حريق في مخيم موريا اليوناني يشرّد الآلاف من المهاجرين

الحكومة اليونانية تعلن حالة الطوارئ لمدة 4 أشهر في جزيرة ليسبوس.
الخميس 2020/09/10
مأساة تلو أخرى

أثينا - سبّب حريق ضخم دمارا شبه كامل في مخيم موريا للاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية، التي تضم الآلاف من المهاجرين الذين يعيشون في ظروف قاسية بالفعل، مما صعّد الضغوط على الدول الأوروبية لمواجهة الأزمة.

وأعلنت الحكومة اليونانية الأربعاء، حالة الطوارئ لمدة 4 أشهر في ليسبوس، مما يسمح لها بحشد كل القوى لدعم الجزيرة وطالبي اللجوء.

ونقلت وكالة الأنباء اليونانية الرسمية عن مصادر قولها، إن النيران قد تكون اشتعلت إثر تمرد بعض طالبي اللجوء على قرار عزلهم بعد تبيّن إصابتهم بكوفيد – 19، أو من المقربين من شخص جاءت نتيجته إيجابية تفاديا لانتشار الوباء في مخيم موريا.

وأكد مسؤول محلي أن الخيام “أحرقت عمدا” وأن مسببي الحريق “استفادوا من هبوب رياح قوية”.

وقال ميخاليس فراتزيسكوس نائب رئيس البلدية للدفاع المدني لقناة “أي.أر.تي” العامة “كان الحريق متعمدا لأن الخيام كانت شاغرة”.

وذكرت وسائل إعلام يونانية أن عددا كبيرا من الأشخاص الذين يعيشون بالمخيم فروا إلى غابات وتلال مجاورة، بينما فر آخرون تجاه مدينة ميتيليني الرئيسية في جزيرة ليسبوس.

ويعيش المهاجرون في هذا المخيم المزدحم وسيء السمعة، في أماكن ضيقة وأحيانا في أكواخ وتحت أغطية بلاستيكية. وبحسب أحدث الإحصاءات يعيش نحو 12 ألفا و600 شخص في المخيم وحوله، رغم أن طاقته الاستيعابية الرسمية تصل إلى 2757 شخصا.

ويخضع المخيم للحجر الصحي منذ الأسبوع الماضي بعد تسجيل زيادة في الإصابات بفايروس كورونا.

وفرضت تدابير صارمة للتنقل في مخيمات المهاجرين. ولم ترفع الحكومة هذه القيود بتاتا رغم انتقادات منظمات غير حكومية تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان اعتبرتها “تمييزية” في حين اتخذ قرار رفع العزل في البلاد مطلع مايو.

مصادر ترجح اشتعال النيران إثر تمرد بعض طالبي اللجوء على قرار عزلهم بعد تبيّن إصابتهم بكوفيد – 19

وتدين هذه المنظمات حجز طالبي اللجوء في هذه المخيمات غير الملائمة لتطبيق تدابير الوقاية اللازمة لمنع تفشي فايروس كورونا.

وفي السنوات الأخيرة بات مخيم موريا يتعرض لانتقادات من المنظمات غير الحكومية لاكتظاظه وعدم احترامه للمعايير الصحية، والتي تدعو السلطات اليونانية إلى نقل طالبي اللجوء الأكثر عرضة إلى اليونان.

وباتت الاضطرابات والشجارات شبه يومية في المخيم. وبين يناير ونهاية أغسطس طعن خمسة أشخاص في أكثر من 15 هجوما. وفي مارس قضت فتاة في احتراق حاوية. وفي سبتمبر 2019 قضى شخصان في حريق.

وكانت جزيرة ليسبوس الواقعة قبالة الساحل التركي على الخط الأمامي خلال تدفق المهاجرين إلى أوروبا في 2015 – 2016. وبسبب جائحة فايروس كورونا يتم عزل جميع المهاجرين القادمين إلى الجزيرة في الحجر الصحي بعيدا عن المخيمات اعتبارا من أول مارس .

وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأربعاء عن “حزنها العميق” للحريق الذي دمر مخيم موريا، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي “مستعد للمساعدة”.

وقالت فون دير لاين في تغريدة “أشعر بحزن كبير للأحداث في مخيم موريا للاجئين في اليونان. طلبت من نائب رئيس المفوضية مارغاريتيس سكيناس التوجه إلى اليونان في أقرب فرصة. نحن على استعداد للمساعدة مع الدول الأعضاء. أولويتنا هي سلامة كل الذين باتوا بلا مأوى”.

وطلبت برلين من دول الاتحاد الأوروبي استقبال لاجئين من المخيم، فيما أعلنت النرويج أنها ستستقبل 50 لاجئا من المخيم “في الطليعة أسر سورية”.

وأعلنت رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ لقناة محلية “أنها مشاهد فظيعة”، مضيفة “يعيش الأشخاص في مخيم موريا في ظروف صعبة عادة”.

5