جونسون مصر على غلق ملف بريكست رغم مساعي عرقلته

مشرعون محافظون وعماليون يهددون بعرقلة مساعي جونسون للانفصال دون اتفاق بحلول نهاية أكتوبر إذا لم يقبل الاتحاد الأوروبي مراجعة بعض بنود الاتفاق.
الجمعة 2019/08/09
خروج صعب

لندن - حث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون النواب على دعم الخروج من الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر، قائلا إنهم تعهدوا باحترام نتيجة قرار بلادهم عام 2016 بالانفصال عن التكتل، فيما يهدد مشرعون محافظون وعماليون بعرقلة مساعيه للانفصال دون اتفاق بحلول نهاية أكتوبر إذا لم يقبل الاتحاد الأوروبي مراجعة بعض بنود الاتفاق.

وأضاف جونسون في تصريحات للصحافيين “أعتقد أن على أعضاء البرلمان مواصلة العمل والوفاء بما وعدوا به مرارا وتكرارا لشعب هذا البلد: سينفذون تفويض 2016 بالخروج من الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر”.

وردا على سؤال عن احتمال خسارته في تصويت على الثقة في البرلمان وما إذا كان سيؤجل عندها الانتخابات إلى ما بعد الخروج من التكتل، قال “سنخرج من الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر وهو ما صوت شعب هذا البلد لصالحه”.

ويطالب جونسون الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن رفضه إعادة التفاوض على بنود رئيسية في اتفاق بريكست الذي تم إبرامه العام الماضي مع سلفه تيريزا ماي، وإلا فإن بريطانيا يمكن أن تخرج دون اتفاق في 31  أكتوبر.

وأكد القادة الأوروبيون أن اتفاق الانسحاب، الذي يجدد شروط خروج بريطانيا بعد 46 عاما من العضوية، نهائي، إلا أنهم مستعدون لإعادة فتح المناقشات حول العلاقة المستقبلية الموجودة في “الإعلان السياسي” المرفق بالاتفاق. ويطالب جونسون بإعادة النظر في بند شبكة الأمان الذي يحدد العلاقات بين أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وأيرلندا الشمالية التابعة للملكة المتحدة.

وينصّ الترتيب المثير للجدل بشأن “شبكة الأمان” أو “باكستوب” على إبقاء كامل المملكة المتحدة في اتحاد جمركي لتجنّب إعادة الحدود الفعلية بين أيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا وجمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد.

ويرى جونسون أن تهديد الخروج الفوضوي من الاتحاد الأوروبي سيجبر بروكسل على الإذعان ومنح لندن شروطا أفضل ستتيح لها إبرام اتفاقيات تجارية مع قوى عالمية مثل الصين والولايات المتحدة.

بوريس جونسون: على البرلمان تنفيذ تفويض الخروج من الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر
بوريس جونسون: على البرلمان تنفيذ تفويض الخروج من الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر

ويتمحور حلّ جونسون بشأن هذه الحدود حول اقتراحات رفضها الاتحاد الأوروبي والقادة الأيرلنديون لأنها إما غير قابلة للتطبيق وإما غير كافية.

وفي مجلس العموم البريطاني، تبدو حظوظ جونسون في حسم ملف بريكست معقّدة داخل برلمان منقسم بشأن استراتيجية الانفصال، بعد أن تناقلت تقارير إعلامية وجود محادثات سرية بين عدد من وزراء تيريزا ماي الذين أقالهم جونسون وحزب العمال المعارض من أجل التصدي داخل مجلس العموم لانفصال المملكة المتحدة دون اتفاق.

ويؤكد مراقبون أن هؤلاء المشرعين يستطيعون الإطاحة بالحكومة بتصويت على حجب الثقة، ما يضع جونسون أمام حتمية إجراء انتخابات مبكرة على أمل الحصول على أغلبية برلمانية تساند خططه.

ويبدو أن وضوح نهج رئيس الوزراء الجديد في التعامل مع ملف بريكست ساهم في ارتفاع شعبية المحافظين، إلا أن تنفيذ استراتيجيته وتعهداته قد تصطدم برفض برلماني إذا ما مضى قدما في العمل على الانفصال من دون اتفاق.

وتشكلت لدى المواطن البريطاني قناعة جاءت متأخرة بتداعيات بريكست “المؤلمة” التي ستطول مختلف جوانب الحياة اليومية، حيث سيخفف انسحاب البلاد من التكتل الأوروبي وفقا لاتفاق من وطأة هذه التداعيات، فيما يؤكد خبراء اقتصاديون أن المملكة المتحدة تسير نحو الأسوأ مهما كانت صيغة الانفصال.

وتتوقع السيناريوهات الأكثر تشاؤما بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، والتي تستند دائما إلى رؤى وتصورات غير محددة، توقفا لرحلات نقل الركاب، وطوابير هائلة عند نقاط الجمارك، ومواجهة الشركات لعراقيل بسبب الفوضى البيروقراطية.

وبخلاف ذلك، فإن قواعد الاتحاد الأوروبي لن تكون بعد ذلك قابلة للتطبيق في بريطانيا، التي سوف تنسحب من ترتيبات مشتركة مثل قواعد الملاحة الجوية المشتركة أو الصفقات التجارية مع دولة ثالثة.

وتمثل الحدود البرية بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا مشكلة كبيرة، حيث كانت الجهود الرامية إلى إبقاء تلك الحدود مفتوحة في محور مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويمكن أن يواجه المواطنون البريطانيون الذين يعيشون في الاتحاد الأوروبي ومواطنو الاتحاد في بريطانيا حالة من عدم اليقين بشأن أوضاعهم.

5