أسّس مع زميلين له مكتبا لمحاماة الأعمال.