جولة بين حضارات وفنون متحف اللوفر أبوظبي عبر السينما والموسيقى

أبوظبي – أعلن متحف اللوفر أبوظبي عن إطلاق فيلمه القصير الأول بعنوان “نبض الزمان” في 11 نوفمبر الجاري وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لافتتاحه.

تمتد هذه الرحلة السمعية البصرية على مدى 40 دقيقة، ويعتبر هذا الفيلم أول فيلم قصير من إنتاج متحف اللوفر أبوظبي الذي يسرد قصة الإنسانية من خلال رحلة لاستكشاف الأعمال الفنية من مجموعة المتحف الفنّية.

يأخذ الفيلم، من خلال السرد والتصوير والتأليف الموسيقي الأصلي، المشاهدين في رحلة شاعرية عبر 12 فصلا من قاعات عرض المتحف، لاستكشاف تاريخ الإبداع البشري من خلال مجموعة مختارة من 15 عملا فنيا لتسليط الضوء على لقاء الثقافات من عصور ما قبل التاريخ إلى عصرنا الحالي.

ويتوفر الفيلم بثلاث لغات بأصوات ثلاثة مشاهير، هم باللغة العربية الممثل والمنتج ومقدم البرامج الإماراتي سعود الكعبي المعروف بدوره في فيلم “دار الحي”، وبالإنجليزية الممثل والكاتب والمخرج السينمائي الإنجليزي شارلز دانس، الذي اشتهر بلعب دور تيوين لانيستر في مسلسل “صراع العروش”، وبالفرنسية الممثلة الفرنسية السويسرية إيرين جيكوب التي اشتهرت بدورها في فيلم “ثلاثية الألوان: أحمر” “1994”.

وقال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي “بعد تعاوننا الأخير مع مجموعة ساونووك كوليكتيف ومنصة أنغامي، يسرنا الإعلان عن إطلاق الفيلم القصير الأول من إنتاج المتحف تحت عنوان “نبض الزمان”.

لقد قام ألكسندر بلانك وستيفان ميشاكا واستوديو “سيينغ ثينغز” ببث الحياة في قصص الإنسانية التي يرويها المتحف من خلال مجموعته الفنية. وتأتي هذه التجربة بالتزامن مع احتفال المتحف بالذكرى السنوية الثالثة لافتتاحه فالفيلم يضفي لمسة سحرية على قاعات العرض والقطع المعروضة فيها ليطلق المشاهد العنان لخياله أينما كان في مختلف أنحاء العالم. ولابد من الإشارة إلى أن هذا الفيلم القصير خير دليل على قدرة المتاحف على دمج المعارض التقليدية مع التكليفات الرقمية المعاصرة”.

من جانبه قال ألكسندر بلانك، منتج الإذاعة الفرنسية الثقافية الوطنية “فرانس كولتور”، “إن هذه التجربة، المستوحاة من نص ستيفان ميشاكا، أشبه بملحمة موسيقية تستعرض مجموعة المتحف الفنّية في تجربة تلامس الحواس، إذ يشعر المستمع بوقعٍ مختلف لكل قاعة من قاعات عرض المتحف، فالإيقاعات تتغيّر مع تغيّر العصور والحضارات والثقافات”.

ويضيف “من بين هذه الإيقاعات والألحان ينساب صوت كل من سعود الكعبي وشارلز دانس وإيرين جايكوب، ليأخذ المستمع في رحلة للاطلاع على الأعمال الفنّية ورؤية كيف ينسج كل عمل من الأعمال، بطريقته الخاصة، روابط بين الإنسان والعالم المحيط به”.

وتشمل الأعمال الفنّية التي يسلط الفيلم الضوء عليها تمثالا ضخما ذا رأسين من عين غزال في الأردن يعود تاريخه لـ”6500 ق.م”. معار من دائرة الآثار الأردنية، والذي يتيح لنا إدراك النظرة التي رأى أسلافنا أنفسهم من خلالها.

ويبيّن الفيلم القواسم المشتركة بين الثقافات التي يمكن اكتشافها في الأعمال الفنية التي تضمها مجموعة متحف اللوفر أبوظبي، مثل تمثال رجل يدعى “الخطيب” يرتدي ثوب التوغة الروماني من إيطاليا “100-150 م” ويستعرض التأثير المتبادل بين الشرق والغرب من خلال حوض نقش عليه اسم بونيفيليوس من شمال إيطاليا “حوالي 1300” أيضاً من مجموعة المتحف الفنية.

يذكر أن فيلم “نبض الزمان” سيتوفر في مرحلة لاحقة في شكل جولة سمعية على دليل الوسائط المتعدّدة الخاص بالمتحف بست لغات، يرويها الفنانون المشاركون إضافة إلى الممثلة لان كيو باللغة الصينية، والممثلة دينارا دروكاروفا باللغة الروسية، والممثل ستيفان كونارسكي بالألمانية.

وسترافق هذه الجولة الزوار في أرجاء المتحف من خلال تكنولوجيا مبتكرة تقوم على تحديد موقعهم في المتحف وبث مقاطع صوتية وموسيقية مخصصة لكل قاعة من قاعات العرض.

وجدير بالذكر أن جولة “نبض الزمان” تأتي في إطار برامج اللوفر أبوظبي الرقمية التي تهدف إلى تقديم طرق جديدة للتفاعل مع مجموعة المتحف الفنية، إما في قاعات عرضه أو عبر موقعه الإلكتروني وصفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، ليروي لقاء الثقافات.

ومن أبرز هذه المبادرات الرقمية جولة “نحن لسنا وحدنا” مع مجموعة ساوندووك كوليكتيف والقوائم الموسيقية المستوحاة من مجموعة المتحف الفنّية والتي نتجت عن التعاون الوثيق بين اللوفر أبوظبي ومنصة أنغامي، فضلاً عن الجولات الافتراضية في المعارض العالمية وإتاحة أبرز الأعمال الفنية في المتحف للجمهور عبر موقعه الإلكتروني، والعديد من الأنشطة الخاصة بالعائلات والأطفال المتوفرة عبر تطبيق المتحف وموقعه الإلكتروني.

ويقدم اللوفر أبوظبي، في إطار التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا، سرداً تاريخياً عن الفن الذي يمتد عبر تاريخ الحضارة بأكملها، ويؤكد على أهمية التجربة البشرية المشتركة.

وتجسد مجموعة المعارض الدائمة التي يبلغ عددها 23 معرضاً داخل المتحف الذي افتُتح في نوفمبر 2017 بجزيرة السعديات، عدداً كبيراً من الثقافات والتقاليد والحقب التاريخية من خلال عرضها جنباً إلى جنب؛ مما يساعد الزوار على اكتشاف التأثيرات المشتركة والروابط المثيرة للاهتمام بين الثقافات المختلفة.