تويتر تستعين بوكالات أنباء لتحسين مصداقية معلوماتها وسمعة أخبارها

تأمل شركة تويتر من خلال تعاونها مع وكالتي أسوشيتد برس ورويترز في مواجهة انتشار المعلومات المضللة، حيث تجدد الضغط لإزالة المحتوى الخاطئ من المنصة، وقد فشلت الخوارزميات في الكثير من المرات في التمييز بين المحتوى الجيد والمسيء.
نيويورك- وقعت شركة تويتر صفقة مع وكالتي أسوشيتد برس ورويترز للمساعدة في رفع مستوى دقة المعلومات على منصتها، ومواجهة المعلومات المضللة، ما يمثل اعترافا بتفوق مصادر الأخبار التقليدية على مواقع التواصل الاجتماعي في التحقق من المعلومات والثقة بها.
وقال موقع تويتر الاثنين إن المنصة ستوسع نطاق عملها الحالي للمساعدة في شرح سبب انتشار بعض الموضوعات على الموقع، ولإظهار معلومات وأخبار من مصادر موثوقة وفضح المعلومات المضللة، بحسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.
وستساعد وكالتا الأنباء تويتر في تقديم المزيد من المعلومات المتعلقة بالسياق والخلفية حول الأحداث التي تؤدي إلى عدد كبير من التغريدات، وهي المهمة التي يصعب على الذكاء الاصطناعي القيام بها، إذ تتطلب معرفة السياق وبعض المصطلحات غير الواضحة صحافيين محترفين للتدقيق بها واكتشاف معانيها وخلفيتها.
وتأمل تويتر أن تنتج عن ذلك مواجهة انتشار المعلومات المضللة، حيث تجدد الضغط لإزالة المحتوى الخاطئ من المنصة.
وقد فشلت الخوارزميات في الكثير من المرات في التمييز بين المحتوى الجيد والمسيء، ومن ضمنه المعلومات المضللة، إذ وقعت بعض الأخطاء بهذا الشأن سواء بعدم حذف المحتوى المسيء أو الحذف الخاطئ للمحتويات الجيدة بسبب عدم فهم الذكاء الاصطناعي للسياق الذي طرحت ضمنه المعلومات.
وذكرت في منشورها أن المواد من رويترز وأسوشيتد برس ستعمل على تحسين مصداقية المعلومات على المنصة عندما لا يتمتع فريق التنظيم في تويتر بالخبرة المحددة أو الوصول إلى حجم كبير بما يكفي من التقارير ذات السمعة الطيبة على تويتر. وهذه هي المرة الأولى التي تتعاون فيها تويتر رسميا مع المؤسسات الإخبارية للترويج لمعلومات دقيقة على موقعها، وفقا لمتحدث باسم الشركة.
وأفادت الشركة على موقعها الإلكتروني أن هذه الشراكة ستمكنها من ضمان توفر معلومات دقيقة وذات مصداقية بسرعة “عندما تكون الحقائق محل نزاع”، وتابعت أنها تريد أن تكون أكثر استباقية بشأن توفير معلومات دقيقة حول الموضوعات أثناء تطورها، وذلك قبل ظهور المعلومات المضللة. وأوضحت “بدلا من الانتظار حتى ينتشر شيء ما على نطاق واسع، ستضع تويتر سياق تطوير الخطاب وفقا للمحادثة العامة أو كتوقع لها”.
وفي الوقت الحالي، عندما تحدث محادثات كبيرة أو سريعة النمو على تويتر والتي قد تكون جديرة بالملاحظة أو مثيرة للجدل، يبحث فريق التنظيم في تويتر عن السياق ذي الصلة من مصادر موثوقة ويقوم بالترويج له، من أجل مواجهة المعلومات المضللة المحتملة التي ينشرها المستخدمون.
وقالت المنصة إن هذا العمل سيكون مستقلا عن العمل الذي تقوم به فرق “تراست أند سيفتي” لتحديد ما إذا كانت التغريدات تنتهك قواعد تويتر. ويشمل عمل هذه الفرق وضع علامات على التغريدات التي تحتوي على وسائط جرى التلاعب بها ومعلومات انتخابية مضللة ووسائط حساسة تنتهك قواعد المنصات. وبرنامج التعاون مع وكالتي الأنباء الجديد سيزيد من حجم وسرعة هذا العمل من خلال زيادة قدرته على إضافة سياق موثوق للمحادثات التي تحدث على تويتر.
وفي وقت سابق من هذا العام أطلقت تويتر “بيردووتش”، وهو نظام إشراف مجتمعي جديد مكّن المتطوعين من تصنيف التغريدات التي وجدوا أنها غير دقيقة. وستعمل تويتر بشكل منفصل مع وكالتي الأخبار المتنافستين، وستركز في البداية على المحتوى باللغة الإنجليزية. فيما سيسعى الفريق لتطوير شراكات أخرى للغات مختلفة مثل اليابانية والعربية والإسبانية والبرتغالية.
وقالت هيزل بيكر رئيسة تجميع الأخبار بالمحتوى الذي ينشئه المستخدمون في رويترز، إن الثقة والدقة والحيادية هي في “صميم ما تفعله رويترز كل يوم” وهي “تدفع التزام الشركة بوقف انتشار المعلومات المضللة”.
وصرح توم جانوشيوكي نائب رئيس تطوير الأعمال العالمية في أسوشيتد برس، في بيان أن الشركة الإخبارية لديها “تاريخ طويل من العمل عن كثب مع تويتر، جنبا إلى جنب مع المنصات الأخرى، لتوسيع نطاق الصحافة القائمة على الوقائع”. وتابع “نحن متحمسون بشكل خاص للاستفادة من إمكانات أسوشيتد برس وسرعتها لإضافة سياق إلى المحادثات عبر الإنترنت، والتي يمكن أن تستفيد من سهولة الوصول إلى الحقائق”.
ويتألف فريق التنظيم من موظفين يعملون معا لوضع بعض الموضوعات الأكثر شيوعا، التي يناقشها الأشخاص على منصة تويتر، ويشرف على بعض ميزات النظام الأساسي الأكثر وضوحا والمثيرة للجدل في بعض الأحيان، بما في ذلك المؤشرات وعلامة التبويب “استكشاف”.
وتأمل تويتر من خلال تلك الاتفاقية في ضمان رؤية مستخدميها معلومات موثوقة وذات صلة باهتمامات المستخدمين، خاصة في ما يتعلق بالمعلومات الطبية المرتبطة بجائحة فايروس كورونا المستجد. حيث تواجه منصات التواصل الاجتماعي تدقيقا مكثفا من المنظمين لمعرفة مقدار المعلومات المضللة التي تنشرها. وأصبحت المشكلة حادة بشكل خاص في ضوء الجائحة العالمية لفايروس كورونا، حيث انتشرت معلومات خاطئة عن الفايروس ولقاحاته عبر الإنترنت.
ودعا الجراح الأميركي فيفيك مورثي الشهر الماضي المنصات إلى بذل المزيد من الجهد لمكافحة المعلومات الخاطئة عن فايروس كورونا، بما في ذلك إعادة تصميم خوارزمياتها لتجنب تضخيمها. وأشار تقرير صادر عن كلية ستيرن للأعمال في جامعة نيويورك في عام 2020 إلى أن لدى تويتر حوالي 1500 مشرف، مع 199 مليون مستخدم يوميا في جميع أنحاء العالم.
ولا تتردد تويتر في التصرف حيال من ينشرون معلومات مضللة، وقد حظرت مرارا مستخدمين قاموا بنشر معلومات مضللة. وفي مارس الماضي فرضت سياسة جديدة تتضمن عقوبات للمستخدمين.
وبموجب القواعد الجديدة، يتم تعليق الحساب لمدة 12 ساعة لانتهاك سياسة المنصة للمرة الثانية والثالثة. أما الانتهاك للمرة الرابعة فينجم عنه توقيف الحساب لمدة أسبوع، بينما يؤدي الانتهاك للمرة الخامسة إلى حظر المستخدم.
هذه هي المرة الأولى التي تتعاون فيها شركة تويتر رسميا مع المؤسسات الإخبارية للترويج لمعلومات دقيقة على موقعها
وقد جمّدت بشكل مؤقت حساب عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري مارجوري تيلور غرين لقيامها بنشر معلومات “مضللة” حول فايروس كورونا. حيث تعتبر غرين من المنتقدين بشكل صريح للقاحات واستخدام الكمامات.
وقالت الشركة إن حسابها سيكون في “وضعية القراءة فقط” لمدة 12 ساعة. واعتذرت غرين الشهر الماضي لتشبيهها القواعد الخاصة بارتداء الكمامة في مواجهة فايروس كورونا بمعاملة اليهود في ألمانيا النازية.
ومازالت التغريدتان ظاهرتين على حسابها، لكن تويتر وسمتهما بعبارة “مضلل”. وكان حساب غرين في تويتر قد جمّد في أبريل الماضي، لكن الشركة ألغت الحظر لاحقا، قائلة إنه كان خطأ ناجما عن نظام التحكم الآلي في الموقع.